Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
يا أُمَّتِي الشاعر السوري فؤاد زاديكى
يا أُمَّتِي الشاعر السوري فؤاد زاديكى يا أُمَّتي, يا أمَّةَ السُّريَانِ ... فَلْتَخْرُجِي مِنْ واقِعِ الأحْزَانِ أحداثُ عصرِ بل عُصورٍ داهَمَتْ ... ماضيكِ مُنْساقًا إلى نُسْيَانِ ما مِنْ دَمٍ فينا و مَا مِنْ نَخوَةٍ ... قد صِرنا في عارٍ و في خُذْلانِ كُلٌّ إلى أهوائِهِ مُسْتَسْلِمٌ ... والوقتُ يمضي في مَدَى الخُسْرَانِ عَيبٌ عَلَيْنَا القَولُ إنَّا أُمَّةٌ ... قُطْعَانُ أغْنَامٍ بِلا رُعْيَانِ نَدري بأنَّ الظُّلمَ في وَحْشِيَّةٍ ... أودَى بِنا والمَوجَ مِنْ طُغْيَانِ دامَتْ مُعاناةٌ لِشَعْبٍ بائِسٍ ... مازالَ مَجهُولًا بِلا عُنْوَانِ يا أمَّةً أفرادُها في نَومِهِمْ ... اِسْتَسْلَمُوا لِلوَهنِ و الإذْعَانِ خابَتْ رُؤى آمالِهِم في واقِعٍ ... عاشُوا على ما في رَجَا الإحسَانِ لو تَنظُرونَ (الكُرْدَ) كيف اسْتَبْسَلُوا ... لم يَسأمُوا في ثَورةِ الشُّجعَانِ هُمْ قد أقامُوا دولةً صارَتْ لهُمْ ... إنجازَ فخرٍ ليسَ كالسُّريَانِ ليسَ اتِّفاقٌ بَيْنَنَا, ما رَحمةٌ ... إنّا فَقَدْنَا مَنْعَةَ الإيمَانِ عِشْنَا ضَيَاعًا في بَراري غُرْبَةٍ ... هَذِي بَقَايَا سَادَةِ الأزمَانِ (كُنَّا) وما نَفْعٌ بِقَولٍ فارِغٍ؟ ... لا طَيرَ يشدُو في هَوَى بُسْتَانِ إنّا دَفَنَّا أُمَّةً مِنْ جَهْلِنَا ... مِنْ كُرْهِنَا واللهِ نحنُ الجَانِي. 1 - السريان: هم أقدم الطوائف المسيحية، كانوا يسمون بالآراميين، نسبة إلى آرام الابن الخامس لسام بن نوح الجد الأعلى لجميع الشعوب السامية، ومصطلح السريان أطلقه المؤرخون اليونانيون على الآراميين، بعد أن تركوا عبادة الأوثان، واعتنقوا الديانة المسيحية في القرن الأول والثاني للميلاد.
انطلق الآراميون من الصحراء السورية حوالي 2300 ق.م إلى أعالي مابين النهرين، استقروا في البداية في حرّان، وأسّسوا عدة ممالك مستقلة غير موحدة بين القرنيين 11-10 ق .م، وقد دخلت تلك الممالك في صراع مرير مع الأشوريين وغيرهم من الشعوب المجاورة كالحيثيين في شمال وداخل سوريا والكنعانيين على الساحل السوري، وأيضًا في وقت متأخر مع العبرانيين، إلّا أنّ الأشوريين هم من تمكّن في النهاية من القضاء على معظم النفوذ السياسي للآراميين سنة 710 ق .م، وبالرغم من الانتصار العسكري للآشوريين على الآراميين إلّا أنّ النفوذ الثقافي والحضاري للآراميين ظلّ قويًّا هناك، وخصوصًا في الممالك التي بقيت حيّة بيد الآراميين ولعبت دورًا كبيرًا قبيل سقوطها في القرن الثاني والثالث بعد الميلاد مثل مملكة الرها " تركيا", مملكة تدمر "سوريا", مملكة الحظر "العراق", ومملكة الأنباط "الأردن" ومملكة حماه ومملكة صوبا ومملكة آرام النّهرين. مملكة آرام دمشق ومملكة بيت بخياني ومملكة بيت عديني. وكانت هذه الممالك الآرامية مختلفةً عن بعضها البعض في حجمها وقوّتها وسلطتها ونفوذها، إلّا أنّ ضعف الآراميين يكمن في أنّهم لم يؤسسوا دولة موحّدة كبيرة تحت قيادة ملك أو حاكم واحد قويّ، لذلك كانت هذه الممالك سهلة السقوط بيد الغزاة والطامعين. انتشر الآراميون بشكل أساسيّ في دول بلاد الشام (سوريا، لبنان، فلسطين والأردن) والعراق والهند، إضافة إلى عدد من الدول الأخرى، وبحسب المصادر المسيحية فإنّ السريان هم أول شعب وثني اعتنق المسيحية منذ السنوات الأولى لظهورها. وتقول بعض المصادر المسيحيّة بإنّ السريان تخلّوا عن اسمهم القديم "الآراميين"، لأنّه كان يذكّرهم بوثنيتهم، وصارت اللغة الآرامية تعرف بـ "اللغة السريانية"، وما زال بعض سكان قرى سوريا وشمال العراق يتحدّثون هذه اللغة إلى اليوم. ويطلق البعض على السريان أسم "اليعاقبة" نسبة إلى يعقوب البرادعي، أحد أنشط دعاة المسيحيّة في أواسط القرن السادس الميلادي وهي تسمية دخيلة مستهجنة يُقصد منها التقليل من قيمة السريان كشعب و أمّة. ولكن، على الرغم من تعظيم السريان ليعقوب البرادعي واعتباره قدّيساً، والاعتراف بجهده في تثبيت دعائم عقيدتهم، إلّا أنهم يرفضون تسميتهم باليعاقبة، لأنهم يعتبرون عقيدتهم أقدم من يعقوب، وأنّ انتسابهم إليه إنكار لعلاقتهم بمن سبقوه من الآباء والقديسين. عرفت كنيسة السريان باسم "الكنيسة السريانية الأرثوذكسية"، إلى أنْ اعتنق مجموعة من السريان الأرثوذكس المذهب الكاثوليكي بفعل التبشير، وصاروا يتبعون بابا روما، ومن هنا نشأت كنيسة جديدة، هي "كنيسة السريان الكاثوليك" أو "بطريركية أنطاكيا للسريان الكاثوليك". |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|