Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
أحاديثُ شرشح ابن بهدَل بقلم: فؤاد زاديكه
أحاديثُ شرشح ابن بهدَل بقلم: فؤاد زاديكه حَدَّثنا شَرشحُ ابن بَهدلٍ قال: روى لي فلانٌ الفلانيّ عن فلانٍ ابنِ فلان، أنّ فلاناً أخبرَهُ عن جَدِّه الذي سمع نقلاً عن فلان ابن علتان أن الخبر المنقول، نوعٌ من الضربِ بالمجهول و هو عبثٌ غيرُ مقبول، فكلُّهُ نَقلٌ بما لا يقبله منطقٌ و لا عقلٌ. إنّ تأكيد الخبر يجب أن تكون له مصداقية و فيه من الأثر، ما يظهرُ للعيان أو له من اليقين مكان، و لهذا فنحن نقول إن كلّ حديثٍ منقول، غيرُ دقيقٍ و هو مَعمول لغايةٍ و هَدَف، و قد يتّصفُ بقلّةِ الأمانةِ و الشّرف، إنّهُ كذبٌ مقصود لمبتغىً منشود، و لا يمكنُ الوثوقُ بهِ كخبرٍ يقين، لأنّه يحتاجُ إلى شهودٍ و إلى صدقٍ مُبين. لقد اعتمدَ عليه المسلِمون، و اعتبروهُ مقدّساً، له مُسَلِّمون و بهِ منشغلون و مؤمنون. إنّ الخبرَ متى شاع، في النواحي و الأصقاع، بلا إثباتٍ و لا دليلْ، يكونُ هُراءًا فارغاً في لغوٍ ثقيلْ. لا يمكن الركونُ إليه و لا الوثوقُ بهِ، لانعدامِ أمانة النقل، و المبالغة بالفعل، مسافات الزمن تفقدُهُ جوهر الروح و تُبقي فناءَ البدنْ هذا هو الحالُ مع الأحاديث، و مع ما بها من تلاويث، سردوها نقلاً مُمِلاًّ و تبليغاً مُضِلاًّ، فما أفادوا بذلك دينهم، و لا وثّقوا بأمانةٍ كمينَهم، فهم وقعوا به فسقطوا، سقوطَ الفاشلين، و لم يعترفوا بهذه الخيبة طول هذه السنين، استمروا بغبائهم و عماهم، لأنَّ الجهلَ أعماهم. ما الأمانةُ في نقلِ العنعناتْ، و سردِ الحادثات، بهذه الفزلكات ممّا يُثيرُ عليهم الضحكاتْ؟ لا تعترف المحاكمُ و لا تُقِرّْ، بما ليس له من دليلٍ أو شاهدٍ مُقِرّْ، كلّ الأحاديث الإسلاميّةِ، فيها تفاوتُ زمنيّ بلا تقيّة، و لا مراجعَ كتابيّة، و لا مستنداتٍ وثائقيّة، كلّها كلامٌ بكلامْ، لا تعرف هل تأتيه من خلفٍ أو من أمام، لا توجد به شفافيةُ نقلِ الخبر من مصدرٍ قريب، و لا تعلم ما إذا كان من دخيل غريب، فالهمُّ أن يتمّ النقل، حتّى و لو ضُربَ سامعُهُ بالنّعلْ، عليه بالقبول و الإيمان، حتّى متى علمَ بأنّ مصدرَهُ هوَ الشيطانْ، جميع الأحاديث فيها دجلٌ و نفاق، و مبالغاتٌ طبّقتِ الآفاقْ، تجرّدَ أكثرُها من قيمةِ الأخلاق، و من صدقِ المصداقْ. إنّها ثلثُ الإسلامْ، فبغيرها ناقصٌ و ما بهِ تمامْ، القرآن و الأحاديث و السيرة، هم ما جعلونا بريبة و بحيرة، فليس بها منطقٌ مقبولْ و لا سلوكٌ معقولْ، عنفٌ و قتلٌ و إرهاب، كراهية و أحقادٌ و اكتئابْ. هذا هو الجانب الثاني من الاسلامْ، فاقرأْ و تعلّمْ لتدركَ المرام، و تجلو ضبابَ الأوهام، حيث خزعبلاتُ الأيامْ و ترّهاتُ الأحلامْ. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|