مشاركتي قبل قليل على برنامج الصديقة الدكتورة إنصاف أبو ترابي في مجلة أسرة قلم و كان موضوع الحلقة عن الشوق و الاشتياق
إنّ الإنسان كائن مخلوق من كتلة مشاعر و أحاسيس و هذه المشاعر هي التي تتحكّم أغلب الأحيان في تصرّفاته و سلوكه.
نقول عن الإنسان البارد عاطفيًُا إنّه شخص فيه عيب. لكنّ هذا التّوصيف قد لا يكون دقيقًا. فمن المعروف أنّ الأشخاص الذين يخضعون لحكم عواطفهم يتعرّضون لمواقف صعبة في حياتهم و يعانون من جرّاء ذلك الكثير من المشاكل النفسية و متاعب حياتية.
نحن أبناء الشرق معروف عنّا أنّنا أبناء عواطفنا فهي تغلب الجانب العقلي لدينا و قد يكون في هذا جوانب إيجابية أحيانًا و أحيانًا العكس من ذلك. ولكون الإنسان ابن عاطفته و مشاعره فهو بالطبع يشعر بالحنين في لحظة الغياب و بالحزن في لحظة الفراق. لهذا نشعر بالحاجة إلى استعادة بعض أيّام الزمن الجميل الذي مضى و لن يعود. نشتاق للذكريات. للمواقف. للأشخاص. للامكنة. وهذا الاشتياق يحاول أن يكون همزة الوصل بيننا ونحن في مستقبلنا و بين ماضينا.
الشوق و الاشتياق شعور جميل يدخل الإنسان و يتفاعل مع روحه ليشدّه بقوة إلى ما و من يشتاق له
فأشواقنا هي تعبير عن اهتمامنا و محبّتنا و عن رغبة داخلية تدفعنا إلى الرغبة الشديدة في حصول اللقاء. و عندما يحصل اللقاء تغلب مشاعر الارتياح و السعادة و الرضا.
الشاعر السوري فؤاد زاديكى