Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي > موضوعات دينية و روحية > قصص دينيّة

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-10-2006, 10:52 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,820
افتراضي أب يصطاد ابنه

أب يصطاد ابنه
ظننت أنها غزالة حية، وأنا أقترب لمنزل مُضيفنا على الغذاء بميلبورن باستراليا في أحد أيام فبراير 99. ولكن لما دخلت المنزل، وجدتها غزالة مُحنطة، ولكنها ما زالت تحتفظ بجمالها وشعرها وحتى رقة نظراتها. كانت من نوع جميل من الغزلان، حجمها يصل لحجم حصان صغير.

بادرت مُضيفي قائلاً: كم من الدولارات دفعت فيها ؟ فأجابني: بل لقد اصطدتها بنفسي في ولاية نوفا سكوتيا في كندا؛ ولغلاوتها عليّ أحضرتها معي هنا إلى استراليا بعد أن حنّطها. سألته: وهل مسموح بصيد الغزال في كندا ؟ أجابني، وهو في تأمل عميق وكأنه ينظر إلى وادي سحيق من الذكريات، وقال: نعم، ولكن في مكان محدد وبعد أن تأخذ ترخيص البندقية، تمكث قبل الظلام بساعتين، وممنوع على أي صياد أن يتحرك من مكانه، ليس فقط لعدم إزعاج الغزلان، ولكن لأنه في الغروب يكون هناك خطر الصيادين على أنفسهم. صمت محدثي دقائق، ثم أردف قائلاً: قبل أن أتعرف شخصياً على الرب يسوع، كان صيد الغزلان هوايتي المحببة، إلى أن تركتها وإلى الأبد، بعد اليوم المشئوم!

ما هو هذا اليوم المشئوم ؟ سألته بتلقائية. تنهد محدثي، ولأنه رجل قوي الشخصية، تأكدت، وهو يحوّل وجهه وعينيه عني، أنه يبذل مجهود جبار حتى يمنع، أو على الأقل يخفي، دموعه عني. وساد الصمت دقائق حسبتها دهراً من الزمان. وجاهدت حتى أحوّل الحديث إلى موضوع آخر، حتى لا أكون سبباً في ذكريات أليمة لمضيفي، ولكنه قال لي: رغم إني لا أحب أن أتذكر هذا اليوم، ولكني سأحكيه لك باختصار.

كنا مجموعة من الأصدقاء نذهب معاً في كندا لصيد الغزلان، وكان لي صديق مُحبب إليّ اسمه مستر سميث. وفي ذلك اليوم ذهبنا معاً، وكان مستر سميث يصطحب معه ابنه الوحيد بيتر البالغ من العمر 19 سنة، وكان بيتر قد أخذ رخصة جديدة لبنادق صيد الغزلان. وكالعادة، وقبل الظلام بساعتين، أخذ كل منا مكانه خلف شجيرة. وكان علينا أن نصبر ساعة أو ساعتين حتى تأتي الغزلان عندما يبدأ الليل يرخي سدوله. وحسب القوانين الكندية؛ ممنوع الصيد إذا صار الظلام دامساً، ولا بد أن تنتهي عملية الصيد في ساعة محددة.

كان صديقي مستر سميث يجلس خلف الشجيرة القريبة مني، أما بيتر فاختار أن يختبئ خلف شجيرة أبعد. وتأخر وصول الغزلان في ذلك اليوم، ولكن الصيد يعني الصبر والسكون.

وفي قلب السكون، وقبل نهاية الساعة المحددة لانتهاء الصيد بدقائق، وفجأة خرجت الطلقات النارية من بندقية صديقي سميث، وهو يهتف وأنا أفرح معه: اصطدتها .. قتلتها .. سقطت هناك خلف الشجيرات. لقد لمحتها وهي تتحرك، ولكنها سقطت. إنها أكبر غزالة اصطدتها في حياتي.

