Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى السرياني > السريان في العالم

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-08-2008, 11:56 PM
Fadi Fadi غير متواجد حالياً
Titanium Member
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 995
افتراضي الكنيسة السريانية الأرثوذكسية : بين الواقع والطموح

الكنيسة السريانية الأرثوذكسية : بين الواقع والطموح


لاشك إن من يبحث في التاريخ العريق للكنيسة السريانية الأرثوذكسية هذا التاريخ الحافل بالإرث الحضاري والمثقل بصنوف الأضهادات والأوجاع سيخلص حتما ً الى الاستنتاج الذي أكده المثلث الرحمة البطريرك اغناطيوس يعقوب الثالث حيث اعتبر أن وجود واستمرار الكنيسة السريانية الأرثوذكسية حتى اليوم هو معجزة بحد ذاته.


هذه المعجزة والحقيقة التاريخية التي تجعل ابناء الكنيسة يعتزون بانتمائهم لها ينبغي ألا تقف فقط عند حدود الفخر والتغني بالأمجاد وإنما من الضروري أن تكون المصدر الذي يعزز الإيمان و يشحذ الهمم من أجل كنيسة الحاضر والمستقبل لتكون شامخة البنيان عامرة بالإيمان وامتدادا ً حقيقيا ً لكنيسة الأمس.


ماهو واقع الكنيسة اليوم وهل هو بمستوى الطموح وبحجم الآمال المعقودة عليها كمؤسسة روحية واجتماعية وكيف تبدو صورة الكنيسة في المستقبل في ضوء معطيات اليوم ؟



هذا السؤال الهام والجوهري يطرح نفسه بقوة هذه الأيام وهو محور للكثير من النقاش والرأي والرأي الآخر على مستويات مختلفة وفي العديد من الأوساط السريانية والإجابة على هذا السؤال مسؤولية كل اصحاب الإرادة الخيرة في الكنيسة سواء كانوا في موقع اتخاذ القرار أو خارجه طالما كانت الغاية نبيلة وهي تحصين هذا الصرح العريق في مواجهة تحديات اليوم والغد .


هناك من يهول ويفرط في السلبية عندما يصور واقع المؤسسة الكنسية ويتخذ من بعض الحوادث والملفات الخلافية أساسا ً للنقد والتذمر وهؤلاء رغم التحفظ على منهجية النقد عندهم فإن من حقهم أن يسمعوا اجابات لتساؤلاتهم طالما بقيت هذه التساؤلات والهواجس ضمن الحدود والأعراف أما من يخرج عن حدود النقد الموضوعي ويتجاوزه بمراحل ليكيل الاتهامات ويهاجم رجالات الكنيسة ورموزها الروحية فهؤلاء حري بالقيمين على الوسائط الإعلامية أن لا يعطوهم المجال أو يوفروا لهم الإمكانية ليتمادوا في طعن الكنيسة من خلال إفلاسهم الفكري.


إن النقد المنهجي والموضوعي مطلوب لا بل هو حاجة ضرورية لتقويم الإعوجاجات التي قد ترافق سير العمل المؤسساتي في الكنيسة وهو الضمانة ايضا ً لكي ليبقى الممسكون بمفاصل هذا العمل يشعرون بحساسية مهامهم وقدسية الرسالة التي يؤدونها روحيا ً واجتماعيا ً، لأنه عندما يغيب النقد البناء أو يتم تجاهله كما يحصل اليوم على عدة مستويات من القاعدة حتى رأس الهرم فهذا مؤشر خطير ونذير بتفاقم الأزمات وصعوبة الإبحار بسفينة الكنيسة نحو مستقبل واضح المعالم.


إن من يكابر ويتجاهل حقيقة أن صورة الواقع الكنسي اليوم ليست مكتملة الإشراق أو خالية من الشوائب ولا بمستوى الطموح المشروع يساهم بقصد أو من غيره في وضع العثرات على طريق الجهود المخلصة ويخلق الشكوك ويزيد الهواجس لدى الكثيرين الأمر الذي يغذي النزعات المعاكسة لمصلحة الكنيسة ويدفع باتجاه التفتت والتناحر والنتيجة التي بدأت تتكشف ملامحها هو أن سفينة الكنيسة السريانية تتحول رويدا ً رويدا ً الى مجموعة من السفن لكل واحدة منها بوصلتها الخاصة.


لا يمكن إغفال ما تشهده بعض الأبرشيات السريانية من نهضة روحية وفكرية وعمرانية تشكل علامة مضيئة في واقع الكنيسة اليوم لكن ما يعتري أبرشيات أخرى من خمول نتيجة التناحرات والتجاذبات والمشكلات المزمنة يشكل هو الآخر نقطة ضعف في بنيان الكنيسة ومؤشر تصدع لايجب الاستهانة به ومصدر صداع لم ولن تكون معه المسكنات وسيلة ناجعة.

في حين يزداد التصاق الشعب بمؤسساته الروحية في بعض الكنائس تشهد كنائس أخرى حالة من انعدام الثقة أو مايشبه اليأس من قدرة مرجعيتهم الدينية على القيام بواجباتها أو حتى أهليتها للتصدي للمهام المطلوبة منها. وبينما تسير الأمور في بعض الكنائس وفق منهجية العمل المؤسساتي والتنظيمي تسيطر على كنائس أخرى شخصانية في القرار والتوجيه ويستفحل فها ترّهل يقبض بإحكام على مفاصل الحركة فيها وينفرّ منها جيل الشباب الذي لا يستمع إلا لمن يخاطبه بمفردات العصر.


لماذا لا نستفيد من تجارب بعضنا البعض أو حتى من تجارب الكنائس المشرقية الشقيقة التي تتشارك مع الكنيسة السريانية الارثوذكسية نفس الظروف وتواجه نفس التحديات كالكنيسة المارونية وكنيسة الروم والكنيسة الكلدانية والكنيسة القبطية وغيرها وهي كنائس لها حضورها في الشرق وامتدادها الاغترابي وقد نجحت الى حد كبير في الحفاظ على مصداقيتها أمام ابنائها أولا ً ثم أمام الجميع ولا يمكن بأي شكل من الأشكال التقليل من قدراتها التنظيمية وفعالية مؤسساتها الروحية والاجتماعية والإعلامية والأهم وقبل كل شيء التفاف ابناءها حولها والتصاقهم بها ومناخ الثقة والاحترام الناظم للعلاقة بين الرعاة والرعايا.


إن أشد ما يحز في النفس ويبعث على القلق هو عزوف وابتعاد جيل الشباب عن الكنيسة فبينما تنجح بعض الكنائس السريانية في استقطاب هذه الشريحة الهامة تجد بعضها الآخر وقد نسي أو تناسى في خضم الحفاظ على التراث وتعليم الآباء حق الابناء في أن يقدم لهم هذا التراث وذلك التعليم بقالب من الحداثة التي تتلائم وروح العصر أضف الى ذلك هامشية دور الشباب أصلا ً في بعض الكنائس وابتعادهم أو اقصائهم عن لعب دور مؤثر فيما يخص شؤونهم على الأقل.


واقع الكنيسة السريانية الأرثوذكسية اليوم ليس بالتأكيد بالصورة السلبية التي يحاول البعض الترويج لها لكنه بنفس الوقت لايرتقي لمستوى الطموح والآمال ولابد ومن منطلق الغيرة والحرص أن تتضافر الجهود وتتفاعل الرؤى والأفكار من أجل أن تلعب الكنيسة هذا الصرح الديني والاجتماعي دورها بفاعلية وريادة بما ينسجم وروح العصر وطبيعة المرحلة الحالية والمستقبلية .


وللحديث بقية ...
__________________
المهندس فادي حنا توما
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16-08-2008, 08:36 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,567
افتراضي

اقتباس:
واقع الكنيسة السريانية الأرثوذكسية اليوم ليس بالتأكيد بالصورة السلبية التي يحاول البعض الترويج لها لكنه بنفس الوقت لايرتقي لمستوى الطموح والآمال ولابد ومن منطلق الغيرة والحرص أن تتضافر الجهود وتتفاعل الرؤى والأفكار من أجل أن تلعب الكنيسة هذا الصرح الديني والاجتماعي دورها بفاعلية وريادة بما ينسجم وروح العصر وطبيعة المرحلة الحالية والمستقبلية .
الغالي فادي
لقد وضعت الإصبع على الجرح المزمن. ليس من شك بأن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية عانت الكثير من الصعوبات و من الاضطهاد و من الضغوطات الكثيرة لكن جميع هذه الأسباب كانت تأتي من الخارج و هذا ما كان يزيد الكنيسة قوة و إصرارا على التحدي و الاستمرارية و يعطيها قوة أكثر لأنها كانت تدرك أسباب هذه الأخطار و مرامي أصحابها. لكن و اليوم يبدو أن خطورة الأمر تأتي من الداخل إذ نلاحظ تذمرا شديدا بين مثقفي هذه الكنيسة الذين لا يؤخذ بآرائهم و لا أقوالهم و اقتراحاتهم كما أن هناك شخصيات روحية و على مستوى كبير من المسؤولية غير مسؤولين و هم يؤذون الكنيسة سواء بقصد أو بغير قصد مما تسبب في الكثير من المشاكل في أبرشيات عدة.
بالطبع لدي شخصيا وجهة نظر في أسباب هذه المشاكل و في طريقة الخروج منها كوني شخصا تهمه مصلحة كنيسته و يتألم عندما يرى كل هذه الأمور تجري دون أن يتم السعي لاحتوائها و حلها و كأن شيئا لم يكن أو تركها لأمور الزمن مما سوف يجعلها تستفحل و تغدو أكثر خطورة. نحتاج إلى جرأة و شجاعة و إلى قرارات حازمة دون الالفتات إلى الأشخاص فالأهم هي الكنيسة و الأشخاص أيا كانوا هم خدّام الكنيسة و الشعب و ليس العكس.
أعتقد أن أول خطوة يمكن القيام بها هو أن يعتزل غبطة بطريركنا منصبه (لأنه لم يعد عمليا قادرا على إدارة دفة الكنيسة و قيامه بهذا العمل يكون إنما ومن الجهة المعنوية فقط متمنين له كل الصحة و العافية) ليقوم بتولي شؤون الكنيسة شخصية شابة تستطيع الحركة و العمل الفعال فغبطة بطريركنا على الرغم من عدم مقدرته على الحركة و السير و لا حتى التعبير و الكلام كما يجب يظلّ متمسكاً بالكرسي. أنظر إلى ما يجري من تحضير لخليفة البابا شنودة فكل شيء يكاد يكون جاهزاً و لن يستغرق إشغار المنصب زمنا و لا جهداً. لا أعتقد أن كنيستنا لديها الجرأة في التفكير في مثل هذا الأمر و أتمنى من كل قلبي أن يكون السنودس السرياني قد عيّن خليفة لغبطته كي لا تتخبط الكنيسة بعده و تتعثر و تظهر تنافسات بين هذا و ذاك. أقول هذا من قلب محب و متألم و أشكر لك هذه المقالة الجميلة و الغنية بالأفكار الجليلة و بالعرض التاريخي الشيّق و ننتظر تكملة المقال الذي أخذنا معه إلى عالم نأمل أن يكون فيه كل الخير لكنيستنا الحبيبة.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16-08-2008, 12:01 PM
Fadi Fadi غير متواجد حالياً
Titanium Member
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 995
افتراضي

استاذي الكريم أبو نبيل


في الحقيقة أمام الكنيسة السريانية ممثلة بمجمعها المقدس تحديات جسام وهذه التحديات ليست وليدة اليوم بل هي تراكم مشاكل عديدة اعترت مصداقيتها وطرحت علامات استفهام كبيرة منذ سنين ولم يكن تعامل الكنيسة معها في كل مرة ولا الاجابات والحلول أو التدابير التي اتخذتها بمستوى الاحداث أو بالشكل الذي يحفظ هيبتها ويصون تماسكها وقبل كل شيء يعزز الثقة بين الشعب ورعاته.


سيدنا البطريرك المعظم أمد الله في عمره قاد سفينة الكنيسة باقتدار منذ اعتلاءه السدة البطريركية وكانت الأمانة التي استلمها من أسلافه الصالحين بمثابة اللؤلؤة التي وبحق ازدادت بريقا ً وتوهجا ً خلال عهده الميمون وكل من يبخس قدر العمل والانجازات التي تحققت على يد قداسته طوال عهده المبارك إنما يطعن قلب الكنيسة ويجافي حقيقة ساطعة كنور الشمس.


لقد تمددت الكنيسة خلال العقدين الماضيين وانتقلت لتصبح كنيسة عالمية مع كل مامثله ذلك من تحديات واجهتها الكنيسة بإرادة طيبة وإيمان فعّال بأن وفرت كل معطيات المرحلة ولم تألو جهدا ً في سبيل الحفاظ على ابنائها وضمهم الى اكنافها في كل اصقاع الأرض .


إن مهمة جليلة وجسيمة هذا حجمها ومرحلة حساسة تلك تحدياتها تعاملت الكنيسة معها بكل إرادة وتصميم ولم تهن او تتخلى عن دورها الكبير أو تتراخى بل كانت حقيقة على مستوى ماهو مطلوب منها وأكثر كمرجعية روحية واجتماعية.

وإن كان التصدي لعمل جبار كهذا وتأدية رسالة بهذه القدسية لابد أن يحمل في مفرداته وتفاصيله بعض المعوقات وبروز مشاكل هنا وهناك فهذا هو ما ينبغي أن يتعامل معه رجالات الكنيسة اليوم وغدا ً بروح الجماعة والشفافية والانفتاح.


إن من أعلى بنيان الكنيسة وأرسى لها صروحا ً شامخة لن يعجز أو يتراخى عن ترميم تصدعات ظهرت أو قد تظهر في مكان ما ولن يعدم الوسيلة أو يفتقد الإرادة والعزيمة طالما توفرت النوايا الطيبة واعتمر الإيمان في القلوب وعلا صوت الضمير الحي فوق كل صوت آخر.
__________________
المهندس فادي حنا توما
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:52 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke