Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-11-2014, 02:43 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,017
افتراضي رؤى صحيحة و صحيّة بقلم: فؤاد زاديكه

رؤى صحيحة و صحيّة

بقلم: فؤاد زاديكه



* إنّ الرّجل، الذي يرفعُ يدَهُ ليضربَ امرأة، لا يملك ذرة نخوة أو شهامة، فأسلوب ضرب المرأة ليس من الرجولة بشيء، و هو دليلٌ أكيد على همجية سافرة و تخلّفٍ أحمق، و كذلك يدلّ على ضعف شخصية من يمارس أسلوباً مُهيناً و منحطّاً كهذا الأسلوب، فالضرب لم يعد مسموحا مع الحيوانات فكيف به حين يتم استخدامه مع إنسان آخر و الإنسان عبارة عن مشاعر و أحاسيس و شعور بالكرامة الانسانية المقدسة بكل الأعراف و القيم و المعتقدات.

* لا تزال مجتمعاتنا العربية و المسلمة تزخر بعادات و أفكارٍ و تقاليد سائدة، لا يقبلُ بها عاقلٌ، و من هذه العادات السيئة، عادة أن لا يقوم الرجل بمساعدة زوجته في شؤون البيت كمشاركة في التخفيف مما تعانيه من أعباء تربية الأسرة و طهي الطعام و تنظيف البيت و غسل الثياب و غيره، خاصة عندما تكون هذه المرأة عاملة، و الأنكى من هذا أن هناك من يعتبر مساعدة الرجل لزوجته في بعض الأعمال المنزلية عاراً و هي تتناقض مع الرجولة، أو هي تقلل من قيمة الرجل المعنوية، إن مثل هذه الأفكار لا يمكن اعتبارها سليمة و متحضرّةً و لا ناضجة الوعي لأن الزواج شراكة و تعاون في جميع الظروف و الأحوال، و يمكن لأي طرف من الطرفين أن يعين الآخر و لو ضمن حدود معينة أو نطاق ضيّق، فمسؤوليات البيت و الأسرة لا تقف على طرف دون الطرف الثاني، إنها رحلة مشتركة و يجب أن يتعاون الإثنان معاً في الوصول بسفينة علاقتهما إلى برّ الأمان.

* ليست المرأة عبدة للرجل، و ليس الرجل سيدها، إن المرأة مخلوق من لحم و دم و لها مشاعر إنسانية، لا تقل عن مشاعر الرجل، بل هي أكثر حناناً و عطفاً منه. هناك من لا يزال يقرّ بمقولة أن المرأة قد خلقت للبيت و لانجاب الأطفال و تربيتهم، إن مثل هذه الأفكار لا يمكن أن تعيش في واقع الحياة المتطورة فكرياً و اجتماعياً، لقد تغيّرت أمور كثيرة جداً في الحياة و طرأت تطورات على نمط الحياة و على تفكير الناس، إنّ مثل هذا الفرز سيُبقي على هذا التفاوت و التباين بين دور كلّ من الرجل و المرأة، فمع صعوبة تكلفة الحياة و غلاء المعيشة فمن الضرورة أن تعمل المرأة إلى جانب الرجل، و عندما تعمل المرأة فإنها لا تعود تابعاً اقتصادياً للرجل، إذ سوف تعتمد على نفسها و تتحرر و تشعر باستقلاليتها و بوجودها و بتأثيرها على الوسط الذي تعيش به، و هذه الخطوة هي بداية الطريق لتحررها و لتخلصها من عبودية الرجل اقتصاديا و اجتماعيا و فكرياً، إنّ المرأة ليست أقل كفاءة و مقدرة من الرجل بل تتغلب عليه في أمور كثيرة عندما يُفسحُ لها المجال و تُعطى لها الحرية الكافية و غير المنقوصة و هناك أمثلة كثيرة على صحة هذا، يمكن ملاحظتها في المجتمعات الأخرى المتطورة فكريا و حضاريا و تكنولوجيا.

