Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-11-2021, 08:55 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,019
افتراضي الإشكاليّة الحقيقيّة لدى البعض بقلم/ فؤاد زاديكى

الإشكاليّة الحقيقيّة لدى البعض


بقلم/ فؤاد زاديكى




عندما لا تكون هناك موازنة بين أمرين فلا مجال لأيّة مقارنة فالنتيجة محسومة سلفًا, فنحن المسيحيون يُنظَر إلينا في البلاد الإسلاميّة عمومًا كمواطنين من درجة أدنى وبهذا يُعطُون لأنفسهم أحقّيّة التفوّق و بالتّالي التصرّف كما يرون ويشاؤون, من هنا نشأ هذا التباين الكبير بيننا و بينهم لأنّهم المسيطرون. المتنفّذون. أصحاب القرار و نحن على الهامش, علمًا أنّنا سكان هذه البلاد الأصليون سواءً كنّا سريانًا أم كلدانًا أم آشوريين أم أرمنًا, فهم غُزاة أتاحت لهم ظروف الحياة أن يحتلّوا و يستعمروا و يسيطروا يظلموا و يقهروا و ينشروا الرّعب في قلوبنا في كلّ مكان حتّى نبقى في ضعف وبالطّبع فإنّ هذا الوضع تغيّر الآن, بفعل السوشيال ميديا و وسائل التّواصل الاجتماعي و القنوات الفضائية و جميع وسائل التّواصل الأخرى, لكنّهم ظلّوا على ذلك المبدأ و تلك النظريّة, التي سوّقت لديهم نظريّة الأفضل و الأشرف والأقوى والأصحّ والأكثر استقامةً وكلّ هذا نسبوهُ لأنفسهم دون وجه حقّ, بدافع و واقع أنّ السلطة بيدهم و هذه كانت نتائج احتلالهم لنا منذ ما يزيد عن 14 قرنًا من الزمان.
عندما يحتضر الحقّ و تُسفَك الدّماء بدون مبرّر و عندما يكون الظّلم و التّعدّي هو لسان الحال, فإنّ هذه المجتمعات لا تعيش حياة سليمة, بل هي في دوّامة صراع أغلبه دينيّ وهو ما يسبّب كلّ هذا الخلل و هذه القلاقل و هذا الاضطراب في عالم العرب و المسلمين. لكنّ المشكلة العويصة أنّهم لم يفكّروا يومًا واحدًا بإعادة النّظر في ما جرى, لمحاولة القيام بأيّ تغيير أو تبديل, إنّهم ينتهجون نفس الطرق والسّبل على نفس المنوال, سيدورون بحلقة مفرغة لطالما لا فكرٌ جديدٌ ولا مسعًى يُصحّح الخطأ, هم يرون كلّ ما فعلوه و يفعلونه وما آمنوا و يؤمنون به صحيحًا, سليمًا لا غُبار عليه ولا تطالُه يدُ النّقص, ولا يجوزُ الانتقاد ولا حتّى إبداء الرأي بخصوصه, و أيّة محاولة لإثبات عكس ذلك نرى يعقبها كَيلُ الاتّهامات التي لا ينتهي و أهمّها أنّنا نثير النّعرات الدّينيّة, أو نسيء إلى التفاهم الاجتماعي, فأيّ نعرات دينيّة هي تلك التي نُثيرها ويُمكن أن تُنسَب إلينا, و نحن نتحدّث عمّا فعلتم بنا, وما زلتم تفعلونه؟ هل عندما يُعلِن المضطَهَد عن حقيقة كونه مضطَهَدًا يكون أساء إلى السّلم الأهلي؟ هل يكون عنصريَّ الفكر والمبدأ؟ وهل عندما يسكت صاحب الحقّ والمظلوم والمُضطَهَد, يكون تحقّق السلم الأهلي وصارت العدالة؟ إنّها إشكاليّة كبيرة لم يتمكّنْ هؤلاء من تجاوُزِها والتخلّص منها, وفَهمٌ خاطئ بكلّ المقاييس.
إنّ خُطورةَ مثل هذا التّفكير والتوجّه, لا يقتصرُ على ضرر الآخر, بل هو يضرّ صاحبَه قبل غيره, إذ ما يزال فكرُ التّكفير سائدًا, و فكرةُ الغزو معمولًا بها بشكلٍ ما, و ما تزالُ فكرةُ المؤامرة هي الإيمان الثّابت, الذي لا يتغيّر, فعندما لا يثق طرفٌ ما بالطرف الآخر, وينظر إليه على أنّه يشكّل تهديدًا له, فإنّ عدم الانسجام والتّوافق سيكون سيّد الموقف و فكرة العداء ستكون لسان الحال, فهل يمكن أن يتحقّق سلمٌ أهليّ في مثل هكذا أوضاع؟
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:44 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke