معجزة سجين .. في الشرق ..!!.؟ شعر / وديع القس

[وديع القس]

معجزة سجين .. في الشرق ..!!.؟ شعر / وديع القس







فوقَ ويليْ حمّلوني بالجَريم ِ *

ثمَّ عافونيْ سجينا ً بالعتيم ِ





كسجين ٍ في زنازينَ فريدةْ *

لا تساويها فظاعاتُ الجحيم ِ





بينَ أنياب ِ الوحوش ِ ، كخروف ٍ

تقطعُ الّلحمَ وتنهشْ بالعظام ِ





ثمَّ يأتي الظالمونَ ، كضيوف ٍ

يطلبونَ الّلحمَ مشويَّ التّمام ِ





لا فروقا ً في النّهارِ ، والمساء ِ

كلُّ وقت ٍ تحتَ قانون ِ الظّلام ِ





في النهار ِ ، قيظُ حرٍّ ولهيب ِ

في المساء ِ ، حفلُ جرثوم ٍوخيم *





صاحبوا ليليْ بأصوات ِ الزلازلْ

بزعاق ٍ وصراخات ُالبِهام ِ *





ضحكَ السّجانُ يسخرْ من عذابيْ

وتلاهُ العبدُ مسرورا ً بسيم ِ





كلُّ هذا دون َ سين ٍ أو جواب ِ

لا ضميرا ً لا فهيما ً لا شهام ِ





لحظات ٍ .. كلُّ شيء ٍ قدْ تغيّرْ

وتهادى الغلُّ من وحي ِ الرّحيم ِ*.!





فجأة ً .. حلّتْ بأركان ِ البناء ِ

معجزات ٍ حوّلتْ سجنيْ نعيم ِ.!





وغدتْ زنزانةُ السجن ِ ضياءً

وتلاشى العتمُ يخبو كالهزيم ِ*





وجدارُ السّجن ِ مأوىً للعناكبْ

إنّما ناحتْ عليَّ ، كالحميم ِ *





تُبعدُ الأشراك َ عنِّيْ حانيات ِ

ثمَّ تنأى آسفات ِ وحليم ِ*





تستحي الأسواطُ منْ ضربيْ وجلديْ

ودموعُ الحزن ِ فيْ بوط ِ الاثيم ِ *





وغدا الأصفادُ مسباحَ اليدين ِ*

وتهادى الصوتُ في لحن ٍرخيم ِ *





كلُّ شيء ٍ قدْ تغيّرْ في هدوء ٍ

كلُّ شيء ٍ قدْ تحوَّلْ للنعيم ِ.!





قوّةٌ كانتْ عزاءً للضمائرْ

والمبادىْ ْ ، ومفاهيم ِ السّلام ِ





قوّةُ الحقِّ .. وتسموْ للعلاليْ

لاصقتْ روحَ الإله ِ، في الصّميم



قوّةُ الله ِ ، وتعلو الظالمين َ

تنصرُ الحقَّ ولو صارتْ رميم ِ *





وستبقى دربَ نور ِ الصّادقين ِ

كيفما حلّتْ صعوبات ُ الّلئيم ِ





قوّةُ الحقِّ وكانتْ بالثّبات ِ

لتبيد ُ الخوفَ من عِزِّ الكريم ِ.!!





وديع القس ـ 17 . 06 . 2018



معاني الكلمات :

الجريم : الجرم الفظيع . زنازين : حجرةٌ في السِّجن ضيقة يحبس فيها السجين على انفراد . وخيم: الفاسد المضرّ. البِهام : بكسر الباء ـ جمع بهيمة . الغلّ : الحقد والضغينة . يخبو : يتلاشى كالهزيم : كالهارب . ناحتْ : مالتْ وحزنت . الحميم : علاقة حميمية وقوية . تناى : تبتعد .حليم : صفوح ومسامح. الأثيم : الخاطئ والفاحش .الأصفاد : السلاسل والقيود . رخيم : عذب . الرميم : المهمش ، المندثر ( بين الموت والحياة ) ويقا ل : يحيي العظامَ وهي رميم .