Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الثقافي > المنبر الحر ومنبر الأقليات

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-10-2012, 10:27 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,567
افتراضي محمد الحسيني إسماعيل ووفاء سلطان 1 كامل النجار الحوار المتمدن-العدد: 1816

محمد الحسيني إسماعيل ووفاء سلطان 1

بعث لي السيد محمد الحسيني إسماعيل رسالة إلكترونية (إيميل) بعد أن قرأ إحدى مقالاتي، حاول فيها الدخول معي في نقاش حول الإسلام. وكانت رسالته الأولى مهذبة جعلتني اعتقد بأنه شخص متنور يفهم آداب الحوار. ولما كانت الرسالة تحتوي على آيات قرآنية عديدة حاول بها إقناعي أن الإسلام من عند الله وأن الله قد خلق العالم، رددت عليه بأني لا أؤمن بالقرآن ولذلك سوف يكون نقاشنا مضيعة للوقت إن استمر في اعتماده على الآيات القرآنية. وجاء رده مشبعاً بالاتهمام لي بالجهل والسذاجة ثم سألني: وما هي شهاداتك؟
ويبدو أن السيد محمد الحسيني إسماعيل مغرم بالشهادات ويعتبرها الميزان الذهبي لمعرفة مستوى الشحص العلمي والثقافي. وبما أن السيد محمد الحسيني من مصر فلا بد أنه يعتبر أن المرحوم العقاد لم يكن شيئاً لأنه لم تكن له أي شهادات. ولا بد كذلك أنه أعتبر المرحوم الدكتور زكي مبارك، الذي كنت من المعجبين به، أعظم كاتب مصري لأنه كان قد حاز على أكثر من إجازة دكتوراة واحدة، وكان يسمي نفسه الدكاترة زكي مبارك. فمنهم من يغتر بزخرف العلم.

الدكتور محمد الحسيني أخذ على عاتقه أن يفند كل ما كتبته الدكتورة وفاء سلطان، في حلقات مطولة ومليئة بالتكرار، الذي فاق تكرار القرآن لقصصه، واتبع في كتاباته نفس أسلوب التهكم والشتم والاتهام بالجهل الذي يجيده الإسلاميون. ولنبدأ بمقاله الأول:
يقول الدكتور محمد في بداية المقال (وقبل الرد على دكتورة علم النفس .. كان لابد من تقديمها للقاريء حتى يعلم ما هي شخصيتها وما هي هويتها الدينية من خلال ما تكتبه ـ هي ـ عن نفسها) انتهى.
وليسمح لي القارئ أن أقدم له كذلك الدكتور محمد الحسيني من خلال ما كتبه عن نفسه. الدكتور محمد الحسيني له موقع بالإنترنت يسميه (Truth 4 u حيث الحقيقة المطلقة) وهو لا شك عنوان في منتهى التواضع لأن الدكتور محمد رجلٌ مسلم، والمسلمون يمتلكون الحقيقة المطلقة ويمتلك سواهم السراب. يقول الدكتور محمد إنه:
1- تخرج من كلية الهندسة عام 1965
2- التحق بالقوات المصرية المسلحة عام 66 وشارك في حرب 67 وحرب 73
3- حصل على دراسات عليا في الآلات الكهربائية عام 1974 من كلية الهندسة بجامعة عين شمس
4- حاز على الماجستير في الهندسة في أنظمة الحسابات الإلكترونية من جامعة الأزهر عام 1979
5- حصل على الدكتوراة في الفلسفة من كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1983 في هندسة القوى والمحركات الخطية
6- حصل على الدكتوراة في الفلسفة من كلية الهندسة بجامعة ولاية أيوا الأمريكية في عام 1987 في الهندسة الكهربية
7- نشر 13 بحثاً في تكنولوجيا القواذف الفضائية الكهرومغناطيسية في أشهر وأكبر الدوريات العلمية والمؤتمرات العالمية
8- عاصر الحصار العلمي للولايات المتحدة الأمريكية للمنطقة والتي انتهت بإيقاف البحوث الاستراتيجية وتشتت العلماء وبهذا أصبحت مراكز البحث العلمية (خرائب بحثية)
