Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي > موضوعات دينية و روحية > قصص دينيّة > شهداء المسيحية عبر التاريخ

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-12-2006, 10:18 PM
الصورة الرمزية فريدة زاديكه
فريدة زاديكه فريدة زاديكه غير متواجد حالياً
Titanium Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 896
افتراضي القديسة بربارة الشهيدة

وُلدت القديسة بربارة في نيكوميدية من أبوين عريقين في الحسب والنسب ، وكان أبوها ديوسقورس من عَبدة الأوثان ، بيد أنه خرّج ابنته بكل آداب ذلك العصر . ولما كانت بربارة ثاقبة العقل متوقدة الفهم لم تلبث أن تدرك بطلان عبادة الأصنام وتشمئز من فساد أخلاق المتدينين به ، وأتاح لها الله الاجتماع ببعض أرباب النصرانية فأخذت عنه مبادئ الدين القويم ، وثبّتها في دينها ما رأته في نصارى ذلك العصر من الثبات على أنواع المحن . فلما علم بأمرها أبوها تصدّى ليثنيها عن عزمها ، والتجأ تارة إلى الوعد وتارة إلى الوعيد وحملت به فظاظة الطباع إلى أن يسوقها إلى حاكم مرقيانوس . فحاول الحاكم أن يستعطف خاطرها بضروب اللطف،فأبت إلا الثبات على دينها والاستمساك بعروته الوثقى ، فأذاقها مرّ النكال بموتها . وكان أبوها يحضر آلام ابنته والعين جامدة والقلب كالجلمود كأنه خلع عنه شعائر الإنسانية ، فلما سمع الحكم بالموت على ابنته لم يأنف أن يطلب إلى الوالي بأن يتولى بنفسه قتلها فقطع رأسها بالفأس وذلك في 4 كانون الأول عام 303 م. إلا أن الله لم يدع هذا الإثم دون عقاب ، فبينما كان أبوها راجعاً إلى بيته إذ أبرقت السماء وأرعدت فأصيب بصاعقة وساخت به الأرض . وكذا جرى لمرقيانوس الوالي المغتصب .
فما إن شاعت أخبار القديسة بربارة في الشرق حتى أقبل المؤمنون على إكرامها من كل فجّ وبنوا على ذكرها الكنائس العديدة في كل الأنحاء . وفي القرون المتوسطة نقل الصليبيون قسما من ذخائرها إلى البندقية والى رومة العظمى, فانتشرت في الغرب العبادة نحوها كما في المشرق , وشرّف اللَه وليّته بالمعجزات الباهرة تأييداً لهذه العبادة. هذه خلاصة ترجمة القديسة. وعلى هذا الأساس بنيت جملة من اعتقادات العامة والعوائد التي عمّت كثيرا من البلاد.
في الغرب : نصارى الغرب يدعون باسم القديسة بربارة ويلتجئون إلى حمايتها في البلايا والأخطار, لاسيما وقت هبوط الصاعقة وفي ساعة الموت لئلا يفاجأهم المنون دون أن يتزودوا بالأسرار الأخيرة. ومما يروى في سيرة القديس استانسلاوس الراهب اليسوعي انه استشفع بالقديسة بربارة إذ كان مقبلاً على الموت وليس له من يُقيته بسرّ القربان الأقدس فلبّت إلى دعائه وظهرت له مع ملكين وناوله أحدهما زاد الملائكة.
شفيعة الذين يتعرضون للخطر: وكذلك قد يكرّم هذه الشهيدة في الغرب أصحاب الحرف والصناعات الخطرة كالذين يطلقون المدافع ويزاولون صنع البارود ويشتغلون بالأسلحة ويسبكون المعادن. وكذلك ترى كل من يخاطرون بحياتهم قد اتخذوا القديسة كشفيعة خاصة لهم كالبنائين ورجال الإطفاء وغيرهم. وهذا كله مبني على قصة وفاة أبيها ديوسقوروس فجأه. ولذلك يصوّرها المصوّرون تارة قائمة منتصبة وفي يدها حقة القربان الأقدس وتارة يمثّلونها بين المدافع والقنابل ومستودعات البارود وربما رسموا صورة أبيها عند أقدامها مصعوقاً بنار السماء. وممن يعدّون القديسة بربارة شفيعة لهم الرماة ومن يلعب بالكرة والصولجان , وهذا محمول على رواية قديمة تنسب إلى الشهيدة المذكورة أنها نازعت ملك الروم في رمي السهام وغلبته مع حذقه لأنها كانت اتخذت ذلك كدليل عن صحة دينها وبطلان عبادته. أما أهل الشرق فكانوا يحتفلون سابقاً بعيد القديسة بربارة بجَلبَة عظيمة. وقد امتاز بينهم في ذلك أهل سورية دمشق وأهل حلب يتغنّون إلى يومنا هذا بأغنية عامية في مدحها .
