Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-09-2010, 11:29 PM
ابو يونان ابو يونان غير متواجد حالياً
Power-User
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
المشاركات: 162
افتراضي كتاب الحقائق الإيمانية للمهندس بشير يونان / ج 2

الجـــزء الثانـــــــــــي

مقدمة المؤلف


عزيزي القارئ أن البحث في العلوم التي تفوق مدارك العقل البشري .. كعلم اللاهوت مثلا .. ما هي إلا غاية لا تدرك وهدف لا يطال, إلاّ بالإيمان .. كيف لا , وهي موضوعات تختص بالبحث عن كنه الله تعالى . هذه الموضوعات قد تعددت فيها الآراء وكثر فيها الجدل , ومن أجلها اختلف الإخوة , و الأصدقاء.
ومتتبع التاريخ يعلم أن بدايات هذه الأفكار والتي عرفت فيما بعد ( بعلم اللاهوت...وأخذت مسميات متعددة). لم تكن معروفة بالعهد القديم بل كان الحديث عنها من المحرمات خصوصا عند اليهود, حتى أنهم كانوا يهابون ذكر اسم الله علانية, فكانوا يدعونه بصفاته المتعددة, القدير, رب الجنود, العلي,..والخ. ولكن لما شاء الله بتواضعه, وجاء ملء الزمان, فتجسد ألاقنوم الثاني وحل وظهر بالجسد بيننا وعاش مع الناس وبين ظهرانيهم, تغيرت نظرة البشر نحو الله وتوطدت العلاقة بينهما, فأصبحت العلاقة, كعلاقة ألأب بأبنائه!, وأمسينا ندعوه,
أبانا الذي في السموات!.
ومن هنا تجرأ الإنسان يخالجه دافع من الطموح والمحبة (وأحيانا من وساوس الشك), محاولاً التقرب ومعرفة المزيد عن الله, وبدلاً من أن يستعين ويطلب المشورة من الله في ذلك, كما يطلب الابن بمحبة من أبيه المعونة. راح يعتمد قدراته العقلية, وفلسفته الفكرية, في التحليل والتمحيص, لإدراك أسرار ألله, واحتواء كنهه!.
و حاشا لله من أن يدركه بشر أو أن يحتويه فكر. ومن محبة الله لنا كشف لنا سر محبته. "فإننا ننظر الآن في مرآة في لُغزٍ لكن حينئذٍ وجهاً لوجه. الآن أعرف بعضَ المعرفة لكن حينئذٍ سأعرٍف كما عُرِفتُ.1كورنثوس12:13" . من هذا يتضح أن المسيحية هي أول من أشارت بإشارات واضحة وصريحة لمعرفة الله القريبة, ابتداءً من قول الرب يسوع المسيح له المجد ؛

(فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم ألآب والابن والروح القدس)
متى 28:19.
البدايات كانت من هنا, ومن أواخر القرن الأول الميلادي ومطلع القرن الثاني وها هي مستمرة إلى يومنا هذا . وبنظرة فاحصة أولية فان هذه الأفكار لم تظهر قبل ظهور المسيحية !. ولا يغيب عن بالنا خلفيات أولئك الذين اقتبلوا (المسيحية) هذا الفكر الجديد, بل الحياة الجديدة, بما فيه من اثر واضح على مجريات أمور العقيدة فيما بعد, فقد تنصر.. اليهودي وما يحمله من خلفيات الناموس والشريعة الموسوية المتأصلة في أعماقه وكذلك الوثني وما قد جبل عليه من سلوكية متأثرة بعادات وتقاليد وثنية راسخة بمتجهاتها. إضافةً لمؤثرات ما يسمى بالثقافة الهيلينية, التي كانت سائدة, يومئذٍ. مضافا إلى كل هذا الذئاب التي دخلت خلسة إلى حظيرة الخراف!.
عندئذٍ , انبرى الفلاسفة يصولون ويجولون بالفحص والتدقيق فكانت الآراء تظهر متباينة تباينا واسعاً, وحدا بالبعض للخروج من جادة الإيمان !, لأنهم اعتمدوا في دراساتهم على عقولهم البشرية وحسب, فدخلت الوساوس قلوبهم. ونسوا أو تناسوا بأن الله روح وعلى الذي يريدون أن يعرفوه فعليهم أن يلتجئوا إليه بالروح . وكان هذا هو الخطأ الذي ارتكبه أوائل المبتدعين حيث أرادوا أن يقيسوا الله ( وحاشاه من التحجيم) بمقياس وموازين مادية وبشرية بحتة فانزلقوا ..,بمزالق الشيطان , إن علموا بذلك أو لم يعلموا . ولا زال هذا حال الكثيرين إلى يومنا هذا, باحثين مدققين فاحصين, في الكتاب المقدس
الذي دوِّن بوحي وإرشاد الروح القدس, وتعاملوا معه ككتاب من وضع البشر!. وكل دارس ٍ للكتاب المقدس إن لم يستنجد بمعونة الروح القدس ويطلب مشورته سيئول به المطاف, ما آل إليه حال سيمون الساحر, وبرديصان, ... و, ..., واريوس , ومن حذا حذوهم ومن نسج بمنوالهم أو أكمل على سديهم.
وعبر كل هذه الحقب من السنين ونحن في مداخل الألف الثالثة للمسيح فأنني أقولها وبكل تأكيد بان الأفكار الغريبة كانت وما زالت وستبقى هي هي لان محورها ووجهتها وقصدها وغايتها هي السيد المسيح له المجد, والمسيح يسوع هو هو بالأمس واليوم والى الآبد (عب8:13). إن كل الذين صالوا وجالوا في هذا الميدان, وخصوصاً أولئك الذين اعتبروا مبتدعين, ربما كان لهم نوايا حسنة في بادئ الأمر, ولكن للأسف كانت النتائج هي الطعن بلاهوت السيد المسيح , إن كان ذلك بإرادتهم ومعرفتهم أو بغير ذلك بدافع من حسن نية أو من سوئها .
والغريب في الأمر أن هذه الأفكار أمست كتقليعات الأزياء, حيث يتكرر الزى الواحد بعد مرور كذا عقد من الزمن ولكن بإكسسوارات جديدة . وإخراج جديد , وهذا هو حال الأفكار الغريبة تذهب وتعود بين قرن وآخر. فنرى فكر جديد ولهجة جديدة وتعبير جديد . وتبقى وبأي مظهر ظهرت وبأي لغة تكلمت وبأي سمة اتسمت تبقى مرتبطة , بلسان حال اريوس, وبرديصان وماني!.
جاء برديصان وأعلن عن أفكاره اللاهوتية في الربع الأول من القرن الثالث الميلادي, وكذلك اريوس في الربع الأول من القرن الخامس الميلادي , وهكذا نلاحظ أن هذه الأفكار تغيب وتظهر بحلل جديدة ومتنوعة من حقبة إلى أخرى.
لن نندهش إطلاقا ولن يغشي عيوننا بريق العصر عندما تبعث تلكم الأفكار , من جديد بعناوينها وبمسمياتها الجديدة, وكل الذي استجد بالأمر , أنهم أعادوا صياغة الأفكار, الغابرة عبر التاريخ كله, وادخلوها في قوالب أخّاذة , وألبسوها حلة قشيبة !, وأعطوها عنوانا (جديدا).. ليقدموه لشباب اليوم والجيل الآتي بدعوى انه يعزز الإيمان وهو في حقيقة فحواه ومحتواه قد يهدف عكس ذلك. فعلينا أن نكون حذرين يقظين من كل تعليم جديد يظهر هنا وهناك, لأن الكتاب يوصينا بالفحص وتمييز الأرواح.
وعلينا نحن الذين نعيش بالشرق أن لا ننبهر بكل ما يأتينا من الغرب المتقدم. نعم لقد سبقونا بأشواط واسعة. بالعلم والتقنية والتطور. وأصبح بيننا وبينهم بون شاسع. حقائق واقعة لا تنكر !.
بنفس الوقت يجب ألاّ ننسى الكم الهائل من عقول أبناء شرقنا الذين ساهموا في بناء هذه الحضارة, وهذا التقدم الذي حقاً يبهر الأبصار!.
أما فيما يخص صناعة الفكر, والفلسفة, ودراسات اللاهوت, فلن يختلف اثنان في أنها ليست خارجة من مصانع الغرب العملاقة. ولا هي من نتاج الحواسيب والبرمجيات المعقدة, بقدر ما هي نابعة من الجذور الأولى, ولن تنفك عنها, مهما طالتها يد الإنسان والمادة!. خارجة من إرهاصات النفس البشرية وهواجسها, معتمدة على مقدار ارتباطها بالروحانيات, ومسافة قربها وبعدها عن الله. وهنا تنعدم الفوارق!. أجل. حيث لنا في الشرق علماء جهابذة, يضاهون أقرانهم الذين في الغرب. (وحتى لا نبخس حق الآخرين, لا نقول يفوقون عليهم, وربما في العدد أيضاً!!. )
ليس خفياً أن دول الغرب اليوم هي القلب بالنسبة للنظام الجديد (العولمة), والذي يهدف الهيمنة الشاملة, على جميع الثروات العالمية, ومن ضمنها الثروة البشرية. وبما أن البشرية جمعاء, ومع اختلاف ألوانها, وانتماءاتها, مرتبطة ارتباطا وثيقاً, ومقادة, بمعتقداتها, لذا حتمت الضرورة لعولمة الثقافة!, (ثقافة واحدة للجميع!). نحن لا ندعو هنا لمقاومة هذا التيار الجديد, الذي تبناه العمالقة (بواقع عجزنا التام على ذلك!). بل كأقل تقدير نرجو اليقظة والحذر, أمام كل فكر مصدَّر إلينا, ممتحنين كل روح, بكل تواضع ومن غير مكابرة, أو إعجاب مبالغ به في الآخر!, للحفاظ على ما في صدورنا, من الإيمان والعقيدة, وبحسب معطيات قناعاتنا.

