فكرةُ التكفير العمياء شعر: فؤاد زاديكه

[fouadzadieke]

فكرةُ التكفير العمياء

شعر: فؤاد زاديكه

لا ينبغي تكفيرُ أيٍّ كانَ

مَنْ خطِّ هذا, يتبعُ الشّيطانَ

فالناسُ في افكارهم أحرارٌ

و الجرمُ إنْ هم كفّروا الإنسانَ.

إنْ عشنا لا نستشعرُ الأخطارَ

و الظلمَ و البلوى فما أغبانا!

مَنْ ذا الذي أعطاكمُ ذا الحقَّ؟

هذا اختراعٌ فجّرَ الأحزانَ

يستأسدُ الجُهّالُ باستعلاءٍ

هم يجهلونَ الروحَ و الديّانَ

في ظنّهم أنّ التعدّي حقٌّ,

و الشّرعُ يقضي "قَطّعوا الأبدانَ"

جهلٌ و فوقَ الجهلِ استخفافٌ

بالعقلِ في ما يقتلُ الوجدانَ

يستلُّ قلبُ الكرهِ سيفَ العنفِ

مستخدماً فكراً بغى أزمانَا

لا يتركُ الإنسانَ بالإنسانِ

بل لا يُبَقّي منه شيئاً كانَ

لا ينبغي قطعاً, و مهما صارَ

أنْ نفقدَ الإحساسَ و الإيمانَ

بالعدلِ في مشروعِهِ المعهودِ,

بالعيشِ شَملاً يجمعُ الألوانَ

ما ممكنٌ أن نقبلَ التكفيرَ

هيّا أعِدّوا العدّةَ استهجانَا

مَنْ لا يُراعي حقَّ كلِّ الناسِ

لا يعرفُ القانونَ و الميزانَ

عبدٌ لهذا الفكرِ, ما مِن شكٍّ

في ذا التمادي, يعبدُ الأوثانَ

كلُّ الذين استهتروا بالنفسِ

أو أهملوا ما يرفعُ الإنسانَ

لم يبلغوا في رشدِهم مثقالاً

مِن ذرّةٍ, بل أجهلوا أطنانَا

هذا التباسٌ صاعقٌ يؤذيهم

و الغيرَ أيضاً, يهدمُ الأوطانَ.