مشاركتي قبل قليل في اكاديمية رياض الشعر و الأدب حول موضوع المجالس مدارس تقدمه الدكتورة مها يوسف نصر و الدكتور عدنان الطيبي
المجالس مدارس
بقلم الشاعر فؤاد زاديكى
إنّ الإنسان بحكم الواقع المفروض عليه هو اجتماعيّ لا يستطيع العيش بمفرده بعيدًا عن الآخرين فالجميع معًا يكوّنون السلسلة الاجتماعية المجتمعية الحياتية.
ولانّ الإنسان يتميّز عن غيره من الكائنات الحبّة بنعمة العقل و الفهم و التحليل و المنطق فهو بالتالي بأمسّ الحاجة لأن يُغني معارفه و معلوماته قدر ما يستطيع و قد يحصل على ذلك من مصادر كثيرة مختلفة و متعددة. من أهمّها المدرسة و المجتمع و الأسرة و المطالعة و التي هي الأخرى عالم واسع من المعرفة.
كان الإنسان قديمًا قبل وجود المدارس يعتمد على حياة مجالسته للآخرين ليحتكّ بهم و يسهّل مما لديهم من معارف و خبرات و تجارب في الحياة لهذا قيل عن مجالسي الناس أنّها بمثابة مدارس يتلقّن فيها مبادئ المعرفة و أصولها بفعل احتكاكه بأصحاب الخبرة و المعرفة و التجربة في هذه المجالس و هي بالتأكيد تصقل موهبته و تنمّي لديه المعرفة ليكون بها قادرًا على مواجهة ظروف الحياة المعقّدة و الصّعبة. فمن لا خبرة و معرفة حياتية له يكون ضعيفًا أمام تحدّيات الحياة بما فيها من مواقف صعبة و عسيرة و قاسية و كلّما زادت معرفته بأمور الحياة كلّما سهل عليه أمر المواجهة حيث تكون بثقة و وعي و دراية.