انطلقنا جميعاً تُجاه الغزالة، للإمساك بها، ولتهنئة مستر سميث بهذا الإنجاز، ولا سيما في هذا اليوم الذي ضّن فيه وجود الغزلان. جرينا جميعاً في هتاف الغالبين .. إلى أن وصلنا. وكان مستر سميث أول من وصل .. وصل .. وهنا وجدت محدثي قد انهار، ليس فقط في دموع كالأنهار، ولكن في بكاء وانهيار. نظرت إليه .. ووقفت في مكاني .. أرجوك لا تقل .. هل ؟ أجابني: نعم.

كان مستر سميث قتل، أو اصطاد ابنه الوحيد بيتر الذي تسرع وتحرك قبل الميعاد. عندما وصلنا إليه كان قد فارق الحياة وسط بركة من الدماء. سقط أبوه فوقه، واحتضنه، وأخذ يتمرغ في الدماء، وه يقول كلمات هستيرية، حتى غطاهما الدم في مشهد إن رأيته في فيلم لن تصدقه، وستقول إن المؤلف غير واقعي. صمت محدثي، فسألته في انفعال ماذا بعد هذا ؟ ماذا عن الأب ؟ ماذا فعل ؟ أجابني: أرجوك يكفي هذا، لن أستطيع أن أستفيض في باقي مأساة صديقي الذي رفض بشدة الدفاع عن نفسه في المحكمة، ورفض العلاج النفسي، ثم رفض الحياة.

صديقي .. صديقتي: لا بد أنك تأثرت معي وأنت تقرأ هذه القصة الواقعية الدرامية والمأسوية، وسأحاول أن أجيبك باختصار عن سؤالين، أتوقع أنك الآن تريد أن تسألهما لي:

من المُخطئ ؟ الأب سميث الذي قتل ابنه، أم الابن الذي لم يتبع القوانين وتحرك ؟ إجابتي التي أظن أنها صحيحة .. الاثنين مخطئين معاً.

والسؤال الثاني هو: لماذا تقص عليّ هذه القصة المأسوية ؟ ألا يكفي ما أراه من مآسي في الحياة ؟ إجابتي: إن هذه القصة جعلتني أتذكر قصة أخرى، عن أب آخر، كُتب عنه في رومية 32:8 «(الله) الذي لم يُشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين». وفي يوحنا 16:3 «هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد».

لقد أطلق سميث، جهلاً وتسرعاً، رصاصته على ابنه لأجل غزالة. ولكن الله، بالمفارقة، سكب كل جامات غضبه على المسيح في الصليب، أطلق عليه كل رصاصات دينونة خطايانا في ساعات الظلام، ليس بالصدفة، ولكنه كان صوت العدل الإلهي «استيقظ يا سيف على راعيّ ورجل رفقتي .. اضرب الراعي ..» (زكريا 7:13، متى 31:26) وقد فعل كل هذا لأجلنا لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لخلاصنا؛ أن يكون المسيح هو البديل عنا.
أما بالنسبة لبيتر سميث؛ فلقد تسرع وتحرك قبل الميعاد فمات، أما الرب يسوع فقد جاء خصيصاً، وبملء إرادته، ليموت لأجلنا؛ لقد قال قبل الصليب «لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لأخذها أيضاً. ليس أحد يأخذها مني. لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضاً. هذه الوصية قبلتها من أبي» (يوحنا 17:10-19). ولقد كان يعلم هذا قبل الأزمنة في الأزل، فهو المسيح المعروف سابقاً (كالفادي) من قبل تأسيس العالم (1 بطرس 20:1)، وقد جاء في الوقت المعين ليتمم عمل الفداء.

أدعوك أن تتوب عن خطاياك، وتقبل حُب الله الذي لم يشفق على المسيح لأجلك، وتحب يسوع المسيح الذي أحبك ومات بدلاً منك، في طاعة لله وأيضاً لإظهار طبيعة الله «الله محبة» (1 يوحنا 8:4). ألا تصلي معي:

صلاة:يا من لم تُشفق على ابنك الرقيق .. رجلك الرفيق .. ولأجلي دمه أُريق .. لأتوب وأؤمن بك .. أشكرك على تقديمك له وأومن به فهو الطريق. آمين.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:47 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke