Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
سؤالٌ وَجيهٌ بقلم: فؤاد زاديكى
سؤالٌ وَجيهٌ بقلم: فؤاد زاديكى في هذه الأيّام هناكَ حربٌ إسرائيليّةٌ على حركةِ حماس الإرهابيّة في قطاعِ غزّة, و إلى جانبِها على الطّرفِ الآخر من الفضاءِ الأزرق, و كلّ وسائل الإعلام على مختلفِ أنواعِها حربٌ أُخرى, لكنْ مِنْ نوعٍ آخر. [/size][/right]
إنّ ما نَراهُ و نسمعُهُ و نقراؤوهُ و نتابعهُ ببالغِ الاهتمام, هو أنّ تسعين بالمائةِ مِن المشاركين العرب و الإسلاميين, يريدون استمرار هذه الحرب, بل يدعون إلى توسيع رقعتِها, بنشر فتيلها إلى مناطق و بلدان أخرى, و قد غابَ عن بالِهم, أنّ ذلك سيكون مُدَمِّرًا لأغلب الدّول العربية و الإسلاميّة, التي قد تنخدع و تنساق إلى هذه الدّعوات الطّائشة, بل أنّ أنظمة حكم عربيّة كثيرة ستنهار و تسقط, و أراضٍ جديدة سوف يتمّ احتلالها و أنّ آلافًا كثيرةً من أبناء هذه البلدان ستتناولها محرقةُ الحربِ الواسعة. العربُ بطبعهم و طريقة تفكيرهم, ينقادون إلى عواطفهم, التي تقودهم دائمًا إلى الهزيمة و الخيبة و الفشل, الكلّ يعلمُ أنّ أمريكا و بريطانيا و معهما فرنسا و المانيا و معظم دول حلف النّاتو ستدخل على الخطّ, فهل سيكون لإيران أو مصر او العراق أو سورية أو أي بلد عربي آخر إمكانية النّجاة من تبعة هذه الحرب المدمّرة و المُكلِفة؟ أم هل بالشّحن العاطفي و بالصّراخ و التّهويل سيتمّ تدمير هذه الأساطيل التي تعتبر من أقوى أساطيل العالم و أشدّها فتكًا و تدميرًا؟ لقد رأينا بعض الفيديوهات الممسوخة و هي تصوّر كيف أنّ صواريخ و مسيّرات الحوثي قامت بتدمير و إإراق حاملة الطائرات الأمريكية أيزنهاور أو غيرها, إنّهم يخلقون أكاذيب كي يتحقّق حلمهم, و هي أوهام كبيرة تنجلي عن خيبة أملٍ كبيرةٍ و قاسيةٍ, فهل بالبكاء و صرخات الله أكبر و النّصر قريب و إنّ الله سينصر المجاهدين يمكن أن يتمّ تحرير شبر واحد من الأرض؟ أو أن تحصل خطوة واحدة في طريق النّجاح في مشاريع الحياة؟ بالحقيقة أتابع الكثير من هذه التّصريحات و التّحليلات و الآراء و الدّعوات, فأقف مندهشًا, لأنّ أمّة العرب, هي الوحيدة التي لا تستطيع دراسة التّاريخ بشكلٍ صحيحٍ لاستخلاص العبر و استنتاج النّتائج. هي أمّة مازالت تعيشُ على أوهام كبيرةٍ و مع هذه الأوهام, تعيش فكرة و رؤية غير واقعيّتين, و لهذا فهي لا تستطيع التقدّم خطوةً واحدة نحو الأمام. لنفترض أنّ العرب جميعَهُم, هبّوا لِنصرة حركة حماس, بما فيهم الدّول الإسلاميّة مثل باكستان و إيران و تركيا, فهل ستتمكّن هذه الدّول من تحقيق أيّ نصر عسكري على أمريكا و حلفائها بما فيهم إسرائيل؟ إنّ إسرائيل لوحدها قادرة على مواجهة العالم العربي كلّه مجتمعًا, ألا يَكفي لهؤلاء الغوغائيين أصحاب الأفكار المسمومة و العنفيّة الإرهابية المتشدّدة أن يكفّوا عن هذا الهراء, و يبلعوا ألسنتهم كي لا تتعبهم بكثرةِ النّباح؟ ليس بالكلام يتمّ تحقيق الأفعال, و ما كلُّ ما يتمنّى المرءُ يُدركه, عليكم أن تفهموا يا عرب و يا مسلمون أنّكم لستم في عصر رسولكم, الذي غزا و سبى و احتلّ بلدان الغير بقوّة السيف ليفرض عليهم الدّين الجديد, أنتم تعيشون في عالم من نوع آخر تمامًا, فالعرب هم أفشل أمّة و هم غير قادرين حتّى على توحيد كلمتهم, إنّ مصر و الأردن و الإمارات و البحرين مرتبطة بمعاهدات سلام مع إسرائيل, و السعودية و قطر و تركيا لا تستطيع قول لا لأمريكا, التي وضعتهم تحت عباءة حمايتها لهما, و كلّ ما تسمعونه من تصريحات إعلامية من هذه الدّول فهي فقط من أجل رفع العتب و تبرير مواقفها أمام شعوبها, ليس لها أيّ وزن أو مفعول أو اعتبار عملي. ربّما لن يروق منشوري هذا لبعض الواهمين, الذين يعيشون في قمقم غياهب الجهل و الكراهية و العنصريّة, إلّا أنّ تحليلي هذا هو منطقيّ و سليم سيفهمه و يستوعبه و يحترمه كلّ ذي منطق و فهم و رؤية موضوعيّة لِما يجري في هذه الأيّام. إسرائيل ماضية في خطّتها, و هي لن تتوقّف إلى أن تحقّق جميع الأهداف الموضوعة لهذه الخطة, و التي كلّفت و تكلّف الأموال و الأرواح الكثيرة. عليكم أيّها العرب استيعاب و فهم كلّ ما يجري, لأنّه خطير للغاية, و نهايته لن تكون سعيدة لكم و خاصّةً للعنصريين الصّلاعمة منكم, الذين مازالوا يحلمون بإعادة الخلافة, و التي كانت في عصرها بلاءً على المجتمعات الإنسانيّة. شيءٌ مِنَ الموضوعيّة, و قليلٌ مِنَ المنطقِ ما أنتم بحاجةٍ ماسّةٍ إليه أيّها العربان أو الأعراب أو العرب (سمّهم ما شئت), كلّ مَنْ لا يؤمن بحقّ الآخر, و لا يسعى إلى التّآخي و السلام و العيش المشترك مع الغير, ليس جديرًا بالحياة, لأنّ الحياة بناءٌ و ليست هدمًا, و أغلب العرب و المسلمين هم من دُعاةِ الهدم و ليس البناء, يعيشون ضمن قوقعة أفكارهم المحصورة ضمن نطاق و اعتبار الدّين, إنّهم أسرى لدينهم, و هذا ما يعقّد أمورَ حياتهم, لأنّ دعوات دينهم ليست إلى الإيجابيّة على الإطلاق. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|