Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-08-2014, 11:19 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,595
افتراضي لكَ أيّها الإنسان! بقلم: فؤاد زاديكه

لكَ أيّها الإنسان!

بقلم: فؤاد زاديكه

قد تقول لي إنّني لم آتِ بجديد، قد تنظر إليّ نظرةً لا تحملُ الرّضى، قد تفهمُ قولي خطأً أو تسعى إلى إظهار براعتك في اللفّ و الدوران، قد و قد و قد كثيراتٌ أُخَر، و المعنى واضح و الغرضُ إنسانيّ نبيل، و القصدُ أخلاقيٌّ، لا غبارَ عليه.

أنت إنسانٌ و أنا إنسانٌ و هناك بشرٌ غيرُنا، يشعرون بانتمائهم إلى الإنسانيّة من مفهومها الواسع وبابها العريض الذي يتّسع للجميع و يقبل الجميع و يحترمُ الجميع. إنّني إنسانٌ أعتزُّ بإنسانيّتي و أشعر بحاجتي إلى الآخر. إنّ التعدّديّة وجهٌ من وجوه الجمال في الحياة و قبول الآخر مظهر من مظاهر الرقيّ الفكري.

لماذا لا يكون أحدُنا قادراً على استيعابِ الآخر؟ لماذا القول بمقولة إمّا أنا أو لا غيري؟

هل التنافر و التباعد و بالتالي التجافي و التناحر بين البشر هو سلوكٌ حَسَنٌ مقبولٌ؟ أم أنّهُ انحرافٌ عن جادة الصوابِ و الصّلاح؟

أليس خالقُ البشرِ واحداً؟ متى اعتقدنا بهذا و آمنّا به.
هل أراد الخالق أن يجعل منّا فريسةً و مفترساً؟
إذا لم يكن هذا من أهداف الخالق و من أغراض خلقه، فَمِنْ أهداف مَنْ و أغراض مَنْ هو كلّ ما يسود حياة الناس من روح عدوانيّة و فكر آثم و من رغبة إجراميّة و شعور برغبة الانتقام بدافع الحقد و الكراهية و الضغينة؟

مُنْذ أنْ ظهر الإنسان على هذه الأرض، عرف الخير و الشر بالفطرة أو بالممارسة أو بالتّلقين، و كلّ إنسان يعرف حقّ المعرفة بأنّ في الخيرِ منفعة عامّة و خاصّة و في الشرّ ضررٌ سيعمُّ الجميع.

أليس بمقدور الإنسان أن يختار الأفضل من هذين الخيارين؟

ما هو المانع من ذلك؟

هل هي المصلحة الشخصية؟

هل هو الشعور بالتفوق و بالأفضليّة؟

هل هو تعبير عن مظهر القوة و العظمة؟

هل هو ضرورة في حياة الناس؟

عندما نقول إنّ الشيطان يفعل هذا و يدفعنا إليه لأنّه ربّ الشرّ، فلماذا نطيعه؟ لماذا لا نسعى إلى تحطيم حيله و إفساد مشاريعه التي تُلحِقُ بنا الضرّر كمجموعة إنسانيّة؟ هل نعلن عن عجزنا في إمكانية مقاومة الشيطان و إفشال مخططاته؟ لماذا وجودنا إذاً؟ و ما هي الغاية و الهدف من حياتنا؟

عندما يعرف كلُّ شخصٍ مِنّا، أنّ الشرّ موجود في الحياة و له إغراءات كثيرة و مغريات شتّى، أليس من الأفضل لنا بدل الاستسلام لمكائده و إغراءاته أن نقاومها بعقولنا الواعية و إرادتنا الحرّة و رغبتنا الإنسانيّة، الحريصة على كسبِ الآخر بدلاً من فقدِهِ و خُسرانه بإبعاده و إقصائه أو بالتنكّر لحقه و إجحاف هذا الحقّ؟ هل سيبقى بيننا و بين الشيطان أيُّ فرقٍ عندما نحقق مشاريعه و نخدم أهدافه بنشرنا للكراهية و للبغضاء و العنف و الانتقام و الثأر و الإجرام؟ عندما لا نملك وعياً و لا نستطيعُ ممارسةَ إرادة فإنّنا لسنا جديرين بالحياة التي نعيشها و لا بالانسانيّة، التي ننتمي إليها.

ليس صعباً أنْ تُحِبَّ الآخرين، بل هو أسهل بكثير من كرهك لهم.
ليس صعباً و لا مستحيلاً أن نعيش من أجل السلام و السّلامة، بنشر فكر الانفتاح و قبول الآخر عملاً و ممارسةً و ليس قولاً و بروتوكولات ثرثرة فضفاضة غير مجدية، يناقض جوهرُها روح السلام و الأمن و الهدوء النفسي.

أيها الإنسان بإمكانك أن تغتالني، أن تقتلني، أن تعذبني، أن تضطهدني، أن تهجّرني و أن و أن وأن، أو تفعل مثل هذا مع غيري من إخوتك البشر، لكن هل ستشعر براحة ضمير؟ هل ستحقق ما تصبو إليه؟ هل ستحصل على مكاسب؟ أجل ربّما مكاسب شيطانيّة جعلك إله الخبث و الشرّ أن تحلم بها و تتمناها، كوعدك بالحوريات و بالملذات الشهوانية الأخرى في ما يسمى بجنة الله! و لماذ سيتغلب عليك السلوك الحيواني لكي تفقد إنسانيتك و تتحوّل إلى وحشٍ كاسر؟ إذا كنت تحلم بسعادة تحصل عليها، أو بلذات فاسدة شيطانية قد تتوفّر لك على حساب شقاء الآخرين و عذابهم فأنت بكلِّ تأكيد واهم و مضحوكٌ على عقلك، لأنّ القتل لا غفران و لا مبرّر له، أي فكر أو مذهب أو دين أو نظام يدعو إلى القتل أو يمارسه، فهو يخرج عن تصنيف كونه إنسان، لأنه مجرم و عدواني و وحشي متخلف و همجي و إرهابي.

لمَ لا تستطيع العيش معي أو مع الآخرين من منطلق أنّنا جميعًا بشرٌ و ننتمي إلى هذه الحياة إخوةً و أحبّةً و أصدقاءً؟ هل ستذهب أحلامك و طموحاتك أدراج الرياح إنْ لم تقتلْ؟ إنْ لم تدمرْ؟ إنْ لم تَخُن؟ إنْ لم تعتدِ؟ إن لم تغدرْ؟ هل السلامُ عدوك؟ هل تشعر بالنّدم و بالقلق إنْ لم تفعل كلّ هذا أو تمارسْ أيّ نوعٍ من أنواع العنف و الإرهاب والشذوذ الفكري المَقيت؟

إذا كان الدّينُ مبعثَك لهذا الفكر الإجرامي و الممارسة الإرهابية، فلتعلمْ بأنّ ربّكَ هو الشيطانُ بعينه، و أنّ دينك هو الرذيلة و السفالة و الوحشية! ستكون بهذا الفكر و التصرّف و الممارسة قد خرجت عن حدود إنسانيتك، و التي من المفروض أن تمارسها و تعبّرعنها من خلال شعورك الأخوي النبيل و الصادق و الأمين تجاه غيرك من البشر، حتى و إنْ كانوا يخالفونك الرأي أو المعتقد أو الدين. العقل هو السبيل الوحيد للحياة الحرة الكريمة و التي تُشعرنا بآدميتنا، و الحوار الصادق و الصافي و الواعي هو الوحيد الذي يقرّبنا من بعض، و يجلو أسباب الخلاف و يجعل من وجهات النظر المختلفة تعدديةً جميلةً مقبولةً و معقولةً دون أن يكون هناك سلوكٌ إقصائي أو فكرٌ تسلّطي أو شعورٌ بالخوف منَ الآخر، لأنّه شعورٌ غيرَ مبرّر. إنّ الفسيفساء المتعددة الأشكال و المختلفة الألوان هي اللوحة الراقية والجميلة للمجتعات البشرية في مسيرة حياتها.

__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 07-04-2020 الساعة 01:03 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:57 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke