Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
كيف يجبُ أن أكونَ؟ شعر منثور: فؤاد زاديكه
كيف يجبُ أن أكونَ؟ هل يجبُ أن أكونَ سيفاً قاطعاً، في أكثرَ مِنْ حَدٍّ؟ أم يجبُ أن أكونَ وردةً جميلةً، تعطّرُ أرجاءَ الكونِ، و تنعشُ رئاتِ البشرِ؟ هل يلزمُ أن أعيشَ خوفاً متراكماً، يقتلُ في عقلي كلَّ نبضةِ خيرٍ، و يزهقُ روح الجمالِ في معابد العشقِ؟ أم يلزمُ، أن أظلَّ طائراً طليقاً، يُحبُّ الحياةَ و الناسَ و جميعَ الأشياءِ الأخرى؟ بصريحِ العبارةِ، و بحجمٍ هائلٍ مِن مرارةِ الألمِ، أيقنتُ بأنّ وجوهَ الخيرِ في هذا العالم تعاني الكثيرَ، مِنَ الإجحافِ بالحقِّ، و بالتعدّي عليها، في كلِّ مرّة، تشاءُ أنْ تتنفّسَ حريةً. العالمُ مُحاطٌ بهالةٍ شيطانيّةٍ، لا تُعرفُ مصادرُها، و لا تُوصفُ أضرارُها، فهي نصبتْ فخاخَ الخديعة، و دبّجتْ مقالاتِ النفاقِ، و أصدرتْ أحكاماً قره قوشيّةً، في عصرٍ، مِنَ المفروضِ ألاّ يصيرَ طعماً سهلاً، لمثلِ هذه الأفكارِ المغرقةِ في جهلِ الأساطيرِ، و القابعةِ في مجاهلِ اليأسِ! لو كانتْ وردتي أشدّ حماسةً مِنْ سيفي لتغيّرَتْ معالمُ الكونِ، و هدأتْ رياحُ الظلمة. لكنَّ "لو" ليست سوى عبارةً تدلُّ على التمنّي، و التمنّي شعور مرهفٌ، قد لا يتحقّقُ له مَطلبٌ، و لا يُجنى منهُ مكسبٌ. لا يمنعُ أن أزرع كلَّ يومٍ بسمةَ أملٍ، في تُربةِ الحياة، أسعى إلى تفاؤلٍ، أشاءُ راحةً، أبحثُ عن سكونٍ، في عمقِ بحرٍ هادرٍ مِن مظالمَ كثيرةٍ، و مِنْ كراهية شديدةٍ، و مِن جهلٍ مُتْعِبٍ. كيفَ يجبُ أن أكونَ، لكي أتمكّنَ مِنْ إحداثِ تغييرٍ ما، في خريطةِ الزمان و المكانِ و الأشخاص؟ سؤالٌ لا أرى له جواباً، و لو أنّي رأيتُ له جواباً، فإنَّه سيكونُ وجعاً أبديّاً، لذا فليدم سؤالي، لن أحاولَ البحثَ عن أيّ جوابٍ لهُ!!؟؟ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 22-10-2009 الساعة 07:41 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|