Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
استشهاد ميقاتي وجنبلاط بشعار الحريري لم يبرّد الاعتراض الوسطية إلى تقهقر وسط احتدام ا
استشهاد ميقاتي وجنبلاط بشعار الحريري لم يبرّد الاعتراض
الوسطية إلى تقهقر وسط احتدام الصراع لم يثر الموقف الذي ادلى به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ولا ذلك الذي ادلى به النائب وليد جنبلاط بعد الاعلان عن صدور مذكرات التوقيف عن المحكمة الدولية في حق عناصر متهمة تنتمي الى "حزب الله"، وقد استشهد كل منهما بعبارة واحدة مأخوذة من الرئيس الشهيد رفيق... الحريري من اجل الموازنة بين العدالة والاستقرار في ترجيح ضمني للاستقرار على العدالة، اي ارتياح لدى فريق المعارضة. اذ ان كلام الرئيس رفيق الحريري قد أُخرج من الاطار الذي اورده وكان في المناسبة التي اثير فيها خارج السياق ايضا باعتبار انها لم تكن في كلام الحريري على صلة بالاستقرار او بالعدالة اضافة الى واقع انه يعطي في معرض الترجيح الضمني للاستقرار على العدالة على اساس انه كان سيكون خيار الحريري لو كان لا يزال حيا في ظروف مشابهة براءة ذمة من حيث يمكن لاي كان ان يتسبب باغتيالات متعددة ثم يهدد بزعزعة الاستقرار في البلد فيتم التغاضي عن موضوع الاغتيالات. فالمسألة كما يراها المعارضون ليس اغتيال الرئيس الحريري لانه والد الرئيس سعد الحريري وما عناه ذلك على المستوى الشخصي من سعي الاخير للمصالحة والمسامحة، بل ان المسألة هي في جوهرها حماية السلم الاهلي من الاغتيال السياسي الذي لم يطاول الرئيس رفيق الحريري وحده بل طاول شخصيات بارزة ومواطنين ابرياء. خلاصة هذا الموقف تتمثل في امرين: الاول هو وضع كل افرقاء الحكومة في سلة واحدة بالنسبة الى المعارضة علما ان ثمة من كان لا يزال يراهن على ان يلعب النائب جنبلاط الذي يدعو الى الحوار دورا لم يعد لدى اي من المرجعيات الاساسية القدرة على القيام به. وقد طمأن الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله من حيث المبدأ الى غياب احتمالات الفتنة لكن موضوع زعزعة الاستقرار لا يزال موضوعا على الطاولة من خلال البند المتعلق بالمحكمة الدولية في البيان الوزاري والذي ربط بين المحكمة وعدم انعكاسها سلبا على الاستقرار وعلى قاعدة ان الاطمئنان قد يكون للمرحلة الراهنة، ليس اكثر ولا اقل، على ان تتغير هذه الفرضية بتغير الظروف. فاي موقف والحال هذه هو الاكثر طمانة: ما اعلنه السيد نصرالله او ما تضمنه البيان الوزاري من احتمالات؟ والامر الآخر ان الاصطفاف السياسي بات عموديا اكثر من السابق مع عدم قدرة الفريق الوسطي الذي يفترض ان يكون كذلك بين فريقي 8 و14 آذار ان يكون وسطيا من خلال المواقف المعلنة حتى الآن من ميقاتي وجنبلاط في انتظار اداء الحكومة في التعامل مع المحكمة الخاصة باغتيال الرئيس الحريري ورفاقه وتحدي ان تكون حكومة "جميع اللبنانيين" وليس حكومة نصف اللبنانيين. فحين كان الاصطفاف عموديا انما بشكل مختلف بين قوى 8 و14 آذار قبل اعوام قليلة كان ثمة نافذة لا يزال يمثلها موقف رئيس الجمهورية من خلال ما يسمى طاولة الحوار الى جانب الحوار الاقليمي. ومع غياب الحوار وفي ظل مواقف كتلة وسطية مفترضة هي اليوم اقرب الى تغطية مواقف قوى 8 آذار او تبريرها، يبدو الوضع السياسي اصعب بكثير من السابق واكثر تعقيدا في ظل اعتقاد ان لا حوار محتملا يمكن ان يدعو اليه الرئيس ميشال سليمان اضافة الى ان احتمالاته بدت معدومة في كلام السيد نصرالله كما في البيان الوزاري على حد سواء لرغبة الحزب في الذهاب الى انتخابات 2013 بالمعادلة السياسية نفسها بأبعادها الداخلية والاقليمية على حد سواء بصرف النظر عن امكان نجاح هذا الرهان ام لا نتيجة اعتبارات متعددة محلية واقليمية لا تمت كلها الى المحكمة وحيثياتها. ومواقف الفريق الوسطي تبدو اشد ايلاما بالنسبة الى فريق المعارضة من ذلك الذي اعلنه السيد نصرالله الذي لم يكن متوقعا ان يطل بغير المنطق الذي اطل به قياسا على مواقفه السابقة في هذا الاطار. اضف الى ذلك انه قدم ما يفترض انه ادلة يتعين على المحكمة الدولية تقويمها والرد عليها وعدم اهمالها على غرار ما فعل هو نفسه من خلال استباق مضمون القرار الاتهامي وحيثياته للحكم على الامور. وهو ما يعتبره كثر ايضا خطأ ارتكبته قوى 14 آذار التي يفترض ان تدرس تاليا القرار الاتهامي وما ورد فيه قبل ان تطلق اي موقف على ما كانت وعدت هي نفسها قبل اشهر. لكن بسبب مواقف الافرقاء الوسطيين، فان المعارضة لن توفرفي انتقاداتها لدى مناقشة البيان الوزاري رئيس الحكومة الذي ستقول له انه في ظل الحاجة الماسة اليه لمواجهة المجتمع المحلي والخارجي وتأمين التغطية للحزب في مواجهة المحكمة والسعي الى معرفة من اغتال الحريري ورفاقه، والى جانب الحاجة الماسة اليه على المستوى الشخصي لايصال قوى 8 آذار الى انتخابات 2013 بما يعني ذلك من توفير كل العناصر لتوفير الاكثرية النيابية الفعلية عبر الانتخابات كان في امكانه ان يكون اكثر تشددا في الحصول على شروط افضل في تأليف الحكومة او الذهاب الى حكومة تكنوقراط وسطية تراعي التوازن بين جميع اللبنانيين وليس ترؤس حكومة طرف واحد فيما كان يفترض ان يعزز الحصة الوسطية فعلا وقولا. روزانا بومنصف rosana.boumounsef@annahar.com.lbمشاهدة المزيد صور الحائط |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|