واقع الحروب بقلم الشاعر السوري فؤاد زاديكى في معرض مشاركتي على حلقة الصديق ملفونو ج

[fouadzadieke]

[size="6"

]

واقع الحروب

بقلم الشاعر السوري فؤاد زاديكى

في معرض مشاركتي على حلقة الصديق ملفونو جوزيف لحدو على قناته حول الحرب و هل من المحتمل حدوث حرب عالميّة ثالثة؟
من المعروف بل المؤكّد أنّ الدّول الكبرى هي التي يمكن أن تتسبّب بحرب كونيّة ثالثة فقط أمّا الدّول الصّغرى فليس بمقدورها فعل مثل ذلك, بل هي الضّحيّة دائمًا حيث تجري على أراضيها حروبٌ بالوكالة عن إحدى هذه الدّول الكبرى أو أكثر من دولة. فقد رأينا في السابق الحرب العراقية الإيرانيّة و التي دامت لسنوات طويلة أنّ أيّة حرب عالميّة لم تقع, وبعدها أيضًا حرب تحرير الكويت من الغزو العراقي واليوم حروب سورية و ليبيا و أوكرانيا و غيرها, فهي كلّها لن تكون سببًا في نشوب مثل هذه الحرب لأنّ الكلّ يعلم أنّه لو وقعت حربٌ عالميّة ثالثة فإنّنا سنعود إلى العهد الحجري, حيث سيتمّ تدمير كلّ شيء لأنّ الأسلحة فتّاكة هذه المرّة بما فيها الأسلحة النووية و الكيميائية و البيولوجيّة الخ...
مهما كانت غطرسة بعض القادة لدول العالم فإنّ هناك إلى جانب ذلك وعي و حسابات, فالكلّ يعلم أنّه لن يكون في مثل هكذا حرب غالب و لا مغلوب فالكلّ سيكون مغلوبًا. لهذا تحصل حروب معيّنة محدودة المكان في أماكن عِدّة من العالم و لأسباب موجودة لدى الدّول التي تشنّ مثل هذه الحروب بموجب أجندتها و على الأغلب تكون واحدة من الدّول الكبرى أو أكثر من دولة.
العالم بدأ يعي خطورة مثل هذا الأمر فليس من السّهل مطلقًا الانجراف إلى هكذا حرب سوف تدمّر كلّ مظاهر الحياة, حتّى ولو سمعنا بوتين الرئيس الروسي كيف لوّح باستخدام السلاح النّووي فهو قبل غيره يعلم أنّ هذا يندرج تحت بروباغاندة الضغط النّفسي لكنّ الأطراف الأخرى تفهم جيّدًا إذا ما كانت تصريحات بوتين هذه هي حقيقية أو أنّها في سياق الاستهلاك المحلّي و الشعبويّة.
من وجهة نظري و منطق الواقع فإنّه لن تحصل حرب عالميّة مرّة أخرى إذ لم تعد بين الدّول الكبرى دولة قويّة و أخرى ضعيفة فجميع هذه الدول لطالما تمتلك السّلاح النّووي فهي قويّة. ولمجمل هذه الأسباب التي أوردتها هنا لا أظنّ ولا أتوقّع أبدًا أن تنشب حرب كونيّة بين هذه الدّول الكبرى نفسها بمواجهة مباشرة لكن يمكن أن تحصل حروب بالوكالة كما قلنا في أيّ زمان و مكان لأنّ هذه الدول الكبرى هي التي تتحكّم بمصير العالم و شعوبه بالوقت الحاضر.
بطبيعة الحال ليس من عاقل بهذا العالم يرغب في أيّة حرب سواء كانت بالوكالة أو غيرها فالحروب تؤدي إلى مآسٍ بشرية لا حصر لها و إلى دمار و قتل و تخريب و تهجير وزهق أرواح بشرية و خلق معاناة تستمرّ إلى أجيالٍ و أجيال, فدعونا نصلّي من أجل السلام لربّ السلام.

[/SIZE]