Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
من وحي انثى
غرفة صغيرة خالية من اي نظام ،كانت الكتب تتراكم في كل زاوية، و احذيتها متناثرة قمة الفوضى ماكان غريبا على انثى ادمنت سهر الليل والبقاء وحيدة، في انتظار من ياتي ومن لا ياتي، حاولت تغيير كل شيء بها لون عينيها شعرها صوتها كل شيء لكنها ما استطاعت ان تغير من جوهرها الحزين شيئا، تجلس بشكل يومي على كرسي وتضع لحافا على قدميها عله يدفئها، لكن قلبها سكنه الخوف وروحها ادمنت الانتظار ،ربما ياتي بالمنام ربما كل شيء محتمل والاحتمالات تفتح بابا للجنون،اطفئت كل نوافذ البيت حافظت على واحدة في غرفتها ،و جلست تحدث ذاتها وتحدق بكل بلاهة تظنها عمقا فيما حولها، تطرح الف سؤال وسؤال وعيناها الكبيرتان تحدقان، ثم تشرد برهة وهي تتصور ما حولها تتصور القادم البعيد ذلك الحب المحتمل، وذلك الخوف الاكيد والحزن اليقيني ،فقد ادمنت الخسارات تعودتها ما زلت تجلس في ذات الكرسي بشكل جعله يتعب منها، ويتسائل اذا انا الجماد اتعب الا تتعب هي؟ ربما قد تتعب ربما السهر الدائم يظهر على عينيها الجميلتين اللتين لا يراهما الا قمة الجمال والطهر حين تبكي، وهي تخبره انه اقدس ما لديها وانه الاشياء المثالية وانه التوحد الصوفي ، كانت تعشق عيونه وقلبه قوته ذكائه وطيبته، حين يتعلق الامر بها صراعهما الدائم ،حربهما المفترضة و قربهما الخفي كل ما ربطهما اخذ عدة سمات وعدة اوصاف، قمة الخوف قمة الفرح قمة الشجن ،مثل كلاهما للاخر حزنا مطلقا وفرحا سرمديا، ايحل لها ان تشتاقه ايحل لها ان تكتبه حرفا وتشنق ذاتها بباب قصيده ن ربما كل شيء جائز، كم كان عليها ان تفتح الف بوابة للجحيم وللاسئلة. هل يحبني؟ ماذا يريد مني من يكون؟ ولم انا لم هو؟ اسئلة قاتلة .
جلست تفتح كل المدارات وتمضي نحو مجرات اخرى من الحلم والاحتمالات القائمة ربما دروس الرياضيات لم تكن كافية لتدرك كم احتمال وتوقع سقوطها من اعلى الهاوية وحدها الحياة والقدر يقرر فتحت ازرار ثوبها لتفتح صدرها للريح ، كان انفها الروماني يخفي وراء شموخه وجماله نوعا من الانكسار اللااعتيادي ، لم تهتم له ولم تقترب منه؟ غارت عيناها في لحظة ذهول لتفهم، صارت تدور حول نفسها تهلوس تحدث ذاتها كاحمق ام تراها وصلت حد الجنون؟ ام قمة التوحد ؟ وهل يدرك انها راقصته حين كان روحا قبل الخليقة كم كان شفافا وكم كان درب التبانة ساحة رقصهما والنجوم كانت شموعا تتراقص في المدى، رقصة غريبة رقصة الارواح حاولت ان تمسك يده كاتت هلامية انذاك فقد عرفته قبل تشكل الانسان الاول، وقبل تشكل الارض على شكلها الاخير حين كانت تستمد حرارة قلبها من البراكين ،ليعلم كم تشتاقه و من النور رسمت اسمه ومن الظلام انجبت اسمها لتكون الانثى الصمت الانكسار.............. يتبع
__________________
على الارض السلام وللناس المسرة |
#2
|
|||
|
|||
بداية الليل اعلان لقيامتها لتتحول ثقبا بالذاكرة تغور عيناها و ترحل لما وراء المدى، كان هناك تحسست وجوده ادركت انه يحسها عن بعد حيث هي، وصارت تحكي في صمت لانها تدرك ان لغة العاشقين توارد ارواحهم، ففي كل ليلة حين تنام تذهب روحها اليه لترى هل تغطى بشكل جيد من البرد، وهل نزلت خصلة من شعره على وجهه لتتاملها وتقبل جبهته قبل الرجوع صباحان لتتشكل شرخا جديدا يدعى هو، لحظة "فلاشباك" ورجوع بالذاكرة نحو الوراء لتلك الطفلة التي كانت لبراءتها للاحلام الطفولية، تراها بم حلمت ؟ ولم وهي المراهقة كانت تذهب لتراقب سور المقبرة؟ وهي تحس ان احبتها هناك، وكانها ترسم قدرها ليموت الاقرب والاحب اليها، لترسم امام عينيها بقع دم اخيها الميت بشكل فظيع لا يتحمله الا قلب قاس، فكيف كونت كل هذا الجرح لتحيا به وتستانس وتتحول لجرح مدنس ، يوم اخبروها عن موت قريبها حين حضروا للمدرسة وهي الطالبة الصغيرة تجهز للامتحان الذي لم يعد يبعد الا بشهر وبضع زمان ليخبروها انه مات، كانت موته الفجيعة الاكبر، بكت انهارت في الشارع سقطت تهاوت كورقة خريفية تنزل نحو الارض لتعلن انها قد ذبلت وكيف لا تذبل وقد فارقت الاحبة ، الى مكان بعيد خلف النجوم، واخوها قد رحل لم يجدوا جثة ليدفنوها وكان الارض قررت ان يموت كهندوسي و يذر رماده في عيون الاحبة لكن ما كان من نهر الغانج ليرمى رماده المحترق من هول النار ، لم يتبق منه الا عظم صغير وهل كاف ليكون هو؟ كيف ولم تره ؟ كيف ولم تقبل جبهته قبل الرحيل؟ كيف ولم تقل كم تحبه ؟ كيف لم تتكلم عن يتمها الكامل حين رحل؟ كيف وكيف وكيف؟ وهل تكلم صندوقا فارغا؟ متى كان الخشب قريبي؟ متى كان الخشب اخي؟ متى كان الخشب اخي؟
__________________
على الارض السلام وللناس المسرة |
#3
|
|||
|
|||
ربما كان عليها ان تستحضر الفرح ،صعب هو الامر سادتي لمن تعلمت ان تكون عرس الكروب، قلبها تشكل بيت عنكبوت تعلق به كل الاحزان و تتراقص عليه الخطايا، كل الذنوب كانت محض انسنة، تحدق في بلاهتها الاعتيادية ، لم انا هكذا ؟ لم قلبي صار للعاشقين معبد؟ و لم لكل حزن او جريح تراني اسجد لاضمد جراحات نادرا ما اهتم احد لتضميد جراحاتي، جلست كعادتها، وهي من تحولت لانثى انعزالية نادرا ما تخرج لرؤية الاخرين ربما تحتجب من الشمس لتصير مصاص دماء وتصل السرمدية لا اظنها كذلك، هو القهر وظلم الرجال والاناث، صارت تتذكر وهي تتحدث عن ذاتها شردت من جديد كان عينيها ستخلقان ثقبا بالحائط، او ان روحها ستخرج عبر النافذة لتنشد حرية في الفضاء الاوسع، ربما كل شيء ممكن مع انثى على شاكلتها، تمثل قمة الفوضى والالم والبساطة والتعقيد والحب والسوداوية والامل، جمعت المتناقضات فقط لانه ما جعل الحياة بعينيها اجمل حين تعشقه واسود حين تتحسس بعده القاتل كل ليلة.
__________________
على الارض السلام وللناس المسرة |
#4
|
|||
|
|||
وهي تجلس في ركنها المعتاد احست رعشة جميلة تتسرب نحو كل جزء منها كانت فيضا من روحه احست ضغطا لطيفا على كتفيها ،كانت يداه الاجمل والابهى ،وتحسست نسمة هواء تراقص شعرها ادركت انها رسوله اليها، وتمتمت اعلم انك حبيبي بعثت الهواء ليقبلني عنك ولاعلم انك هنا، كانت كمن به مس من الجن ، ترتفع حرارتها بين لحظة واخرى تحس طاقة هيول نور يجتاحها لم يكن الا تدفق روحها وفيضها حين وصلت الى غرفتها ليقول لها حبيبتي مساء النور دومي حبيبتي فرحي وجرحي الاكثر عمقا وايلاما الن تاتي يا امراة ؟ لعنتي عليك الن تاتي؟
__________________
على الارض السلام وللناس المسرة |
#5
|
|||
|
|||
لم الان تتخلص من عشتار ومن عناة ومن ليليت ،لم تضع الانثى في الصندوق وتذرفها للريح، لم تعلم انها موت قادم للشوق وللكلمات ولم ترسم القدر الاسود بيديها لتعلن موت الرقصة الاخيرة على سقف الفرح و انبلاج القصيدة والكلمة بوحا قاتلا وقتيل، اكان عليها ان تخرج للعالم؟ حكت امها انها كانت تركلها في البطن، ربما رفضت ان تخرج لعالم مسموم ، ان تخرج للحزن وللغربة
هيكل جديد ينهار على راسها، و كل الشموع قد احترقت وما عاد الا الظلام يرسم بؤرته الاخيرة، تقاسمها الحنين للغرباء ،والغياب حد التناثر شوقا على الارصفة البعيدة ،كل الموانىء اعدتمها وكل المقاصل اشتهتها ، فما تراها تفعل وهي عرس الكروب اما من قاتل يوقف هذا النزيف اما من قاتل يوقف هذا النزيف؟
__________________
على الارض السلام وللناس المسرة |
#6
|
|||
|
|||
رصاصة الرحمة المنتظرة ما ينقصها لتكون جميلة ، علمت انها قبيحة بالحياة والحياة رديئة بها، القلب حائر ؟ ماذا يريد ؟ اكيد موته ؟ يسالني طيف مثلي لم تكتبين هذا الوجع؟ اني اطرد المسوخ حين تعانق القلم، اني اطرد المسوخ حين تعانق القلم .