9- وصل إلى درجة لواء وشغل منصب نائب مدير مركز البحوث والتطورات بالقوات المسلحة المصرية. تقاعد عام 1993
10- وحصل على العضويات العلمية العالمية التالية:
أ‌) عضو (متميز) بجمعية المهندسين الأمريكية الدولية
ب‌) عضو (نشط) بأكاديمية العلوم الأمريكية – نيويورك
ت‌) عضو (عالمي) بجمعية تقدم العلوم الأمريكية
ثم كتب تحت هذه القائمة الطويلة، وباللغة الإنكليزية، ما يلي: Formerly
1- Senior member, IEEE (USA)
2- Active member, Academy of Sciences, New York
3- International member of the American Association for the advancement of Science (USA)

ولا شك فإن القائمة تبدي دكتور محمد الحسيني وكأنه عالم متميز من الذين يعدون على الأصابع، ولكن دعونا نتفحص هذه القائمة حتى نعرف درجة الأمانة العلمية عند الدكتور محمد الحسيني. يقول في المدخل الثالث إنه حصل على دراسات عليا في الآلات الكهربائة من جامعة عين شمس. هل ياترى عجزت جامعة عين شمس أن تجد اسماً مناسباً لهذه الدراسات العليا التي يبدو أنها ليست ماجستير ولا دكتوراة؟ أم أن دكتور محمد اعتبر أننا لا نستحق أن يُفصح لنا عن ماهية تلك الدراسات العليا؟
ثم بعد أن حصل على درجة الدكتوراة (التي يصر على ترجمتها ترجمة حرفية ويسميها دكتوراة في الفلسفة) من جامعة القاهرة في القوى والمحركات، نال درجة الدكتوراة الفلسفية في الهندسة الكهربية من جامعة أيوا في أمريكا. ومرة أخرى لا يخبرنا الدكتور في أي موضوع أو فرع في الهندسة الكهربية نال شهادته. فدرجة الدكتوراة تكون في موضوع محدود في الهندسة الكهربائية. وربما استعمل الدكتور هنا ما نسميه الآن (التفكير العرضي) Lateral thinking وهو عبارة عن تقديم نفس الموضوع في صيغة تختلف قليلاً عن الأولى بدل الصعود بالموضوع أفقياً والبحث في مجالات جديدة. هل يا تُرى قدم دكتور محمد نفس بحثه القديم بطريقة جديدة في جامعة أيوا؟
ثم بعد نيله الدكتوراة الثانية نشر ثلاثة عشر بحثاً في أشهر المجلات العلمية والمؤتمرات العالمية. والدكتور محمد يمتلك موقعاً كاملاً بالأنترنت يستطيع أن ينشر به مجلدات، ومع ذلك لم ينشر لنا قائمة بالبحوث العظيمة التي قام بها وأسماء المجلات العلمية الرصينة التي نشر بها بحوثه حتى نستطيع أن نطالعها بأنفسنا لنعرف إذا كان فعلاً قد نشر هذه البحوث في أعرق المجلات العلمية. فعلينا أن نصدق ما قاله الدكتور (إذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام).
ثم رصد لنا الدكتور عضويته في الجمعيات العلمية المشهورة، منها IEEE والحروف ترمز إلى معهد هندسة الكهربائيات والإلكترونيات Institute of Electrical & Electronic Engineering. العضوية في هذا المعهد لا تحتاج إلى أي شهادات عليا. طالب الهندسة يمكنه أن يصبح عضواً. وأي مهندس في أي فرع من فروع الهندسة يمكنه أن يصبح عضوا إذا دفع الرسوم السنوية. ولكي تصبح عضواً متميزاً يجب أن تكون قد تخرجت قبل عشرة سنوات وعملت كرئيس قسم supervisor لمدة خمسة سنوات، ثم تدفع 134 دولاراً أمريكياً بالعام. والعضوية الثانية كانت في أكاديمية العلوم بنيويورك. لكي تصبح عضواً ما عليك إلا أن تدفع 115 دولاراً سنوياً وليس هناك أي شروط أخرى. والطلبة كذلك يمكنهم أن يكونوا أعضاء.. والعضوية الثالثة كانت بالاتحاد الأمريكي لتقدم العلوم. لكي تصبح عضوا عالمياً ما عليك إلا أن تدفع مبلغ 142 دولاراً سنوياً.
ونلاحظ هنا أن العضوية في كل هذه الجمعيات التي ذكرها لا تتطلب أن تكون شخصاً نابغاً في العلوم أو حائزاً على إجازة الدكتوراة. كل من يدفع الاشتراك يصبح عضواً. ونلاحظ كذلك أن الدكتور قد أثقلت كاهله الاشتراكات السنوية فأوقف عضويته ولم يعد عضواً في هذه الجمعيات، ولذلك كتب: Formerly عندما كتب العضوية باللغة الإنكليزية، ولكنه لم يذكر أنه كان عضواً سابقاً في تلك الجمعيات عندما كتب باللغة العربية. وقد حكى لي صديق أن بعض الجراحين الهنود الذين يرسبون في امتحانات الزمالة بإنكلترا يرجعون إلى الهند ويكتب الواحد منهم على لافتة عيادته بالأحرف الكبيرة (زميل كلية الجراحين الملكلية) ثم يكتب بحروف صغيرة جداً تحتها (رسب). والدكتور رغم أنه لم يعد عضواً بهذه الجمعيات فقد كتبها بموقعه ولم يكتب لنا البحوث التي تقدم بها. والغرض طبعاً من إظهار كل هذه الجمعيات والبحوث المزعومة هو إعطاء القارئ فكرة خاطئة عن أهمية الدكتور العلمية. وهناك في المجال الطبي جمعية بسويسرا تمنحك زمالة كلية الجراحين العالمية إذا اثبت أنك جراح ودفعت الرسوم السنوية.
ويقول الدكتور إنه قد عاصر الحصار الأمريكي على البحوث الاستراتيجية في مصر، ذلك الحصار الذي جعل من المختبرات المصرية خرائب بحثية خاوية، ولكن مع ذلك أصبح نائب مدير مركز البحوث بالقوات المصرية المسلحة، فبماذا كان يبحث؟ لا غرو أن مصر خسرت كل حروبها مع إسرائيل وفي اليمن كذلك لأن مدير مركز البحوث ونائبه كانا يترأسان خرائباً خاوية. ولكني استغرب كيف سمحت أمريكا للدكتور، رغم حصارها الشديد على البحوث في مصر، أن ينال درجة الدكتوراة في إحدى جامعاتها وأن يجري بحوثاً مهمة بلغت ثلاثة عشر بحثاً نشرها في أكبر المجلات العلمية؟

وبعد أن قدمت الدكتور محمد الحسيني للقارئ، أبدأ بمناقشة دفاعه عن الإسلام ومحاولته تفنيد ما كتبته الدكتورة وفاء سلطان. وما دفعني لكتابة هذا الموضوع هو بالإصالة عن نفسي وبالنيابة عن دكتورة وفاء سلطان هو تلميح الكاتب كلما ذكر الدكتورة وفاء سلطان، يقول "و الذين من شاكلتها" أو "والذين يهاجمون الإسلام عن جهل". وهو هنا يتبع المصل الذي يقول "إياكِ أعني فاسمعي يا جارة).
يبدأ الدكتور هجومة على دكتورة وفاء سلطان بقوله (وعلى الرغم من عدم وضوح عبارتها وتناقضها الذاتي .. إلا أن ما يهمنا هو اعترافها ـ صراحة ـ بأنها كانت مسلمة .. ثم أصبحت " لا دينية " . ويقول بعض النقاد أن وفاء سلطان وُلدت في طائفة العلويين السورية ( وهي أحد الفرق المنشقة على الإسلام ) ومن ثم ، فإنها ليست منتمية للإسلام كما تدّعي .) انتهى.
ورغم أن الدكتورة قالت إنها كانت مسلمة فإن الدكتور محمد لا يصدقها لأن بعض النقاد قالوا إنها ولدت علوية، والعلويون ليسوا مسلمين، كما قرر الدكتور، كأنما الإسلام شرفٌ كبير تدعيه الدكتورة ويكذبها به الدكتور. أليس هذا هو نفس الكلام الذي سمعناه مؤخراً من الشيخ القرضاوي في مؤتمر الدوحة للتقارب بين المذاهب، ذلك المؤتمر الذي باعد بين المذاهب بدل أن يقرّب بينها بسبب تعصب الشيخ القرضاوي؟ فلا فرق بين من درس في الأزهر ومن درس في الجامعات الأمريكية.
ويستمر الدكتور فيقول (تعتمد على " كتب التراث " في كل ما تكتب ، والمعروف أن هذه الكتب بها الكثير من الغث والقبيح ، بسبب الإسرائيليات والموضوعات المدسوسة فيها .. بهدف ضرب الإسلام العظيم من داخله .. مثلما سبق وتم تحريف الكتاب المقدس من قبل ..!!! وعموما ؛ هي لا تجيد سوى الهجوم على الإسلام بدون دراسة أو حجج لأسبابها ـ النفسية ـ الخاصة ، لأن من المعروف في الوقت الحالي .. أن أسهل الطرق في الغرب لجني المال والشهرة والنجومية هي في مهاجمة الاسلام فحسب ..!!! ) انتهى.
فالدكتور، رغم شهاداته العديدة وعضويته بكل تلك الجمعيات الأمريكية، يؤمن بنظرية المؤامرة، وأن كل العالم يتربص بالدين العظيم الذي انتج لنا القنابل البشرية والسيارات المفخخة، وكلهم، بالتعاون مع إسرائيل، يريدون إنهاء الإسلام. ولذلك أدخلوا في كتب التراث كل هذه الإسرايئليات. ما أذكى هؤلاء اليهود الذين استطاعوا رغم قلة عددهم إدخال ما يريدون في كتب الحديث وكتب السيرة وحتى كتب التاريخ الإسلامي. لا بد أن الدكتور عندما كان بأمريكا لم يزر الأماكن العامة ليرى بأم عينه أن كل مكان عام تقريباً به مكان لصلاة المسلمين، وعدد المساجد بأمريكا يفوق عددها ببعض البلاد الإسلامية. وفي أوربا يوجد مسجد أو مكان للصلاة في كل محفل أو مبني عام. فكيف يُعقل أن يكون هؤلاء الناس متآمرين على الدين العظيم، بينما نمنع نحن غير المسلمين من الاقتراب من مكة والمدينة ونمنعهم من بناء كنائسهم أو حتى ترميمها، ونصرخ بملئ أفواهنا أن التوراة والإنجيل محرفتان، كما ذكر الدكتور في مقاله هذا، ولا نكون متآمرين على دينهم؟
وبعد أن استكثر على الدكتورة وفاء سلطان أنها كانت مسلمة في صغرها، أعلن على الملأ أنها صليبية فقال ((وربما تتأكد صليبيتها من خطابها في أحد مؤتمرات الأقباط المنعقد يوم الأربعاء 23 نوفمبر 2005 .. حيث تقول بحق صليبي الذي أحمله على ظهري . أقول لكلّ النساء في وطني عندما يقف الله ضدّ المرأة .. سأقف ضدّ الله !)) انتهى.
وطبعاً الدكتوره كانت قد قصدت صليباً معنوياً، أي كما يقول الإنكليز Figurative speech. والدكتورة حتماً لا تحمل صليباً خشبياً على ظهرها. وكثير من الكتاب والشعراء العرب يقولون: كالمسيح أحمل صليبي، ولا يعنون أنهم مسيحيون.
ثم انتقل الدكتور إلى موضوع الجنس في الإسلام، فقال (تقول دكتورة علم النفس :[ الإسلام ، وخلافا لجميع الأديان والديانات ، هيّج الغريزة الجنسية لدى الرجل ولم يعقلها ، أطلق عنانها بلا أدب أو أخلاق . ] انتهى. ورد الدكتور عليها بقوله: (بداية ـ وباختصار شديد ـ أقول لها .. بأن كل ما عمل عليه الإسلام ـ فيما يتعلق بالجنس ـ هو تقنين العلاقة المقدسة بين الرجل والمرأة . فكل ما طلبه هو حضور : شاهدي عدل ( أي شخصان بالغان ) على عقد الزواج .. وعند انتهاء هذا العقد اشترط أيضا حضور شاهدي عدل على عقد الطلاق .. وأن تستبريء المرأة لرحمها .. حتى : (1) تنسب الأطفال لأبيهم في حالة حمل المرأة من جانب ، (2) وحتى لا يحرم الأبناء من حقهم الطبيعي في إنفاق الأب عليهم وتوليه مسئولية رعايتهم من جانب ثاني ، (3) وحتى لا يحرم الأبناء من حقهم الشرعي في ميراث الأب ـ في حالة وفاته ـ من جانب ثالث) انتهى
ولا أدري ما دخل الميراث والطلاق في إباحة الممارسات الجنسية العديدة التي أباحها الإسلام من نكاح ما ملكت أيمانكم ألي زواج المتعة والآن زواج الفرند وزواج المسيار، وكلها لا تتطلب شهوداً ولا طلاقاً ولا نفقة. أما استبراء المرأة لرحمها قبل الزواج فلم نر أن رسول الإسلام قد طبقه عندما دخل على صفية في نفس اليوم الذي قتل فيه زوجها.
ثم أكثر الدكتور من نقد أسلوب الحكايات الجنسية في العهد القديم ومغامرات داود ولوط وغيرهما، وتهكم على أسلوب العرض وقارن ذلك مع الأسلوب العرضي الجميل في لغة القرآن، فقال [ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) ] ( القرآن المجيد ـ الأعراف {7} : 189 ). انتهى. ثم أردف قائلاً (هل أدركت ـ يا دكتورة علم النفس ـ الرقي في المعاني في العرض القرآني ..؟!!! هل أدركت الفرق بين .. فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْعرض الجنس المتسامي في القرآن العظيم .. .. وبين الهبوط الأخلاقي للأنبياء وعرض الجنس في الكتاب.. المقدس ..) انتهى.
فالدكتور يعتقد أن جمال كلمة (تغشاها) تضفي على القرآن قدسية غير التي يجدها المسيحيون في كتابهم. ولكن الدكتور تفادي أن يذكر الآيات العديدة التي يقول فيها القرآن (أنكحوا )، والأحاديث التي يقول فيها نبي الإسلام (استحللتم فروجهن)، كأنما المرأة هي فرج لا غير. وكون لغة الإنجيل غير مهذبة فيما يختص بالجنس لا يعني أن القرآن قد عامل الجنس معاملة أرقى أو أفضل. وكما يقول الإنكليز: Two wrongs do not make a right . فلو تركنا اللغة جانباً، فإن التشريع الإسلامي عن المرأة والجنس تشريع مخذي ويحط من كرامة المرأة ويختزلها في عضوها التناسلي فقط.
ويستمر الدكتور فيقول (وحتى إن وجدت بعض الأخطاء ـ يا دكتورة علم النفس ـ من المسلمين والحكام العصاة .. فكان التوقع منك أن تفهمي جيدا ـ بحساب علمك ـ بأن هذه الأخطاء يجب أن يتحملها العصاة من المسلمين والحكام أنفسهم والذين أساءوا إلى الدين .. والإسلام العظيم منها براء ..!!!) انتهى
وليس هناك من أساء إلى الدين الإسلامي العظيم. فالحكام والمسلمون منذ بدء الإسلام إلى اليوم استمدوا وما زالوا يستمدون السند من القرآن والسنة لكل ما يقومون به من ضرب النساء والأطفال واغتصاب البنات الصغيرات والنساء وامتلاك واستغلال النساء والرجال (ما ملكت أيمانكم). وحتى ظلم الرعية وجدوا السند له في القرآن الذي يقول لهم أطيعوا أولي الأمر منكم، وفي السنة التي تقول لهم (على المسلم الطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية) (البخاري 2796). وهذا هو أبو ذر الغفاري عندما جاءه نفر من العراق بعد أن نفاه عثمان إلى الربذة، فقالوا له (يا أبا ذر فعل بك هذا الرجل وفعل، فهل أنت ناصب لك راية، فقال: لا تذلوا السلطان فإنه من أذل السلطان فلا توبة له، والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة لسمعت وصبرت ورأيت أن ذلك خير لي.) ( تاريخ الإسلام للذهبي).

ثم يقول الدكتور (وقد أعابت الدكتورة الفاضلة على الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) زواجه من السيدة " عائشة " .. وهي في سن التاسعة من عمرها .. بعد أن تخطى الخمسين من عمره ( على الرغم من أن كل زيجات النبي ـ ص ـ كانت ذات أهداف دينية وتعليمية ) . والسؤال الآن : هل الزواج ـ بأي صيغة ـ أفضل .. أم الزنا .. وزنا المحارم السابق عرضه في الكتاب المقدس أفضل ..؟!!! وهل تعلمي ـ يا دكتورة علم النفس ـ أن سليمان الحكيم ( أو النبي ، عليه السلام ، من المنظور الإسلامي ) ـ في الكتاب المقدس ـ كان متزوج من سبع مئة من النساء ، وربما كان فيهم أصغر من هذه السن التي تعترضي عليها ، كما كان ـ سليمان الحكيم ـ يمتلك ثلاث مئة من السراري .. بل وجعلته نسائه يشرك بعبادة الله ( عز وجل ) .. ويسجد لآلهة أخرى غير الله ( سبحانه وتعالى ) .. وهاك النص المقدس ..) انتهى
ولا يسعني إلا أن أقول للدكتور إن الزنا بالنساء البالغات أفضل بكثير من زواج طفلة عمرها تسعة سنوات. هل يمكن عقلياً أن يجيز إله في السماء لنبي من أنبيائه أن يمارس الجنس مع طفلة لا تعرف ما هو الجنس؟ أما كون سليمان كان متزوجاً من ثلاثمائة أو سبعمائة زوجة فهذا ليس عذراً لمحمد أن يتزوج ما يربو على العشرين زوجة ويضيف عليهن ما ملكت يمينه ثم يتزوج طفلة أصغر من أصغر بناته
وبعد أن استعرض الدكتور قصص الزنا والفاحشة في الفاتيكان وفي الكنائس، قال (كما تعلمي جيدا ( بحكم وجودك في الولايات المتحدة ) .. تفشي الخيانة الزوجية في الأسرة الأمريكية ، هذا إن وجدت الأسرة أصلا ، فمعظم الأسر الأمريكية هي أسرة الوالد الواحد ( one Parent Family ) . وعلى حسب بعض الدراسات الرسمية وجد أن 30% من الأبناء ليسوا أبناء الآباء ..!!!) انتهى.
والذي يقرأ ما كتبه الدكتور يعتقد أن مصر وبقية الدول العربية والإسلامية ليس بها ابناء سفاح وليس بها خيانة زوجية. ربما أن الدكتور لم يقرأ عن إحصاءات الأطفال المشردين في مصر نتيجة الزواج العرفي وعدم اعتراف الأب بأبوية الأطفال. ويتكرر نفس الشيء في العراق الآن بعد أن أصبح الزواج العرفي متفشياً في الجامعات. أما في إيران الإسلامية فالمشكلة أكبر بكثير. وليس هناك بلد عربي ليس به ملاجيء لأطفال السفاح. فمن السهل على المسلمين محاولة التكتم على الأوضاع ودفن رؤوسهم في الرمال والتظاهر بأن مثل هذه الأشياء لا تحدث عندهم. كل ما يحدث في الغرب يحدث في البلاد الإسلامية. الفرق الوحيد هو أن الغرب يعترف بالواقع ويواجه المشاكل ويحاول إيجاد الحلول لها إن أمكن ذلك، بينما في البلاد الإسلامية يكنسون القذارة تحت البساط لإخفائها عن العيون.
ثم ينتقل الدكتور إلى العلاقة الجنسية في الإسلام فيقول (. فالعلاقة بين الرجل والمرأة ـ من المنظور الإسلامي ـ تسمو كثيرا فوق العلاقة الجنسية أو الجسدية .. كما جاء في قوله تعالى ..
[ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (189) ]) انتهى.
ولعمري هذه أكبر فرية قرأتها حديثاً. فما هي هذه العلاقة السامية بين الرجل والمرأة في الإسلام؟ أهي العلاقة التي يقول عنها القرآن: (نساؤكم حرث لكم فآتوا حرثكم أني شئتم) وهل المودة التي عناها الإسلام هي إباحة ضرب الرجل زوجته أم الأحاديث العديدة التي تقول (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه ولم تجبه باتت تلعنها الملائكة)؟ أم الحديث الذي يقول: سئل رسول الله: ما حق الرجل على زوجته، فقال (لا تصوم يوماً إلا بإذنه، فإن فعلت لعنتها ملائكة الله وملائكة الرحمة، وملائكة الغضب، حتى تفيء أو ترجع) (أحكام النساء، لابن الجوزي، ص 209). أم المودة هي التي عناها ابن القيم الجوزية عندما قال عن الرجل الذي حلم أنه يدخل في الأرض، فقال عنه إنه أوَّلَ (فسّر) المرأة بالأرض إذ كلاهما محلُ الوطء (زاد المعاد لابن القيم، ج3، ص 346). أم هي الحديث الذي رواه الشيخان، ويقول (أيضرب أحدكم امرأته كما يضرب العبد، ثم يجامعها في آخر اليوم؟) وهذا الحديث لا يمنع ضرب النساء إنما يوصي بتخفيف الضرب لأن هناك حديث آخر عن ابن سعد والبيهقي عن أم كلثوم بنت أبي بكر قالت: (كان الرجال نهوا عن ضرب النساء، ثم شكوهن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخلى بينهم وبين ضربهن ثم قال: "ولن يضرب خياركم". ) فالإسلام أيها الدكتور ليس به شيء واحد حسن فيما يتعلق بمعاملة المرأة.
وعندما اعترضت الدكتورة على الآية التي تقول (نساؤكم حرث لكم) قال لها (والآن ؛ أقول لها إن ذكر المولى ( عز وجل ) لكلمة " حرث " تعني أن المرأة لا يجب مجامعتها إلا في مكان وضع البذرة لنمو الجنين .. وبالتالي التحريم الضمني أن تؤتى المرأة في دُبرها ـ أي تحريم الشذوذ الجنسي ـ لحماية المرأة والرجل من كثير من الأمراض المهلكة كالأيدز وخلافه) انتهى.

ولعلم الدكتور فإن كلمة (أنّى) تعني حيث، أي في أي مكان، كما تعني (متى). والله كان في إمكانه أن يزيل الغموض ويقول آتوا نساءكم متى شئتم، لكنه قال أنّى شئتم، وفتح الباب للفقهاء أن يقولوا ما يشاءون. فقد روى إسحاق أن آية (نساؤكم حرث لكم) نزلت في إتيان النساء في أدبارهن. وأخرج هذه الرواية إسحاق في مسنده، وأخرجه أبو جعفر بن جرير الطبري في تفسيره. وعن ابن عمر قال: إنما نزلت على رسول الله رخصةً في إتيان الدبر. (العجاب في بيان الأسباب لابن حجر العسقلاني، ص 378). وإذا كان الإسلام قد أراد تحريم جماع الدبر، لماذا حرمه تحريماً ضمنياً كما يقول الدكتور؟ لماذا لم يتضمنه في الآيات التي تقول (حُرمت عليكم ...)؟ فالإسلام أيها الدكتور ملئ بالثقوب الفقهية ولا يجوز لك أو لأي شخص آخر أن يجزم القول بما يراه هو صحيحاً ويراه غيره غير ذلك.
وكلمة أخيرة في أذن الدكتور الكهربائي الذي يتحدث عن الطب بغير علم، إن انتشار مرض فقد المناعة المكتسب، الأيدز، لا تقتصر أسبابه على الجماع في الدبر، بل يفوق عدد الحالات التي نتجت من الجماع بين المرأة والرجل في قبل المرأة عدد جميع الحالات التي نتجت وتنتج من الجماع في الدبر بآلاف المرات. أكثر من 60 بالمائة من حالات الأيدز توجد الآن في إفريقيا، وأكثر من 90 بالمائة من هذه الحالات تنتج عن جماع بين المرأة والرجل وفي القبل. وقد فاق عدد المصابين بالأيدز في مصر المحروسة المسلمة 12000 حالة حتى نهاية 2003م. 64 بالمائة منها نتجت من جماع بين رجل وامرأة، و31 بالمائة من عمليات نقل دم، (http://www.middle-east-online.com). فإذا كان الإسلام قد حرّم الجماع في الدبر (وهو لم يحرمه) فلماذا لم يحرّم نقل الدم من شخص لآخر ليمنع انتشار الأيدز؟ وفي الحقيقة فإن انتشار الأيدز في البلاد الإسلامية سببه هوس رجال الدين بالتكاثر حتى يباهي نبي الإسلام بقية الأنبياء يوم القيامة بعدد أتباعه، ولذلك منعوا استعمال وقاء الذكر المانع لانتشار الأيدر Condom.
وللحديث بقية
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:12 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke