Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-07-2008, 11:58 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,012
افتراضي الحريّة الملتزمة. بقلم: فؤاد زاديكه

الحريّة الملتزمة
بقلم: فؤاد زاديكه
إنّ الإنسان خُلق حرّاً كريماً, ليس من حقّ أحد أن يعتدي على حرّيته الشخصية تحت أيّة مسمّيات أو دواعي أو أسباب, فالحريّة لا يمكن أن تُعطى أو توهب للشخص فهي مخلوقة مع الإنسان و مغروسة في طبعه, و عليه أن يتمكن من ممارستها كحقّ شرعيّ في الحياة. لكن هناك مَن يعتدي على هذه الحريّة و يسيء إلى روحها و مفهومها الإنساني الكبير.

إنّ جسد البشر سواء كانوا ذكوراً أم نساءً هو ملك لهم, و من حقّهم الاستمتاع بهذا الجسد وفق الأصول و المعايير و القيم المتعارف عليها. ليس من حقّ أي شخص أن يفرّط في جسده كسلعة للبيع لقاء مكسب مادي أو للحصول على مكانة سياسية أو اجتماعية الخ, و هذا ينطبق على النساء أكثر منه على الرجال لأن النساء هنّ اللواتي يذهبن ضحية مثل هذه الأعمال و قد يتعرّضن للغصب و الإكراه و الخضوع.

من حقّ المرأة أو الفتاة أن تتعامل بحريّة مع جسدها لكن بكل التزام و بكل وعي, صحيح أن جسدها هو ملك لها و من حقّها أن تتصرّف به كما تريد, لكن الفتاة الواعية و المتعلّمة و الحريصة على سمعتها و سمعة أسرتها لا تقدم على خطوة يمكن أن تقود إلى عمل شاذ يعيّرها عليه المجتمع و يشير إليها بإصبع اتّهام مدمّر.

تتعرّض الفتاة في أكثر المجتمعات إلى أساليب من الغواية و الإغراء للإيقاع بها و النيل من شرفها, لكن الأكثر خطورة من هذا هو أن تسعى الفتاة نفسها إلى الوقوع في هذا الشرك بملء إرادتها باسم الحرية الفردية. إنّ هذا ليس تعبيرا سليما عن ممارسة الحرية الفردية بل هو انغماس في اللذة المحرّمة و بهذا الانغماس تكون قد فقدت كلّ شعور بأهمية القيم الاجتماعية و الإنسانيّة.

إنّ الحرية مسئولية و التزام و هي وعي و نضوج فكري و ثقافي و حضاريّ إلى جانب النضوج الجسدي. ليس من حقّ الفتاة (وفق ما يقتضيه عرف الأخلاق و العادات و القيم) أن تتصرّف بجسدها على هواها كما تشتهي و تريد, و هي متى اعتبرت ذلك تحرّرا من القيود و سعت إلى ممارسة الفعل الفاحش بلا قيود و ضوابط كأن تقيم علاقات جنسية مع أكثر من شخص, أو تسلّم جسدها لكل عابر سبيل و طالب لذة و متعة فهي بهذا السلوك إنما تنحدر إلى مستوى الفتاة العاهرة و هي تتجاوز جميع الخطوط الحمراء و التي يسمح بها العرف و التقليد الأخلاقي المعمول به في هذه المجتمعات.
لقد أصبحت الإباحيّة في هذا العصر موضة لكثير من الفتيات و النسوة المتزوجات من تلك اللواتي يرغبن في إحداث تغيير في نمط حياتهن التي تعاني الملل أو فيها الشعور بعدم الرضا. مهما كانت الدوافع إلى مثل هذا الفعل غير الأخلاقي فإنها ليست مبرّرةً, قد لا تكون كل التقاليد السائدة في المجتمعات أو الأعراف السائدة صحيحة لكن لكل منّا عقل يميّز و عين ترى و فهم يستوعب عليه ألا يقع في مثل هذه المطبّات و التي ستجلب له الويلات الكثيرة.
سمعة الفتاة في مجتمعاتنا شفافة و سريعة العطب أشبه ما تكون كالزجاج الذي يتعرّض للتلف بسرعة فعلى الفتيات أن يدركن حقيقة الواقع و أن يتعاملن مع هذا الواقع من منطق الوعي السليم و الحرية الملتزمة التي هي مسئولية كل فتاة و كلّ شاب. ففي واقع الحياة مغريات كثيرة و أساليب شيطانية تسهّل الوقوع في مصيدة هذا الانحراف.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:45 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke