Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
قِصَصٌ مِنَ الشّام 3 بقلم/ فؤاد زاديكى
قِصَصٌ مِنَ الشّام 3 بقلم/ فؤاد زاديكى كان يا ما كانْ, في ما مَضى مِنَ الزّمانْ, مَفهومٌ مَحبوبٌ و حبيبٌ إلى القلوبِ و الأذهانْ, حين كان للوطنِ معنًى ولاسمِهِ مَبْنًى, فاليومَ أصبحَ في خَبِرِ كانْ. كنّا عندما نلفظُ كلمةَ الوطَنْ, تأخذُنا نشوةُ الشَّجنْ, و تَطغَى على نفوسِنا فرحةٌ تَهزُّ البَدَنْ, أمّا اليومَ ومنذُ سنواتٍ عديدَة, فإنّ أمَّ المفهومِ صارتْ شهيدَة, و أختَهُ بفهِمها بَليدَة, حيث تمّ اختزالُ الوطنْ, بشخصِ زعيمٍ عَفِنْ أو بحِزبٍ نَتِنْ, فما سواهما له علاقةٌ بالوطَنْ, لقد شوّهوا المقدّساتْ, و داسوا الكرامات, و أمعنوا في الإهاناتْ, و هتكوا النساءَ و الفتياتْ, وملأوا السّجونَ بالمُعتَقَلينَ و المُعْتَقَلاتْ, و كثيرٌ كثيرُها من المآسي و الويلاتْ. لنْ تكونَ مُواطِنًا سوريًّا إلّا إذا كُنتَ عُضوًا حِزبِيًّا, أو كنتَ عندَ الزّعيم حارِسًا ليليًّا, أو شخصًا وصوليًّا انتهازِيًّا أو منافِقًا بهْلَوانيًّا, تَبيعُ مبادئكَ مِنْ أجلِ إرضائِهْ, و تتخلّى عن قيمك و معتقداتك لتنجرفَ إلى أفيائِهْ. لقد زَيَّفوا اسم الوطنِ ومفهومَهْ, وقتلوا روحَهُ وزادوا هُمومَهْ, عندما تسمعُهم باسم الوطن يتباهونْ, وعن حمايةِ أمنه و حدودِهْ يتحدّثونْ, تظنُّ أنّهُ الحرَمُ المَصُون و قدسُ الأقداسِ المأمُونْ, إنّهم قومٌ منافِقُونْ, إذْ بين الفينةِ و الفينَةِ يُقصَفُونْ, ونصفُ الأراضي خارِجَ سيطرتِهمْ يكونْ. أينّ شرفُ الدّفاعِ عنِ الوطَنْ؟ أمْ أنّه كلامٌ في الهواءِ بهِ يُلْقُونْ, أم مِنْ نشوةِ خيبتِهمْ وجُبنِهمْ يَسكرونْ؟ نحنُ أكثر منكم وطنيّةً ومصداقيةً فيما نحملُهُ من المحبّة للوطنْ, لا لِلوَثَنْ. الوطن ليس في شخصكم أيّها الزّعيمْ, إنّه أكبر منكم بعِلمِ العليمْ, لا تحصروا مفهومَ المواطنَةْ, في مخادعةٍ و مُراهنةْ, وإعلامِ مُداهَنَةْ, إنّ الوطنَ أكبرُ منكمْ و مِنّا, فارحلُوا بمفهومِكمْ عنّا, كفاكُم عنِ الوطنِ حَديثَا, وأنتم تضمُرونَ لهَ الخبيثَ, الوطنُ ليسَ ملكَ أبيكمْ, و مصيرُنا لن يكونَ بيديكُمْ. كفاكم تَطبيلًا وتَزْمِيرَا, كفاكمْ تَشويهًا وتَزويرَا, وبالشُّرفَاءِ تَشْهيرَا إنّ حالةَ الشّعبِ تزدادُ تَعْتِيرَا, فأيْقِظُوا مِنكمُ الضّميرَ.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|