حين كنت طفلة كنت اجلس وحيدة في ركن من المدرسة اتامل عشبا او قطة صغيرة في الفناء الكبير كان مقفرا و غير منظم لكني كنت اسرح بعيني لابعد نقطة ظهري مدار للاخرين كانني حنظلة نعم انني حنظلة فكيف ادير وجهي للعالم وقد علموني ان اطعن الف مرة وبكل برود في ظهري ،فصرت اهبهم اياه للعبة الرولاد الروسية فهل من رصاصة؟ وهل من يجيد الرماية؟ فقط ممنوع للهواة افضل ان يكون موتي نهائيا تلك شروط المسابقةن موت قادم يعشق الامكنة ن يشتم رائحتي ياتيني على صورة صوت دخلني ذات ليلة قدسني ثم رحل نحو الحزن الاكبر ، تراني قاتل ام جلاد ام قتيل؟ كلانا قاتل وقتيل. طوبى للغرباء.
__________________
على الارض السلام وللناس المسرة |
#7
|
|||
|
|||
ما زالت تجلس عل نفس الكرسي كل ليلة، تعب الكرسي مل ولم تمل نفس الضوء القوي الذي كان عليها ان تغيره منذ مدة، مازال يجعل راسها ينفجر الما وذات الاصابع تمسك القلم لتنسكب الما علها تتحرر منه، كانت مثقلة بالجراح وضعت يدها تحت وجهها علها تدعمه كي لا تسقط نحو الهاوية كانت عينها اليسار ترف بسرعة و كانها تتوقع شيئا ما سيحدث صدرها سينفجر بدات تتثائب علها تخرج بعد حزنها حينا وتخج تنهيدة بحجم الكون لكن هيهات تحررها من الحزن يجب ان تبوح لتتحرر من ثقلها، حملت السماعة بتثاقل ردت على الهاتف كان صديقا ......... يتبع
__________________
على الارض السلام وللناس المسرة |
#8
|
|||
|
|||
كم ادمنت الهلوسة والاسئلة المفتوحة كنوافذ توصل نحو ابرد نقطة في الكون ونحو الصقيع ،كان قلبها باردا الا حين صار هنا علمت ان نوره يفوق كل شيء ، طهره قدسها حين ، فدمرته احيان. لم هذا الرابط الغريب بينهما؟ لم هذا المد والجزر الرهيبان؟ ولم؟ ولم؟ الاف الاسئلة هي ذاتها لا تدري
__________________
على الارض السلام وللناس المسرة |
#9
|
|||
|
|||
لي ان اكون غير جرح مهلهل الهوية؟ انكرتني كل العناوين فهجرت خارطتي نحو ابعد نقطة للعدم، كانت اياد اظنها صديقة حبيبة ربما ضمتني، لن انكر انها اخذت بعضا من شوقي من وقتي من حزني من فرحي ،واهدتني احسن خنجرا في الخاصرة، انا لي صوت اخر ولون اخر وبوح اخر في زمن الصمت السرمدي، وانا لي نور يلعن ظلمتي ،سأمر في صمت وارحل .......ساهاجر نحو ابعد نقطة جوع في جسدي واكل ما تبقى من وله لامشي به واسير في صحراء روحي علني انتشي ببعض سرابن او اشفي غليلي بالغياب ، ام امتطي اجمل سحابة لتمطرني شوقا وحنينا وجنونا حينا، و بكاء احيانن عيناي واد مهجور و سراج الليل سرق مني اخر ما عندي من سناء لاكون الظلمة المطلقة واكون الكهف المهجرفمن تراه سيدخلني ليرحل في النسيان ، او ليمجد ويصير سيد الازمان؟
__________________
على الارض السلام وللناس المسرة |
#10
|
||||
|
||||
اقتباس:
اقتباس:
من وحي أنثى
في حنايانا شجونٌ منها أحزانٌ تبوحُ منها أشواقٌ تعاني و ابتهالاتٌ تسوحُ. كلّنا في الكونِ فينا من معاناةٍ تنوحُ كم بكينا, كم ضحكنا أدركَ الأفراحَ نوحُ. أيّ هجرٍ كان ذاكَ؟ أيّ صبرٍ يا جروحُ؟ قد غرقنا في حياةٍ لا نجاةٌ لا طموحُ غرّنا شوقُ انتماءٍ زادنا قهراً يطيحُ بالذي فينا, و فينا من أمانينا جروحُ. آهِ يا نسيانُ كنْ لي بعضَ عونٍ يستبيحُ عزلتي, صمتي, جموحي لم يعد عندي جموحُ! غرّدي (أولغا) بشدوٍ في صحارانا يصيحُ قسوةُ الأيّامِ فيها إنّما هجرٌ قبيحُ أنعشينا أختَ حرفٍ صوتُكِ فيه المريحُ أطربينا بانتفاضٍ كلُّ ما فيه صريحُ إنّه (وحيٌ لأنثى) و الذي فيه مليحُ! |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|