Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
علاقة الناس ببعضهم 5 بقلم: فؤاد زاديكه
علاقة الناس ببعضهم 5 بقلم: فؤاد زاديكه
من المسلمين من لن يصدّق ما جاء عن رسول الإسلام من أفعال شنيعة, و ما كان عليه من خلق ليس من مكارم الأخلاق بشيء البتة, و منهم من قد يصدّق ذلك و لكن يسعى لإيجاد مبرّرات لمثل تلك التصرفات, و لا يمكن أن تكون هذه المبرّرات بأقلّ من تلك السلوكيّات المنحدرة أخلاقيّاً, حيث ضعف الحجّة و انعدام الحيلة في تبرير مثل تلك الأفعال و الأعمال غير الأخلاقيّة و التي تدلّ على انحرافٍ واضح في الأخلاق و القيم المتعارف عليها. إنّ ما قام به رسول الإسلام و مارسه من سلوكيّات يرفضه مبدأ مكارم الأخلاق و يتعارض مع الخلق الحسن - و من المفروض أن يكون الرسول قدوة للمسلمين و مثالاً يحتذى به - حاول المسلمون, و يحاولون على الدوام إضافة صفات خلقيّة جديدة على الرسول و لصق صفات به, لم يكن عليها يوماً, كما لم تكن من أخلاقيّاته المعروفة و التي تحدّث عنها مؤرخو الإسلام بوضوح و بالتفصيل المملّ. و ممّا يحاوله المسلمون خطأً هو أنّهم يصفون عصر ما قبل الإسلام بالعصر الجاهليّ, و هذه التسمية غير دقيقة و غير صائبة فالعصر الذي سبق الإسلام كان عصر تقدم فكري و إلمام بالقراءة و الكتابة و عصر معرفة الإله الواحد و عصر احترام المرأة, فإذا قيل عن أنهم كانوا في بعض الأحيان يئدون البنات لكرههم لهن, فإنّ الإسلام يئد المرأة كلّ يوم بما سنّه من شرائع و قوانين تغبن حقّها و تحطّ من قيمتها و تحرمها من حقوقها, و تعتبرها عالة على المجتمعات بل أنها عورة و طفرة خلقها الله. كلّ هذه المحاولات التي يقوم بها المسلمون يائسين هي من أجل إعلاء شأن الإسلام و تصويره على أنّه جاء ليحرّر الإنسان و المرأة, إنّما تهدف إلى إعطاء أهمية كبيرة لهذا الدين و لتعظيمه بغرس مثل تلك الأوهام و الترّهات في عقول الناس. يتّهم المسلمون بأن عصر الجاهلية و بالأصح عصر ما قبل الإسلام ظلم المرأة, و من المعروف و الشائع و المعمول به في جميع المجتمعات الإسلامية هو أنّ المرأة لا رأي لها و لا قرار و هي عبد مملوك و سلعة لدى الرجل غايتها الأساسية إنجاب الأولاد و إمتاع الرجل و ليس غير ذلك, إنّها ليست شريكاً فاعلاً في الحياة و هي تُمنع من العمل و مِنْ تسلّم المناصب و من المشاركة في القرار السياسي أو الديني, لأنها ناقصة عقل و دين و هي عورة يُخجل منها, بالمختصر فإنّ المرأة - في المجتمعات الإسلامية – مسلوبة الإرادة و مهضومة الحقوق, لا يسمح لها حتى بإدارة شؤون حياتها كشخص مستقل, فهي تابع للأب و من ثم للأخ و من ثم للرجل في نهاية الأمر. كما يتّهم المسلمون العصر الذي سبق الإسلام بأنّه عصر عبادة الأوثان و الأصنام و الآلهة المتعددة و أنّ دين النبيّ هو الذي دعا إلى عبادة الله الواحد الأحد و هذه كذبة كبيرة و تزوير للحقيقة و تشويه للواقع, إذ كانت هناك ديانتان رئيستان في شبه جزيرة العرب قبل الإسلام هما اليهوديّة و النصرانية و كلاهما تدعوان لعبادة الله, كما كان هناك الحنيفيون الذين كانوا محسوبين على ابراهيم, و إذا لم يكن ما أقول صحيحاً فمن اين جاءت تسمية (عبد الله) والد النبي محمد؟ و أمثلة كثيرة لا حصر لها لن نأتي على ذكرها فهي محفوظة في بطن كتب المسلمين أنفسهم. و قد جاءت آيات كثيرة في القرآن كتاب المسلمين يذكر هاتين الديانتين. اليهودية و النصرانيّة. من الظلم و الإجحاف أن تُطمس كلّ هذه الحقائق و تُداس تحت نعل همجية الإسلام و مسعى عدم قبوله الآخر أو الاعتراف به. فالإسلام لم يأت بكلّ جديد و كلّ حسن و كلّ مليح بل هو أبقى على الكثير جداً ممّا كان سائداً في العصر السابق للإسلام و منها الحج و الطواف حول الكعبة و زيارة الكعبة و صوم رمضان و الزواج بأكثر من امرأة و غيره و غيره. إذا كانت الجاهليّة هي التي سادت ذلك العصر – على حدّ زعم المسلمين – فهل يعني هذا أنّ جميع الشّعراء و الأدباء و الكتّاب و رجال الدين اليهودي و النصراني كانوا على الجهل؟ و ماذا يعني الجهل؟ إنّ الجهل هو عكس التعلّم و عكس العلم و المعرفة, فمن يرى تلك الأدبيّات الراقية و تلك الصّور الشّعريّة و تلك الأمثال و الحكم الرائعة و ما هي عليه من جماليّات الوصف و السّبك و من مخيّلة و عاطفة و أحاسيس و ذوق و تذوّق للحياة بكلّ ما فيها من روائع الجماليّات, يعلم حقيقة دجل المسلمين و الغاية التي سعوا من أجلها لتجميل صورة الإسلام و إضافة هالة من الكمال عليه و هو ما لم يتحقق. يقول الدكتور (طلس) " إنّ أقدم النصوص العربيّة الفصيحة التي عُثر عليها ترجع إلى الفترة التي تمتدّ من القرن الثالث بعد الميلاد إلى القرن الخامس (أي قبل ظهور الإسلام) و هذه النصوص هي الشّعر الجاهلي و الحكم الجاهليّة و لكن منْ يدقّق في هذه النصوص يجدها كاملة مهذبة, ذات نحو متّسق و صرف منظّم و قواعد عروضيّة و شعريّة راقية, و لا شكّ في أنّ اللغة العربيّة قد مرّت بأطوار بعيدة العهد, تطوّرت فيها و تدرّجت إلى هذا الكمال, الذي وجدناه في الشّعر الجاهلي, ثمّ في القرآن" تاريخ الأمة العربيّة جزء 1 و الصفحة 149, فهل هذا جهلٌ؟ أم أنّه رقيّ فكري و عاطفي و سموّ اجتماعي؟ حتّى أنّ الدكتور (ناصر الدين الأسد) يردّ على وصف هذا العصر بالأميّة و الجهل قائلاً" غير أنّ هذا الوصف بالأمّية لا يعني في رأينا (و القول له) الأمّيّة الكتابيّة و لا العلميّة, و إنّما يعني الدينيّة أي أنّه لم يكن لهم قبل الإسلام كتاب ديني ( و هنا أستوقف الكاتب لأقول له إنّ هذا الكلام غير دقيق, فالإنجيل و هو كتاب النصارى المسيحيين و التوراة كتاب اليهود كانا موجودين و مقروئين و منتشرين في تلك البقاع) و من هنا كانوا أمّيين دينيّاً ( على حدّ قوله) " و هنا أردّ بالقول ما انتشار القراءة و الكتابة بين صفوف العرب قبل الإسلام سوى الدليل على وجود التوراة و الإنجيل و على انتشار اليهودية و النصرانية الواسع في ذلك العصر و في تلك المنطقة من العالم, و قد تأثر الإسلام بهما أيّما تأثير و هو واضح في القرآن و كتب السيرة و الأحاديث, و من هؤلاء المعروفين يوسف بن الحكم الثقفي و ابنه الحجاج و جُفينة و عدي بن زيد العبادي و زيد بن ثابت و ورقة بن نوفل و قس بن ساعدة و غيرهم كانوا كلّهم على النصرانيّة. يعاني المسلمون من معضلة عدم الاعتراف بالآخر و هذا يدفعهم إلى الخوف من هذا الآخر و بعدم الثقة به أو التعامل معه و كلّ هذا يدعو إليه كتاب المسلمين و يعلّمه للمسلمين بل و يفرضه عليهم, بدعوى أن كلّ من هو غير مسلم يكون كافراً و عقوبة الكفر القتل. إنّ ظهور التنظيمات الإسلامية المتطرفة و صعود نجمها و قوة نفوذها يجعل الكثير من المسلمين (المستعدّين أصلاً لمثل هذه الظروف و الحالات) ينخرطون في صفوف تلك الجماعات المتطرّف و التي تمثّل صورة الإسلام الحقيقي, و كلّ ادّعاء بأنّ هذا لا يمثّل الإسلام يكون غير صحيح, لأنّ الإسلام دين عنصري و متطرّف يقوم على رفض الآخر و على القضاء عليه أو إرغامه بالعنف و بالقوة على الدخول في الإسلام. إذاً يبقى العنف هو مبدأ الإسلام السائد و يبقى الخوف من الآخر و النظر إليه بعين الريبة و الخيانة و التآمر هو ما يجعل المسلمين يعيشون في قمقم ليس من السهل عليهم الخروج منه. لكي تحترم الآخر عليك أن تحترم نفسك بداية, فهل يحترم المسلمون أنفسهم لكي يحترموا غيرهم؟ من يحترم نفسه, لن يعتدي على الآخر و لن يعادي الآخر و لن يرفض الآخر و لن يكفّر الآخر و لن يُرهب الآخر و لن يتعامل مع الآخر على أساس أنه أدنى منه بالمرتبة و بالدرجة و بالنهاية فالكلّ بشر, و لن يقول له أنا فقط و أنت لا. لكي يخرج المسلمون من هذه الدوامة يتوجب عليهم أن ينفتحوا عقليّا و يتثقفوا فكريّاً و يتسلّحوا علميّاً و يتقوّوا إنسانيّاً و يتعفّفوا أخلاقيّاً, بهذا يمكن لهم أن يقبلوا الآخر و أن يتعايشوا معه بدون مشاكل و بدون إرهاب و كراهية. ليعملوا بمقولة الدين لله و الإنسانيّة للجميع, هكذا ستصحّ أفكارهم و ستتعافى نفوسهم و سيتلعمون ما معنى حقّ الآخر و ماذا يعني ذلك الآخر بالنسبة لهم. انتهى التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 07-09-2015 الساعة 09:51 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|