Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
كيف سيتمّ القضاء على الإرهاب بقلم: فؤاد زاديكه
كيف سيتمّ القضاء على الإرهاب بقلم: فؤاد زاديكه إنّ الإرهاب مثله مثل أي علّة أو داء أو مشكلة نحتاج في معالجتها إلى معرفة الأسباب الحقيقية لها، و المصادر التي تستقي منها أفكارها، فيستفحل خطرها و يتمدد، فمعالجة الداء لن يكون مفيدا و مجدياً إنْ لم ندرك الأسباب و نسعى إلى القضاء عليها لتسهيل عملية المعالجة و لكي يكون العلاج نافعاً، علماً بأن الوقاية هي الأمر الأكثر أهمية و ضرورة في هذه الحالة و كما يقول المثل (إنّ درهم وقاية خيرٌ منْ قِنطار علاج) و هذا ينطبق تماماً على حالة التصدّي للإرهاب و مقاومته أو محاربته. لن تفيد كل هذه الحرب التي تشنها دول التحالف على الإرهاب، و هي لن تقضي عليه حتى و إنْ قضت على جميع عناصر داعش و القاعدة و حماس و حزب الله و طالبان و جميع التنظيمات الإرهابية المتطرفة الأخرى، لأن الإرهاب هو فكر إيديولوجي يستمد شرعية وجوده من نصوص مقدسة لا يجوز المساس بها، و لطالما بقيت هذه النصوص، فإنها ستكون مرجعاً لهؤلاء الإرهابيين أو لغيرهم، لتبدأ من جديد أعمالها الإجرامية التي تستمد فكرها من هذه النصوص الدينية التكفيرية و الإقصائية المتطرّفة. يكون واهماً كلّ شخص يعتقد بأن القضاء على داعش و القاعدة سيكون فيه نهاية الإرهاب، لأن الفكر هو الأساس و هو الذي يتحوّل في ظرفٍ ما إلى ممارسة عملية أو سلوكية شاذة. فدول الحلفاء تفهم هذا جيداً، لكنها لا تستطيع الإعلان صراحة عن ذلك خوفاً من هياج الشارع الإسلامي المهيأ بكل لحظة لأن ينفجر و يؤدي إلى ممارسات غوغائية و همجية تستخدم العنف في الهجوم على المؤسسات و الدوائر الغربية في جميع أنحاء العالم، لهذا فدول الحلفاء تجد نفسها هنا بين موقفين أحلاهما مرّ، و تسعى لتطبيق الموقف الذي يمكن أن يتسبب لها بأقل خسائر ممكنة. إن جهل الشعوب العربية و تخلفها و انجرافها الأعمى و غير الواعي خلف العقيدة الدينية هو قنبلة موقوتة و خطر شديد يمكن أن يتحول إلى شرارة في كلّ وقت.، لهذا نقول و نؤكد بأن الإرهاب لا يبدأ مما نراه حاصلا على الأرض من غزو و احتلال و تفجير و تدمير أو عمليات ذبح و اغتصاب و تشريد، بل من الرأس حيث الفكرة، التي تتحوّل إلى كلّ هذه الممارسات العنفية و الإجرامية الإرهابية. إنّ الإرهاب فكرة قبل أن يكون ممارسة. و الفكرة، أيّةُ فكرة لا تأتي من الفراغ، بل من مصادر تنهل منها سبب وجودها، و تسعى لتطبيق مبدئها على الواقع، إنطلاقاً من إيمانها بالمصدر و اعتماداً عليه كمبرّر و مُشَرِّع للممارسة العملية التي تؤدي إليها، و هنا فإنّنا متى تعمّقنا في مصادر الفكر الإرهابي و التكفيري المتطرّف فإنّنا نجده بوضوح تامّ، لا غبارَ عليه في نصوص دينيّة إسلاميّة، تدعو إلى وجوب القيام بهذه الممارسات من باب الدعوة إلى الجهاد المقدس، و هذا الجهاد هو بحدّ ذاته فكرٌ تكفيريٌّ و توجّهٌ عنفي إقصائيٌّ متطرّف، و من هنا ينشأ الإرهاب كفكر و من ثمّ يتحوّل بعد ذلك إلى ممارسة فعليّة ميدانيّة كتطبيق عملي لهذا الفكر بروحه و نصّه، و الخطورة الكبرى تتمثّل في "قدسية" هذه النصوص أي بتقديسها و بالتالي تحريم و تجريم أية محاولة تستهدف المساس بها سواءً عن طريق النقد أو التعديل أو الإصلاح الخ.... بناءًا على ما تقدّم و ما عرضناه فإنه يمكن القول بأن الفكر الإرهابي و الذي يأتي أولاً، يتمثّل في أمور و ممارسات و أفعال و سلوكيات كثيرة متعددة و مختلفة، منها ما هو صغير و منها ما هو كبير، و لا يمكن الفصل بين جميع مكوّنات هذا الفكر الإرهابي لأنّه وحدة متكاملة و غير مجزأة، و بالمحصّلة فكلها من مصدر فكري واحد تتشعّب مذاهبه و تتعدّد أوجهه، إلاّ أنّه و في نهاية المطاف يكون ناتجه واحداً و ما يذهب إليه، لا يحتاج إلى أوجه تفسير و لا إلى محاولات تضليل و تذويق و تعليل بإعطاء مبرّرات واهية لا يقبل بها العقل و لا يحترمها المنطق، فما هي هذه الأمور التي تكون نتيجتها نشوء سلوك متطرّف و عنفي غير أخلاقي و غير معقول و كذلك غير مبرّر. _ التكفير إرهاب _ العنصرية إرهاب _ حد الردّة إرهاب _ عدم السماح للمسيحي بالزواج من مسلمة إرهاب _ عدم الاعتراف بالأديان الأخرى إرهاب _ تطبيق الشريعة الإسلامية على المجتمعات إرهاب _ عدم السماح ببناء الكنائس في الدول الإسلامية إرهاب _ عدم السماح بالتبشير في الدول الاسلامية إرهاب _ عدم فصل الدين عن الدولة إرهاب _ المناهج التربوية المعمول بها في الدول الإسلامية إرهاب _ اعتبار دين الدولة هو الإسلام إرهاب _ عدم القبول بالآخر إرهاب _ محاربة العلوم و الفنون و العلم إرهاب _ الفصل بين الذكور و الإناث إرهاب _ احتقار المرأة و اعتبارها عورة إرهاب _ وجود محرم للمرأة في خروجها من البيت إرهاب _ بقاء العصمة بيد الرجل أثناء الزواج إرهاب _ زواج القاصرات بالإرغام و لأسباب أخرى إرهاب _ منع غير المسلمين من الإفطار الظاهر في شهر رمضان إرهاب _قوانين الأحوال المدنية السائدة في الدول الاسلامية إرهاب _ العنف الأسري إرهاب _ عدم السماح للمرأة بقيادة السيارة إرهاب _ وجوب ارتداء الحجاب لدى المرأة إرهاب _ تكفير الفكر المتحرر إرهاب _ تدريس تاريخ الغزوات الاسلامية في المدارس إرهاب _ تدريس الدعوة المحمدية في المدارس إرهاب _ وجود هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر إرهاب _ اعتبار أن من لا يؤمن بمحمد كرسول و بالاسلام كدين وحيد مشركاً إرهاب _ التمييز على أساس عرقي أو جنسي أو ديني إرهاب _ منع الحريات الشخصية و منها الدينية إرهاب _ معاداة اليهود و النصارى إرهاب _ الدعوة بتحريم السلام و التحية على غير المسلم إرهاب _ وجوب الدعوة بعدم الثقة بغير المسلمين إرهاب _ عدم السماح بوجود دينين في جزيرة العرب إرهاب _ عدم الاعتراف بأن غزوات الإسلام كانت احتلالا و استعماراً هو إرهاب _ هدر دم المسلم الذي يغيّر دينه إرهاب _ اعتبار المرأة ناقصة عقل و دين و أنها عورة إرهاب _ عدم مساوة المرأة مع الرجل في الحقوق إرهاب _ الإبقاء على وجوب تواجد المرأة في البيت و عدم السماح لها بالاختلاط بالمجتمع إرهاب _ عدم السماح للمرأة بالعمل كي تتحرر من تبعية الرجل الاقتصادية إرهاب _ عدم السماح بتعليم الفتيات إرهاب _ وجود وزارة للأوقاف الإسلامية دون غيرها في الدول الإسلامية إرهاب _ تدريس مادة التربية الدينية في المدارس الرسمية إرهاب _ العودة في كل صغيرة و كبيرة من شؤون الحياة إلى الدين إرهاب _ تحليل و تحريم السلوكيات و الأفكار إرهاب _ سيطرة الفكر الديني الإسلامي على المجتمعات إرهاب _ نظرية المؤامرة السائدة لدى المسلمين إرهاب _ تكفير الغرب و أمريكا إرهاب _ فكرة الجهاد و العمل بها إرهاب _ الحضّ على قتال و قتل من هم من غير المسلمين إرهاب _ اعتبار مظاهر التقدم و الرقي الحضاري و الفكري و الإنساني كفراً هو إرهاب _ الدعوة إلى الكراهية و البغضاء إرهاب _ معاداة الآخر إرهاب _ عدم الاعتراف بالحوار مع الآخر، إلاّ بما يتوافق مع الرآي الواحد و هو رأي الطرف الذي يدّعي أن له الأكثرية هذا أيضاً إرهاب كلّ هذه الأمور لها مسبب واحد هو النصوص التكفيرية التي تدعو إليها و تحضّ عليها و هي تنخر في عقول المسلمين و تؤثر في سلوكيّاتهم و بطريقة تفكيرهم، مّما يجعلهم في عزلة و هذه العزلة تدفع إلى تأجيج نار الحقد و الكراهية و إلى زيادة الشعور بالخوف من الآخر و هو ما يدفع بالنتيجة إلى انعدام الثقة بسبب قطع سبل التواصل و الحوار مع هذا الآخر، فهل ستستطيع قوات التحالف مجتمعةً، بعملياتها العسكرية التي تقوم بها حاليا في كلٍّ من العراق و سورية، القضاء على كلّ هذه الأفكار المريضة و الترسّبات المتخلفة التي تعمّقت جذورها في صميم هذه المجتمعات؟ إنّ القضاء على داعش لن يقضي على الإرهاب، و السبب كما قلنا هو هذا الفكر الذي يستمد روحه من نصوص عنفية جهادية تملأ كتب الإسلام الأساسية لهذا الدين كالقرآن و الأحاديث و كتب السيرة. إن النصوص باقية دون تغيير أو تبديل أو تعديل، و لطالما بقيت النصوص على ما هي عليه، و هي سائدة و سارية المفعول في جميع المجتمعات الإسلامية، فإن الإرهاب سيبقى و سوف لن يتمّ القضاء عليه، و قد تنتهي اليوم داعش وستظهر غداً أو بعد غد ماعشٌ و فاعش و جاحش. الحلّ الأمثل يكون بفصل الدين عن الدولة و باحترام خصوصيات الجميع و عدم انتهاكها أو التعدي عليها أو إغفالها، لكي يكون الجميع متساويا أمام القانون، و يجب أن يسود قانون العدالة الاجتماعية و أن تبنى هذه المجتمعات على أساس متحضّر و منفتح يحترم العقل و روح الابداع و يشجع الابتكار و الاختراعات، كما يجب أن تطبّق كلّ قيم المجتمع الانساني على أسس و معايير علمية و إنسانية عالمية. و بالنهاية فإنّ الانسان هو الهدف و لا يمكن أن يكون الفكر العدائي و الإقصائي التكفيري قادرا على تحقيق هذه الميزة للانسان. الإرهاب هو حاضر و موجود بالكثير مما هو سائد في لمجتمعات الاسلامية، و قد باتت قائمة بشكل تلقائي و متوارث و كأنها حقٌ من الحقوق أو واجبٌ من الواجبات. يجب أن نكون صريحين و واضحين و جريئين لنقول كلمة الحق، هل الإرهاب يتمثّل في هذه التنظيمات الارهابية فقط؟ أم أنه فكر سائد و شائع و لا يسمح بالتقرّب منه أوالمساس به؟ إنّ الإرهاب فكر قبل أن يكون فعلاً. هذه هي الحقيقة و لهذا نؤكد على أن الارهاب لن ينتهي بالقضاء على داعش و غيرها، فهناك فكر سلفي تكفيري ضمن نصوص هذا الدين هو الذي تجب محاربته قبل محاربة داعش و غيرها. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|