ومن عوائد أهل الشام أن يتخذوا في مساء عيدها(وتدعى تلك الليلة البسّيّة ) حلويات وقطائف ويسلقوا قمحاً ويجتمع الأصحاب والأقارب في البيوت ليحيوا تلك الليلة في المسامرات والأفراح, وربما أوقدوا الشموع وطاف الأحداث حول المائدة التي وضعت عليها أصناف المآكل فرحين صارخين. وذُكر أن النساء يتألبن في حمص عشية ذلك العيد ويمدحن القديسة بمدائح مخصوصة ويضئن شمعة فوقها وعاء معدني, فيحككن ما تجمع فيه من النساج (الشحوار) ويتكحلن هن وأولادهن والغريب النازل في بيتهن ظناً منهن بأن من تكحّل هكذا لا يخشى الرمد في تلك السنة. آما في سواحل الشام ولبنان فيجتمع بعض الشبان ويختارون بينهم واحداً يسمونه عرندسا يسوّدون وجهه ويمسخونه بإلباسه ثيابا هزلية ويطوفون به على البيوت ليمدهم أصحابها بدريهمات أو بعض المطاعم تملصاً من قمحتهم . أصل العيد
أما أصل هذه العوائد والمراد بها فإننا نظن أنها ترتقي إلى القرون السالفة إذ كانت النصرانية في عزها في بلاد الشرق , فكان النصارى يجتمعون ليحتفلوا بهذا العيد بقدر طاقتهم من الأبهة والرونق كما كانوا يفعلون في عشية الأعياد الكبرى, ثم اتخذوا في أفراحهم ما رأوه ممثلاً لأخبار الشهيدة القديسة فدلّوا على استنارتها بنبراس الإيمان بالتكحل, وعلى مجاهرتها بدينها بإيقاد الشموع, وعلى ثباتها في دينها وسط العذاب بسلق القمح, وعلى ظفرها بالأفراح السرمدية بالحلويات والقطائف. أما لبس المسوخ والطواف على البيوت في هذه الحالة فلعله يُراد به تمثيل خدم الحاكم وأعداء الشهيدة الذين اعنتوا بربارة وطافوا بها في ساحات البلدة ليسيموها الهوان قبل قتلها كما يذكر ذلك في أعمال استشهادها. ويجدر بالذكر أن في حي السليمانية في حلب كنيسة أطلق عليها اسم القديسة بربارة ويُقام لتكريمها كل سنة ثلاثة أيام من الرياضة الروحية ليستعد الناس بعيدها في الرابع من شهر كانون الأول . قنشرين
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21-12-2006, 08:53 PM
الياس زاديكه الياس زاديكه غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 14,102
افتراضي

تشكري أستاذة فريدة على نقلكي لنا هذه القصص الإلهية المعبرة ...
تودي سا?ي
تقديري ومحبتي
ألياس
__________________
www.kissastyle.de
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21-12-2006, 09:26 PM
SamiraZadieke SamiraZadieke غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 8,828
افتراضي

شكرا لك يافريدة على هذه القصص الدينية التي تحثنا على الإيمان بعمق .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21-12-2006, 11:51 PM
Malki Morad Herdan Malki Morad Herdan غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 1,334
افتراضي

تودي سا?ي حوثو فريدة لهذا السرد عن القديسة بربارة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:14 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke