28-10-2023, 09:27 AM
|
|
Administrator
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,010
|
|
إلى العرب بقلم: فؤاد زاديكى
إلى العرب
بقلم: فؤاد زاديكى
المُتَهَوّرُ هُوَ ذلكَ الشّخصُ الذي لا يَعلمُ نتائجَ فعلتِهِ, أمّا الأحمَقُ فهْوَ الذي يعلمُ النّتائجَ و بالرّغم مِنْ ذلكَ فهوَ يقُومُ بفعلتِهِ, وهذا ينطَبقُ على حركة حماسٍ تمامًا, بما قامتْ بهِ, لأنّها ليستِ المرَّةُ الأولَى لها مع إسرائيل. لكنّ الأجندة الخارجيّةَ التي تعملُ على تَنفيذِها هيَ التي تأمرُها و ما عليها غيرُ التّنفيذِ. إنّ الضحايا من الطّرفين جريمة إنسانيّة بشعة تقعُ المسؤولية كاملةً على هذا التّنظيم الإرهابي الإخونجي, الذي يتاجر بدم الشّعب الفلسطيني و خاصّةً في غزّة وهو أداةٌ بيد الخارج. إنّه لم يكترث بما سيحصل, و عندما حصلت الكارثة و وقعت المُصيبةُ, صارَ البكاء و ارتفعت نداءات الاستغاثة من كلّ حدبٍ و صوبٍ. هل لم تكنْ حماس تتوقّع مِن إسرائيل ردّةَ الفعلِ هذه؟ أعتقد جازِمًا أن تصرّف حماس هذا كان هدفه إنهاء قضية الشعب الفلسطيني و دقّ آخر مسمار في نعش ما يُسمّى بالقضية الفلسطينية. إنّي أتعجّب من سلوك العرب و من مواقفهم, التي ليس فيها شيءٌ من العقلانيّة و لا المنطق, لقد أقرّتْ عصبة الأمم المتحدة في 1948 حلّ الدّولتين و قبلت إسرائيل بذلك في حينها بينما رفضَ العربُ هذا الحلّ و قالوا كلّ شيء أو لا شيء, بمعنى أنّه لا يجب أن تكون هناك دولة إسرائيلية على الأرض, وهي أرضٌ إسرائيلي, فقاموا بالحرب المعروفة 1948 م وخسروها و تشرّد على أثر ذلك الشعب الفلسطيني في كلّ أقطار العالم, و اليوم يطالب العرب بحلّ الدّولتين, أليس هذا مُضحِكًا؟ البارحة لم يقبلوا بحلّ الدولتين و اليوم هم الذين يطالبون بذلك. العرب لا يستطيعون قراءة التّاريخ و لا فهمه, و الذي عقّدَ القضية و أدخلها إلى هذا النّفق الضّيّق و المظلم هم العرب أنفسهم, هؤلاء القومجيون العروبيون بدعوى القوميّة العربيّة و الصّلاعمة المسلمون بحجة الدّين. العرب هم الذين خانوا الشعب الفلسطيني و ليس غيرهم و عليهم وحدهم يقع اللوم, و ما نراه اليوم من هوبرات إيران و أذرعها العسكرية المختلفة و ما يسمّى بمحور المقاومة و الممانعة هو الآخر خيانة لقضية الشعب الفلسطيني, لقد أمرت إيران حركة حماس بفعل ما فعلتهُ, فهل تحرّكت لمساعدة غزّة و هي تحت القصف و الدّمار؟ لماذا لا يكون لدى العرب و لو لمرّة واحدة تفكير منطقي سليم يدرس الوقائع و الحيثيّات و كلّ ما في اللعبة الجارية؟ إنّهم يظنّون أنّ صراخهم و احتجاجاتهم و مسيراتهم و نداء الله أكبر و شحن النّاس بشعور الكراهية و الرّغبة بالانتقام سوف يحقّق لهم شيئًا. هم هكذا منذ عرفهم التّاريخ شعوب تدعو للحرب على أيّ كان و إن لم يكنْ لهم خصوم فهم يتحاربون مع بعضهم البعض و التاريخ مليء بهذه الشواهد. أيّها القادة العرب كفاكم لعبًا بمصير الشعب الفلسطيني المسكين, كفّوا عن التحريض و عن دعوات الحرب و الإلغاء فكلّ هذه المواقف مضرّة بقضية الشعب الفلسطيني, لن تتمكّنوا من الحصول على أيّ شيء إنْ لم توافق عليه إسرائيل, لقد أصبح هذا من البديهيّات, فكونوا عقلاء و منطقيين و حاولوا أن تقبلوا بما يُعرَضُ عليكم اليوم و إلّا فستقعون بنفس الخطأ الذي وقعتم فيه سنة 1948 م. العواطف الهوجاء و الغوغائية لن تقدّم لكم سوى المزيد من الخراب و تعقيد المشكلة. ساهموا في حلّ هذه القضية لتكون للشعب الفلسطيني دولة يشعر فيها بالانتماء. إنّي أقول هذا من باب الحرص على مصلحة الشعب الفلسطيني الذي ذهب ضحيّة المؤامرات و الخيانات و ما تزال قضيته لغاية هذا اليوم تتعرّض للخيانة من قادة و زعماء و الفصائل المتشددة و من الدول الخبيثة بمقاصدها من هنا و هناك, ومن كلّ مَنْ لا يقبل بالتّطبيع و بحلّ القضيّة فهو لا يعمل لصالح الشّعب الفلشسطيني, فالشعوب ملّت من الحروب الكثيرة و التي كانت نتائجها كارثيّة على المجتمعات العربيّة, فقط السلام و السّلام وحده هو الكفيل بإحقاق العدل و الأمن و الإستقرار, أمّا الأجندة الشّيطانيّة من هذه الدّولة أو تلك, فهي تساهم في تدمير ما تبقّى, و بالأساس لم يتبقّ سوى القليل, فهل ستفرّطون بهذا القليل المُتَبَقّي أيضًا؟
__________________
fouad.hanna@online.de
|