* لكي تتحقق السعادة الزوجية، و تخلو حياة الزوجين من مشاكل كثيرة، فإنه سيكون من الأفضل و الأنفع للطرفين، ألا يحاول أي طرف التمسك بموقف معيّن و ألا يسمح بقبول فكرة الاستماع إلى الطرف الآخر، فهذا من حق كلّ من الطرفين. عندما يحاول أحد الزوجين قفل باب الحوار و سدّ الأذن عن سماع الرأي الآخر، فإن هذا التصرّف قد يدفع الطرف الآخر إلى التشنّج و العناد و بهذا فإنّ باب الحوار سيُقفل بلا نتيجة، مهما كان الخلاف كبيراً بين الزوجين، فلا أعتقد البتة أن الحلول ستكون معدومة، متى توفرت النيّة الطيّبة و الحسنة لدى الزوجين، و وضع الزوجان نصب أعينهما هدف إنجاح العلاقة و المحافظة على استمراريتها، فإن جميع الخلافات و المشاكل سوف تتلاشى و تزول، بالمحبة و برغبة التفاهم و الانفتاح و بقبول الحوار البناء و العقلاني و المنطقي. أما عندما يتمسك أحد الطرفين بموقف ثابت لا يتزحزح فهذا لن يفيد فكلّ طرف يملك جزءاً من الحقّ و متى تمّ إغفال هذا فإن إساءة كبيرة ستلحق بهذا الجزء من الحق، أثق و بكلّ أمانة و موضوعية أن أحد الطرفين عندما يلاحظ بأن الطرف الآخر بدأ يشدّ الحبلَ إلى طرفه بشدّة و بقوّة، فيقوم هو برخي الحبل من طرفه، فإنّ الحال سيغدو أفضل و إمكان التغلّب على المشكلة سيجد له فرصاً و لدى حسن استثمار هذه الفرص تكون قد حصلت نتائج مرجوة و مرغوبة و هي تعود بالفائدة و بالخير و بالنجاح على الطرفين، و هنا يلعب العقل و الوعي الانساني دوراً كبيراً، و لثقافة الانسان الاجتماعية و سعة خبرته و معرفته أيضا فهي تساهم مساهمة فاعلة و فعليّة بعملية الانجاح و الاستمرار.

* قد يكون من مصلحة الدول الكبرى أن يتحكم دكتاتوريون بمصائر شعوب العالم الأخرى، كي يتسنّى لها التدخّل في شؤونها و ممارسة الضغوط المختلفة بحجة أنها تسعى لتحرير هذه الشعوب من سيطرة و سلطة طغاتها الحاكمين و المتحكمين بأمور و بمصائر شعوبهم، فعندما تعمّ الديمقراطية شعوب العالم كافة و تتسود العدالة فإن الرفاهية و الرخاء و السلم يكونون الحال السائد، و عندها تنعدم الحجة لأي تدخلات خارجية، لهذا علينا ألا نستغرب عندما نرى دولا تكيل بمكيالين في حكمها على الموقف الواحد و في التعامل معه، إنها تضع مصالحها الخاصة فوق جميع الاعتبارات الأخرى، لكن دعونا هنا نطرح سؤالا قد يكون غريباً بعض الشيء و هو: هل لا تستطيع الشعوب العربية و الإسلامية ممارسة الديمقراطية، لذا يجب أن يحكمها ديكتاتوريون؟ قد يكون هذا صحيحاً بعض الشيء، لكن لا توجد شعوب بالمطلق لا تحب الحرية و لا تعشق ممارسة الديمقراطية في لعبة تداول السلطة، إلاّ أن الأنظمة تجد لها عونا و معينا في وصولها إلى السلطة، لكي يكون وجودها مبررا لتدخل خارجي في شؤون هذه الدول.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:14 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke