Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
حقاىقٌ يتمُّ إغفالُها بقلم فؤاد زاديكى
حقائقٌ يَتمُّ إغفالُها بقلم فؤاد زاديكى إنّ أكثرَ ما يُثيرُ الاستغرابَ و الدّهشةَ, قولُ بعض إخوتنا المسلمين, أثناء ردودهم على بعض المشاركات إنّهم يؤمنون بالمسيح أو بعيسى ابن مريم و يحترمونه, و ذلك لإظهار أنّهم يحترمون معتقدَ الآخر, أو ليسوا ضد هذه الأديان, و الحقيقةُ أنّ ما يقولونه هنا ليس أكثر من كلام إنشائي لا معنى له, فهم لا يؤمنون بما يقولون على الإطلاق, و الغاية من ذلك كما قلنا هي دفاع سلبي عن معتقدهم, لأنّ الإسلام دينٌ إقصائيّ, فهو لا يعترف بغيرِه من الأديان, ولا بأيّ نبيّ إلّا كما رسمه الإسلام لهم, فالمحاولة إذًا تهدفُ إلى إظهار المسالمة و الانفتاح و قبول الآخر, لكنّ الذي يتعمّق بما بُنيَ عليه الإسلام, فهو لن ينخدع بسهولة في مثل هكذا قول, فالمسالمة و المُهادنة ليست من طبيعة المسلم إلّا إذا كان في موقف ضعفٍ, لا نقول هذا الكلام بمجرّد القول, فلنا على ذلك أدلّة كثيرة و براهين من الإسلام نفسه, و حين يريد أيّ أخ مسلم أن يبادر إلى انتقادنا على ما نقوله هنا, فعليه أن يُجيبَ أوّلًا على ما سنقدّمه من دلائل على صحّة ما نقول:
أوّلًا: الإسلام غيّر اسمَ يسوع إلى عيسى, و اسم يسوع عرفه الجميع بما في ذلك المؤرخون الذين عاشوا في زمن المسيح و كذلك الكتاب المقدّس, فهل يُعقل أن يتمّ تحريف اسمه و بعد مرور 700 سنة و يُقال إنّ هناك إيمان به؟ هل سيقبل أيّ مسلم أن يقول أحدٌ له بإنّ اسم نبّيه ليس (محمّدًا) بل هو جوزيف مثلًا أو ابراهيم أو أيّ اسم آخر؟ ألا يشعر المسلم في مثل هذه الحالة بأنّ القائل قد أهان رسوله, و نسف شخصيّته تمامًا؟ و ليس اسم يسوع فقط بل هم غيّروا اسم (يوحنّا) إلى يحيى و اسم مار جرجس إلى الخضر أمرٌ عجيب لا يُمكن فهمه, أخي المسلم إذا كنت فعلًا تؤمن بالمسيح, كما تزعم ذلك قولًا, فعليك أن تؤمن به كما هو هو أي أنّه الله و ابن الله أمّا أن تؤمن به على أنّه أحد أنبياء الله فهذا, يخالف العقيدة المسيحيّة. ثانيًا: تقولُ كما يقول كتابك بأنّه "لم يُصلَبْ, بل شُبِّهَ لهم" على الرّغم من الخطأ و الخلط في هذا التّعبير لغويًّا على الأقلّ, فَشُبِّهَ لهم خطأ و الأصحّ شُبِّهَ بهِ, فإنّ هذا القول ينسف العقيدة المسيحية القائمة على الفداء, على أساس الصّلب, يأتي الإسلام و بعد مرور 700 سنة ليقول إنّ المسيح لم يُصلَب, علمًا أنّ شواهد تاريخيّة كثيرة أثبتت عملية الصّلب, حتّى أنّ مؤرخين يهود و غير يهود عاشوا في ذلك الزّمن أرّخوا حادثة الصّلب و رأتها جموع غفيرة من النّاس, بما فيهم اليهود و الرّومان. من هذه الأدلة التاريخية نذكر: بطرس الرسول من شهود القيامة بولس الرسول من شهود القيامة اسطفانوس رئيس الشمامسة من شهود القيامة بيلاطس البنطي من شهود القيامة يوسيفوس المؤرخ اليهودي من شهود القيامة تاسيتوس المؤرخ الروماني من شهود القيامة لارنر المؤرخ الروماني من شهود القيامة ثالثًا: أنت تقول كمسلم: إنّ الدّين عند الله الإسلام, و هذا يعني أنّك لا تؤمن بالمسيحيّة فكيف ستؤمن بالمسيح؟ فهل تأكّدتَ من أنّ قولك أنّك تؤمن بعيسى غير صحيح أخي المسلم؟ فأنتم لا تؤمنون لا بالمسيحية و لا باليهوديّة و لا بأيّ دين آخر غير الإسلام. رابعًا: يقول كتابك في سورة المائدة:" لا تتّخذوا من اليهود و النّصارى أولياءَ لكم, فهم أولياءُ بعض" كيف يمكنك و عملًا بهذا القول أن تثق بي لكوني لستُ مسلمًا؟ فأنا كغير مسلم أبقى دائمًا مَحَطّ ريبةٍ و شكّ بالنّسبة لك, و لا يمكن أن تثق بي, و هذا القول ينسف كلّ القيم و المعايير الإنسانيّة, التي تجمع و تقوم على أسس التآلف و التآخي و التّحابب. بل أكثر من ذلك فهو يتّهم اليهود و النّصارى بأنّهم من القوم الظّالمين الذين في قلوبهم مرض. خامسًا: يقول الإسلام في سورة آل عمران: " مَنْ يَبتغِ غيرَ الإسلامِ دينًا, فلا يُقبَلَ منه" كيف لك أن تقبل ديني أو تعترف بالمسيح أخي المسلم إنْ أنت آمنت بمضمون هذه الآية و عملتَ به؟ إنّ الكلامَ الإنشائي الذي تتفضّل به, يتناقض كلّيةً مع ما يدعوك إليه دينُك. أعذرني لا أستطيع أن أحترمَ قولك إذا قلت إنّك تعترف بالمسيح أو تؤمن به, فهو قول للتّسويق الإعلاميّ ليس أكثر و لا أقلّ. سادسًا: يقول الإسلام :" الإسلام يجبُّ ما قبلَه" و المعروف أنّ الذي كان قبل الإسلام في شبه جزيرة العرب هما الدّيانتان اليهوديّة و النّصرانية السائدتان في كلّ أنحاء شبه جزيرة العرب, فأتى الإسلام و قضى على هاتين الديانتين بالسيف و العنف و سيل الدّماء, الإسلام لا يعترف بالآخر, لهذا لا يمكن لك أن تعترف أنتَ بي لأنّي لستُ مِنْ دينك أخي المسلم, أقول هذا بكلّ محبّة, و ليتك تعترف بي كأخ في الإنسانيّة, لكنّ دينك لا يسمح لك بذلك مع الأسف. سابعًا: الإسلام يقول: " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" و كلمة المشرك تعني هنا كلّ مَن لا يؤمن بالإسلام دينًا و برسول الإسلام, فكيف يمكن لك أن تقبلني أخي المسلم؟ يمكن أن تكون بطبعك و تربيتك إنسانًا مُسالِمًا, فتقيم علاقات إنسانية معي أو مع غيري من الذين ليسوا من دينك, لكنّك عندما تعمل بوصايا دينك, فأنت ممنوعٌ عليك أن تعاملني بالحُسنى و لا أن تعاشرني كصديق أو زميل عمل الخ... هذا هو الواقع و هذه هي الحقيقة مهما حاولت تجميل صورة دينك, فهي صورة بشعةٌ إلى أبعدِ الحدود. نحن نتحدث بشيء اسمه منطق عقلاني و حقائق واقعيّة, لا يمكن تجاهلها أو القفزُ من فوقها. ثامنًا: يقول الإسلام: كَفَرَ الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة" أوّلًا لا يوجد مسيحي على وجه الأرض يقول إنّ هناك ثلاثة آلهة, و هذه تهمة باطلة ألصقها الإسلام بالمسيحيين ظلمًا و عدوانًا, دون أيّ احترام لخصائص المعتقد المسيحي أو مراعاتها, فإذا فهم المسلمون من كلمة أقانيم أنّها آلهة لِتَعَذَرِ قبول المفهوم, فهذه مشكلتهم, و ليست مشكلة العقيدة المسيحية, القائمة على أنّ الله واحد في ثلاثة أقانيم هي الآب و الإبن و الرّوح القدس, فليس الله إلهًا مستقلًا و ليس الإبن إلهًا مستقلًّا و ليس الرّوح القدس إلهًا مستقلًا, على الإسلام أن يفهم هذا, إلّا إذا تقصّد الإساءة بإلصاق هذه التّهمة بالعقيدة المسيحيّة و هي محاولة يائسة و بائسة. تاسعًا: يقول الإسلام متّهمًا المسيحيين بأنّهم:" اِتّخذوا أحبارَهم و رهبانَهم أربابًا من دون الله و المسيح ابن مريم" هل رأيتم منذ صارت المسيحيّة و لغاية اليوم أنّ مسيحيًّا واحدًا عبد حبرًا أو راهبًا أو رجلَ دين, و تخلّى عن عبادة الربّ يسوع و الله الخالق؟ بكلّ تأكيد الجواب هو لا, لكنّ المسلمين يصرّون على إلصاق هذه التّهمة بالمسيحيين لكي ينظّفوا قذارة معتقدهم, القائم على الكذب و الأساطير و الخرافات و الخزعبلات, و من أجل أن يبتعد العرب عن المسيحيّة, فيمتنعوا عن اعتناقها. مثل هذا القول ليس إلّا هرطقة فكريّة و بدعةً من بدع الإسلام الكثيرة و التي لا تنتهي. عاشرًا: يقول الإسلام:" إنّ اللهَ و آدم و إبراهيم و موسى و المسيح و جميع الأنبياء كانوا مسلمين" فهل هذا يُعقَل؟ أن يكون الله و آدم و المسيح و ابراهيم على دين محمد؟ هل هناك إنسان عاقل يمكن أن يؤمن بمثل هكذا خرافة لا يقبلها الأطفال؟ إذا كان هؤلاء كلّهم مسلمين فلماذا جاء رسول الإسلام بالإسلام؟ و إذا آمنت أخي المسلم بهذه الخرافة التي يسوّقها الإسلام, أفيمكن لك أن تقول إنّك تؤمن بعيسى ابن مريم؟ فالذي تسمّيه عيسى له أتباع و ديانة سبقت دينك ب 700 سنة, هذا دليل آخر على أنّك لا يمكن أن تؤمن بعيسى ابن مريم. حادي عشر: يقول القرآن في سورة التوبة:" قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر, ولا يحرّمون ما حرّم الله و رسوله, ولا يؤمنون بدين الحقّ" هذا اعتراف صريح و واضح بأنّك كمسلم لا تعترف بالمسيح و لا بالمسيحية, و ليس هكذا فقط بل عليك أن تقاتل أتباع المسيح و موسى إلى أن يؤمنوا برسول الإسلام, أي يعتنقوا الدّين الإسلامي, فهل مع كل هذا الذي تعلّمته و سمعته منّي اليوم, ماتزال تقول بأنّك تحترمني كمسيحي أو أنّك تؤمن بعيسى؟ أعتقد أنّك لو أجبت بنعم, سيضحك عليك النّاس, بل و ستضحك أنت على نفسك لكن من الدّاخل, كي لا يرى ذلك منك أيُّ أحد. بمجرّد أن تؤمن بأنّك على حقّ و الآخرون على باطل, أو أنّك الأصحّ و غيرك هو المخطئ الخاطئ أو أنّك على يقين و غيرك على شكّ, فإنّ هذا يضعك في خانة الاتّهام. و بكل أسف, فإنّ المسلمين أكثر من غيرهم يؤمنون بهذا و يعتقدون أنّهم الأفضل و الأعلون (أنتمُ الأعلَون) و (خيرَ أمّة أُخرِجت للنّاس) أي أنّ للمسلمين مِيزة عن غيرهم من جميع شعوب العالم, لكنّك أخي المسلم ألا ترى أنّ هذا الذي يقوم عليه أساس فكرك و اعتقادك هو سبب كلّ ما أنتَ عليه من تخلّف و جهل و تقهقر و انحدار فكري و حضاري الخ...؟ متى أردت النّهوض من كبوتك هذه, عليك أن لا تجعل الدّين محورَ حياتك, و غاية تفكيرك و منطلق مساعيك, ففي هذا سيكون تعثّرٌ ما بعده تعثّر و شواهد المجتمعات الإسلامية حاضرة للعيان إذا أردتَ التّأكّد مِمّا نقوله, فلا حاجة لبراهين و أدلّة, فالواقع الحالي و الماضي ينطق بهذا صراحةً. إذا استمرّ الإسلام على هذه المنهجيّة, و هذا السلوك, فهو سينتهي و يتحقّق بذلك قول نبيّ الإسلام: " إنّ الإسلامَ بدأ غريبًا, و سينتهي غريبًا, و سيدخل في جحر ضبّ" هو اليوم يموت موتًا سريريًّا, لأنّه جامد و غير قادر على تطوير نفسه, أي يرفض أيّ تجديد أو تطوير أو تعديل, و كذلك لِمَا يتسبّب به من عنف و إرهاب في كلّ مكان, و منها قتل المرتدّ و احتقار المرأة و غيرها من الأسباب الكثيرة التي تجعله على هذه الحال, و ليس مستغربًا أنّ نرى مسلمين كثُرًا تركوا الإسلام, فمنهم مَن صار مُلحدًا و منهم مَن أصبح لا دينيًّا و منهم مَن اعتنق ديانات أخرى, ونسمع اصواتًا ترتفع من هنا و هناك تُنادي بقول:" لا ضرورةَ لوجودِ الدّينِ, عندما يتمُّ تطبيقُ القانونِ في المجتمعِ". التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 28-01-2024 الساعة 09:24 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|