Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
وطني المسكين بقلم/ فؤاد زاديكى
وطني المسكين بقلم/ فؤاد زاديكى يا وطني المسكين, واللهِ بِتُّ أخجلُ منْ أساليب النّفاق الكثيرة, التي نراها كلَّ يومٍ مِنْ قومٍ باعوكَ مثل يهوذا, الذي باع المسيح, ثمّ صاروا بين ليلةٍ و ضُحاها يبكُونك, يتباكون عليك بزيف واضح و خديعة لا تخفى. يتبجّحونَ بالكذبِ عليك أمام النّاس, ليُظهِروا ما ليس في حقيقة الأمر. إنّهم مراؤون حقًّا فهم لا يفعلون هذا من أجلك بل من أجل إرضاء النّاس وكسب نقاط تأييد لما يُسمّى بالوطنيّة التي يتحذلقون بها دون حياءٍ أو خجل. فظاهرهم غيرُ باطنهم. لو كانَ نداؤهم هذا نابعًا من قلبٍ صافٍ صادقٍ أمينٍ وفيّ كما يزعمون ويدّعون, لَما صَغّروكَ إلى الحدّ الذي جعلوكَ فيهِ أدنى مرتبةً من الزّعيم و الحزب و الميليشيا و الأسرة. إنّهم يرقصون على جثّتك بخبثٍ مبطّن وأنا أرى بأمِّ عينيّ أنّهم لم يستوعبوا مفهوم الوطن, و لم يُدركوا قيمته, فلو كان الأمر كذلك لَما جعلوكَ مَطيّةً لأجندِتهم الخاصّة و أهوائهم الطموحة و ميولهم الشيطانية كي يتسلّقوا عليك متفاخرين متباهين كذبًا و رياءً و نفاقًا وهم يبتهجون محتفلينَ بالسير على جثّتك فإلى متى سيدوم نفاق هؤلاء؟ وهل لا يرى الآخرون مثلي كلّ هذا الرّياء والأساليب الملتوية لديهم وهي لغايةٍ في نفسِ يعقوب؟ إنّي أحزن لأجلك يا وطني فهناك مَن طابَ له أن يبيعَك بألف كذبةٍ وكذبة. فالرّجاء ألّا تلومني لأنّي صادقٌ بمشاعري معك وأمينٌ على حبّي لك لكنْ ليس على طريقتهم.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|