Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الثقافي > المنبر الحر ومنبر الأقليات

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-11-2011, 09:19 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,720
افتراضي الثورة السورية رهن إيران وإسرائيل وأميركا مجلة المسيرة في 19 تشرين الثاني

الثورة السورية رهن إيران وإسرائيل وأميركا

مجلة المسيرة في 19 تشرين الثاني 2011

سجعان القزي

نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية




يختلف كلام الرئيس السوري بشار الأسد سنة 2011 بإشعال الشرق الأوسط والخليج في حال تعرضت سوريا لتدخل عسكري دولي عن كلام مشابه أطلقه سنة 2003 الرئيس العراقي السابق صدّام حسين قبيل الحرب الأميركية عليه. صدّام كان معزولاً عربياً وإقليمياً ودولياً، ولم يكن نظامه جزءًا من منظومة إقليمية متضامنة. جيرانه المباشرون كانوا ضده (إيران، تركيا، الكويت، الأردن، وسوريا) والقوى الأجنبية وافقت، علناً أو صمتاً، على ضرب العراق، فبقيت تهديدات صدّام من دون مفعول.

وضع سوريا مختلف: فعدا أن مجالها البحري مفتوح (مؤقتاً)، وحدودها مع لبنان والعراق مشرَّعة، وعلاقاتها مع هاتين الدولتين لا تزال جيدة، تحوز سوريا ـ حتى إشعار آخر ـ على دعم دول مجموعة "أَبْريك" التي تضم أفريقيا الجنوبية، الهند، البرازيل، روسيا والصين. لكن الأهم، هو أن سوريا جزء رئيس من منظومة عسكرية تبدأ في أفغانستان وتمر في العراق ولبنان ولا تنتهي في غزة. وتمتلك هذه المنظومة قوةً مدمِّرة عسكرياً ونَشِطة إرهابياً ومستعدة لاستعمالها إذا سقطت إحدى حلقاتها الأساسية، وبخاصة سوريا وإيران.

قد لا يكون سبب التضامن بين مكونات هذه المنظومة هو الرغبة بالدفاع عن الآخر المأزوم، بل عن الذات لأن كل عضو من أعضاء هذه المنظومة يعرف أنه على لائحة الاستهداف ولا تنفعه التسويات الظرفية في زمن التغييرات الجذرية. إن المجتمع الدولي يعتبر كل مكونات هذه المنظومة خارجة عن القانون الدولي وعاصية قرارات الأمم المتحدة وبرسم الإسقاط أو المحاكمة أو الاثنين معاً: من التنظيمات الإرهابية في أفغانستان، إلى إيران بمشروعها النووي، إلى قوى عراقية موجودة في السلطة وخارجها، إلى سوريا بنظامها القمعي، إلى حزب الله في لبنان الرافض القرارات الدولية، وصولاً إلى حماس في فلسطين؛ ومن دون أن ننسى مجموعات متطرفة ومسلحة موجودة في عدد من الدول العربية والأجنبية وتابعة لهذه المنظومة.

لكن إيران تبقى المكـوِّن الأم بين هذه القوى. وهي، لا سوريا ولا حزب الله ولا حماس، تمسك بقرار الحرب والسلم في هذه المنظومة. بتعبير آخر، إن تفجير الشرق الأوسط (في حال حصوله) إذا ضُربت سوريا، هو قرار إيراني بامتياز. فحزب الله وحماس لن يتحركا عسكرياً من دون ضوء أخضر إيراني، حتى لو طلبت سوريا منهما.

السؤال البارز: هل ستستعمل إيران هذه الورقة الاستراتيجية والعسكرية للمواجهة كما هي الحال حتى الآن أم للتفاوض في ضوء المعطيات الجديدة في الشرق الأوسط والعالم؟

الولايات المتحدة وأوروبا تركزان جهودهما على تحييد، أو عزل، إيران عن تطور الأوضاع السورية. إنْ كان عزل إيران ممكناً إلى حدٍ ما، فتحييدها صعب ودونه معوقات عقائدية وجهادية وسياسية واستراتيجية.

قد تكون أميركا مستعدة لتسوية محدودة مع إيران تنحصر بمراقبة مشروعها النووي، أو لتسوية شاملة تتضمن قضايا النفط والغاز وأفغانستان وباكستان وآسيا الصغرى والعراق ولبنان. لكن إيران ترفض التسوية المحدودة وعاجزة عن السير بالتسوية الشاملة لسببين أساسيين: الأول هو تمسك إيران بملفها النووي وبدورها الإقليمي والعالمي في إنشاء حالة شيعية تستعيد الزعامة الإسلامية من الحالة السنية. والثاني هو خوفها من خسارة موادها النضالية وموقعها المميز كقائدة الصراع مع إسرائيل وأميركا في المنطقة وراعية الثورات في آسيا والشرق الأوسط والخليج بعد سقوط الاتحاد السوفياتي.

أما الولايات المتحدة الأميركية، فمع رغبتها بالوصول إلى تسوية ما مع إيران، فليست بوارد القبول بالطموحات الإيرانية المرافقة للتسوية الشاملة وهي: 1) صوغ اتفاق استراتيجي ينقذ ملفها النووي ودورها الإقليمي في لبنان والصراع العربي الإسرائيلي. أي أن طهران تريد اختصار الشرق الأوسط بينها وبين إسرائيل ـ وربما تركيا ـ وتهميش الخط السني لحساب الحالة الشيعية من بحر قزوين حتى مضيق جبل طارق. 2) المحافظة على سلاح حزب الله في لبنان (تُدرس الكيفية لاحقاً). 3) الاعتراف بحركة حماس والتعامل معها كممثل للشعب الفلسطيني.

إن مثل هذا الاتفاق يثير كل حلفاء أميركا وأوروبا في المنطقة أكانوا أنظمة قديمة قائمة (دول الخليج تحديداً) أو أنظمة انتقالية أو ثورات جارية، كما أن إسرائيل تعارض أي اتفاق أميركي ـ إيراني لا يتضمن تدابير رقابة دولية تحصر مشروع الطاقة النووية في إطاره السلمي، ويحسم ترسانة حزب الله. إضافة إلى ذلك، إن مشروع الهلال الشيعي يترنح أمام عودة صعود الهلال السني، كما أن الاثنين سيترنحان أخيراً أمام مشروع تقسيم المنطقة.

لذلك مثلما فشلت، بعد حرب العراق، مساعي فصل سوريا عن إيران بقصد عزل الأخيرة وحزب الله، ستفشل اليوم، بعد الثورة السورية، مساعي فصل إيران عن سوريا بقصد عزل النظام. إن ما بين النظامين السوري والإيراني مصالح أمنية مشتركة تفوق أي مكسب يمكن أن يجنيه أحدهما إذا انفصل عن الآخر، لاسيما وأنهما يدركان أن تقرُّب الغرب من أحدهما ليس سوى تكتيك مرحلي سرعان ما يسقط أمام المشروع الأميركي الرامي إلى إسقاط كل من النظامين في سوريا وإيران الواحد بعد الآخر.

تجاه هذه المعطيات، تحاول الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا تغيير النظام الإيراني من الداخل علّ نظاماً جديداً يعيد النظر بالمشروع النووي وبتصدير الثورة؛ كما تحاول إسرائيل أن تخلط الأوراق وتوجه إنذارات بضرب إيران.

إن إسرائيل مصممة على ضرب إيران ما أن تتيقن من قدرتها التقنية وما أن تضمن بالتالي نجاح خطتها بتعطيل المشروع النووي الإيراني لأن مبرر الحرب ليس ضرب الآلة العسكرية الإيرانية التقليدية، بل الطاقة النووية الإيرانية. وما دامت الضربة الإسرائيلية لم تحظ بعد بضوء أخضر أميركي، فإن إسرائيل تعارض ضربة عسكرية ضد سوريا لا تشمل حزب الله، وتفضل بقاء الوضع السوري في مدار الحرب الأهلية طالما أن النظام السوري والثورة السورية يحـيّـدان الجولان والحدود المشتركة.
*************************************
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:42 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke