بقلم: فؤاد زاديكى
كَيكو أزخيني كَيِتْمَشّى يوم اللّحّد فالسّوق, قام وِصِلو واحد طوراني (طوري) قالوا يا فلان, دار الأزخيني راصو تيطلّعْ مِنْ كيشتغل معو, أرى جيرانو الطوراني قام قالّو: خَيرو مبيّن كو تريد تقُلْ شي. زِحك الطوراني و قال: أي والله كَريد أسألك: إنتنْ هلازخ ليش تقولون قَي؟ و قالا فِزِحكْ. قام طَلّع فيو الأزخيني فِراص مَخيرو و برَم مَلمولو و قالّو: سَعْ قَي مو نقول قَي؟ إنتْ بَقْ فِراصك شي إزا قِلنا قَي؟ و الّا إنتْ تِقَعْ عَليَك هكا نقول قَي؟ استحى الطوراني فروحو و قام عَدّل كوپالو فيدو و دلّى راصو و مِسِكْ تَريقو و مِشي و الأزخيني بَقْ ساعة يهزّ راصو و يغلي فِسَمّو, كما واحد يكبّ عليو تنكة امَّي جامد.
ترجمة النص الأزخيني بالعربي الفصيح
في يوم من الأيام و كان يوم أحد, كان رجل طوراني (من سكان طور عبدين السريانيّة) يسير في الشارع فالتقى جاره الأزخيني (من سكان بلدة آزخ على تخوم منطقة طور عبدين في تركيا) فناداه باسمه و حين سمع الأزخيني الصوت التفت إلى المصدر ليرى جاره, فسأله خيرٌ إنْ شاء الله؟ يبدو أنك تريد أن تسأل عن شيء؟ فردّ الطوراني و هو يبتسم: نعم كنت أريد أن أسألك عن أمر معروف عنكم أنتم أهل آزخ: لماذا تُكثرون من قولكم لكلمة قي؟ (قَي لفظة استفاه معنها لماذا؟ أو لأيّ سبب؟) أثارت طريقة طرح السؤال الاستفزازيّة حنق الأزخيني فغضب من جاره و أجابه بطريقة مشابهة لطريقة السؤال حين قال له: و قَي مو نقول قَي؟ و حين نقول نحن كلمة قَي هل يكون لها تأثير سلبي عليك أو تشعر بأي ضيق من سماعها؟ فخجل الجار الطوراني مستندًا إلى كوپاله (العصى التي كان يتوكأ عليها) ثم غادر المكان, بينما بقي الرجل الأزخيني على غيظه و هو يهزّ برأسه علامة الانفعال الشديد, فهو اعتبر ذلك إهانة للهجته التي يعتزّ بها, و اللهجة الأزخينية هي واحدة من أقدم اللهجات العربية مطعّمة بألفاظ غريبة كالسريانية و الفارسية و الكردية و التركية و الأعجميّة لكنها تخضع لقواعد اللغة العربية من حيث الجمع و الصفة و التصريف الخ..
05-08-2017, 10:10 AM
الأزخيني و الطوراني بقلم: فؤاد زاديكى
العرض العادي
