Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
بينَ إلهِ الخيرِ و إلهِ الشّرّ بقلم: فؤاد زاديكه
بينَ إلهِ الخيرِ و إلهِ الشّرّ بقلم: فؤاد زاديكه إنّ إلهَ الخير يتمثّلُ بأقانيم ثلاثة واحدة الأبعاد بنتائجها و بالهدف الذي ترمي إليه، و هذه الأقانيم الثلاثة الوحّدة في إله الخير هذا، هي الفرح و السّلام و المحبّة. الفرح على اعتباره شعوراً سعيداً يدفع إلى الراحة و الهدوء و أمّا السّلام فهو حالةُ الأمن و الطمأنينة و أمّا المحبّة فهي أمّ الكلّ، بها يشعر الإنسان بإنسانيته لأنها نكران الذات و الانفتاح على الآخر و قبوله، إنها التي تعطي من ذاتها لأجل الآخرين فهي بالنتيجة تضحية. و عندما يتوفّر كلُّ هذا باتحاد هذه الأقانيم الثلاثة، عندها يكون العطاء و البناء و يحصل التقدم و التطوّر، و هذا الإله هو الإله الحقّ، و الذي لا يمكن أن يكون إلاّ الحقّ و لا سوى الحقّ. أمّا إلهُ الشرّ الثلاثي الأبعاد بأقانيمه الظالمة و الطاغية، فهو لا يعرف الرحمة لأنّ أبعاده و قوائمه ترتكز على ثلاثيّة الحزن و الحرب و الكراهية. إنّ الحزنَ كابوسٌ يقهر النفس و ينقلها إلى حالة داكنة من اليأس القاتل، و أمّا الحربُ و ما تجلبه من ويلات و كوارث و مآسي فهي طغيانٌ مدمّر لكلّ أوجه الحياة و هو خرابٌ شاملٌ قد لا ينجو منهُ أحد، و أمّا الكراهية فإنّها أخطبوط خبيثٌ لا خلاص من براثنه، و لا نجاةَ من سطوة أذرعه، إنّه ثِقلٌ مُستَحكِم و همجيّةٌ هوجاء و كلّ هذا يخالف قواعد الحياة و ينفي قيمها الأخلاقيّة. كانت الحربُ الضروسُ و لا تزالُ قائمة بين إلهي الخير و الشرّ بين النهار و الظلمة، بين الحقِّ و الباطل و بينَ العلم و المعرفة و الجهل و الغباء. يستمرّ هذا العداء و التباين و الصراع و تذهب أضحيةٌ و تهيجُ شياطينٌ و لا أحد يستطيع تقدير حجم نتائج كلّ ذلك، لكنّ كلَّ شخصٍ له وعي و إدراك، و له عقلٌ و شعورٌ إنسانيّ يستطيع أنْ يميّز بين هذين الإلهين، لأنّ آثار كلٍّ منهما تكونُ ظاهرةً و محسوسةً في حياة البشر. منذ الأزل، كان هذا و سيبقى إلى أن ينتهي كلُّ شيء، هل علينا أن نفعل شيئاً حيال هذا الواقع الحاصل؟ بالطبع يمكننا فعل الكثير و الكثير جداً، إنْ توفّرت لدينا النيّة الحسنة و من ثمّ الرّغبة بالفعل و بالتالي الوعي و الذي هو السلاح و العون الذي عليه سيكون الاعتماد على خوض المعركة للدفاع عن جانب الخير. إنّ الجهلَ و أولاده المعروفين كالخوف و الشكّ و التخلّف من الواضح أنهم الأكثر تأثراً بهذا بالوقوعِ في فخِّ إلهِ الشرّ لوجود قواسم مشتركة كثيرة بينها و بين هذا الإله الذي يعتمد على هذه الشّرائح الاجتماعيّة ليستخدمها في تنفيذ أجندته الخاصة و تحقيق مراميه، التي تدعو إلى نشر الكراهية و الحقد و إلى شحن النفوس بمشاعر غير إنسانية و غير أخلاقية، مما يجعلها تساهم في سعير نار الحروب و تأجيج الفتن و نشر المفاسد و الشرور، بينما يقف إله الخير على النقيض من ذلك تماماً فهو يدعو إلى المحبة و يسعى لنشر السلام ممّا يجعل الفرحَ عامّاً و الهدوءَ شاملاً. لنا أن نقف مع هذا الإله الصالح المحبّ و العادل و الأمين و لنا كذلك أن نقف مع ذاك الإله الآثم العدواني و الطاغية المجرم، الذي لا يعرف سوى لغة الموت و الخراب و النار، من خلال هذه المعادلة و الاصطفاف يمكن أن نعلن عن إنسانيتنا للآخرين كإخوة لهم في الإنسانية، نعمل معاً، نفرحُ معاً و نحزنُ معاً، و يمكن أن يكون اصطفافنا خارج حدود المنطق و العقل ليكون في حزن الآخرين فرحاً لنا و في قتلهم شعوراً بالعظمة و في تهجيرهم و قهرهم و إذلالهم شعوراً بالفوقيّة المزيّفة، التي تسوقها أفكار هذا الإله المتخلف و الحاقد الجاهل. إنّ شعرةً دقيقة تفصل بين خياري الحياة و الموت و بين السلام و الحرب و بين السعادة و الشقاء، فليكنْ اختيارنا صحيحاً، إنسانيّاً، جامعاً و سلميّاً. لنا الخيار و اتخاذ القرار و للآخرين و للحياة الحكمُ علىصابة أو عدم صوابيّةِ اختيارنا. لكنْ ليكنْ اختياراً نابعاً من الذات و عن قناعة و فهم و معرفة و دراية، و إلا فسوف يكونُ اختياراً سيئاً نتيجته السقوط. إلهُ الخير هو السلام و أمّا إلهُ الشرّ فهوَ الإرهاب |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|