الله لا يتغير أبداً. وكذلك الروح الإنسانية, في حاجتها إلى الله !!.

البشر كل البشر يشتركون, بانتهاء حياتهم على هذه الأرض, أي الموت. وأغلبيتهم يشتركون أيضاً في الرجاء بالحياة التي ما بعد الموت. الحياة الأبدية (الخلود)!. والجميع ينشدون خلاص أنفسهم, باحثين عن دليل يأخذ بأيديهم ويرشدهم لمسالك الصواب, الواضحة!. "فالعالم لا يحتاج, أن يسمع ويقرأ, ولكنه يحتاج أن يرى سلوكية الإيمان الصادقة, كي يأخذ بالقدوة الحسنة. فالذين دخلوا المسيحية بلا كرازة, أكثر من الذين دخلوها بالوعظ والكرازة, أي بالسلوكية المسيحية الحسنة!!."
ولا اخفي أنني قد لاقيت صعوبات وعراقيل كثيرة في تحقيق هذا الإنجاز, لولا يد الرب يسوع المسيح, التي كانت تعضدني, أخذاً بوصية معلمنا بولس الرسول, بأني
"استطيع كل شيء بالمسيح الذي يقويني - في 13:4-". مستقيا الخبر اليقين من أقوال الإنجيليين الأطهار, ورسل ربنا يسوع المسيح الأبرار . وأقوال وشهادات الآباء القديسين وجميع الرجال أصحاب ومؤلفي المصادر المؤشرة , كل في موقعه. وقد خصصت جهدي في هذا الكتاب, متأملاً في الدراسات البيبلية الحديثة, وأبديت فيها رأيُ إيماني !. وفي هذا الخصوص:
أقدمُ جزيل محبتي واحترامي لكل الآباء الأفاضل والأساتذة الأجلاء , للدراسات البيبلية, وجميع القراء الأعزاء.
عسى أن يقبلوا تواضعي, حين رأيت أنا أيضاً في إنجيل المسيح, كل ما يحل ويليق, بالحق الذي لي في حرية الرأي. وإن اختلفنا فيه !. ولكننا نلتق بالهدف الأسمى, وهو تعزيز الإيمان, كل من منظوره. متوجهين للشبيبة الغالية, أن يميزوا ويختاروا, ما هو الصالح لخلاص نفوسهم.
لقد اعتمدتُ صيغة الإيجاز قدر المستطاع, لتوضيح الحقائق الكتابية, المتعلقة بالعقيدة والأيمان القويم. مع محبتي واحترامي للجميع.

ومحاور هذا الكتاب تعتمد قدر المستطاع الإجابة على الأسئلة التالية:
- هل الأناجيل هي عبارة عن سيناريوهات لأسطورة.. ؟
- هل الأناجيل هي عبارة عن ريبورتاجات لأحداث حقيقية تستهدف غاية معينة, وما هي هذه الغاية؟
- هل الأناجيل موحاة من الروح القدس أم لا؟
- ما هو منظور ورأي الدراسات البيبلية في " ولادة الرب يسوع المسيح من العذراء مريم البتول" ؟
- لماذا لم تبدأ, الدراسات البيبلية, من حدث الولادة الإعجازية للرب يسوع, باعتبارها بدء تسلسل الأحداث, في عملية الفداء, حسبما وردت في العهد الجديد, وصولاً لحدث القيامة الذي إجتزأوه في دراستهم؟
- من هو يسوع؟
- هل شخصية يسوع أسطورة وهمية؟ أمست بالاختبارات الباطنية, حقيقية صدقها حتى رواتها!؟
- هل يسوع هو نفسه المسيّا المنتظر أم لا؟
- هل يسوع المسيح الذي تحدث عنه العهد الجديد, هو نفسه ابن الإنسان, الذي رآه دانيال, أم لا؟
- هل يسوع ابن الله بالطبيعة أم بالمجاز اللغوي؟
- هل يسوع هو "الله الابن" الأقنوم الثاني "الله الذي ظهر بالجسد" أم ماذا؟
- هل يسوع بعد قيامته ظهر بجسد يمكن التوثق من مادته؟ بحسب قصة الرسول توما أم ماذا؟ وهل القيامة حقيقة ؟
- هل كان يسوع بمثابة نبي أسوة بأنبياء العهد القديم..أم ماذا؟
- هل كان يسوع ناموسيا طقسيا ملتزما بطقوس الشريعة الموسوية أم لا؟
- هل يعني العشاء الأخير, مشهدا من مشاهد فصول النهاية! لبانوراما معينة؟
- هل يستحيل اليوم, الخبز والخمر, في قداديس كنائسنا, إلى جسد ودم المسيح الحقيقيين "سرّاً بالروح القدس" كما نعرف عن ( سر القربان المقدس ), أم أنه ممارسة للتذكر وحسب؟
- هل أكل يسوع وتلاميذه, خروف الفصح اليهودي, "ألناموسي", في العشاء الأخير أم لا؟
أتمنى أن تحمل هذه الرحلة السريعة إليك أيها القارئ العزيز ... أضواء تثبتك في إيمانك , وترسخ لديك الثقة بمصداقية ما احتوته أسفار العهد الجديد , بدءاً بالأناجيل , مرورا بالرسائل وانتهاءً بالرؤية , والتي دونت بوحيٍ من الروح القدس .
كما أتمنى بل أصلي متضرعا إلى الرب يسوع المسيح وبشفاعة والدة الله القديسة مريم وصلوات كل الشهداء والقديسين ,أن يعين وأن يرشد بروحه القدوس, جميع العاملين في حقل الرب من آباء ومعلمين وأساتذة وعلماء, ليقدموا لنا, النصح, ويأخذونا بأيديهم لطريق الخلاص, ويعلمونا كيف نعيش إنجيل المسيح, في محبة الله والناس. آميــــــــــن.
محبة ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح من وراء القصد, ومنه نستمد العون والتوفيق
المهندس
بشير يونان كرومي
الأحد4 تشرين الأول 2009

العراق- اربيل - عنكاوه



الهوامش :
--------------------------------------
2 / وإذا بصوت إليه يقول, ما لك هنا يا إيليا..1ملوك13:19.. فبقيت أنا وحدي.. 1ملوك15:19..وقد أبقيت في إسرائيل, سبعة ألاف, كل الركب التي لم تجث للبعل وكل فم لم يقبله. 1ملوك18:19
--------------------------------------
3 / احد ألآباء: فعندما سقت دماء الشهداء أرض الإيمان, أزهرت آلاف المؤمنين, ومثلنا بهذا الصدد, القديسين استيفانوس, وبولس الرسول!.
-------------------------------------
4 / الذين هم أوسع باعاً في هذا المجال.
-------------------------------------
5 / جاء في تفسير القداس/لابن كيفا/ترجمة المطران صليبا شمعون- ص150:
أن الروح نطق بالرسل لدى نزوله عليهم شبه السنة نارية بالعلية. كقول النبي يوئيل "إني أسكب روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم. 28:2"
=========================


الحقائق الإيمانية / ج 1



الحقائق الإيمانية / ج 3



===========
__________________
أبو يونـــــــان
________
الله محبـــــــة

التعديل الأخير تم بواسطة ابو يونان ; 18-09-2010 الساعة 03:02 AM
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:14 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke