Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-11-2023, 11:31 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,001
افتراضي سؤالٌ وَجيهٌ بقلم: فؤاد زاديكى

سؤالٌ وَجيهٌ

بقلم: فؤاد زاديكى

في هذه الأيّام هناكَ حربٌ إسرائيليّةٌ على حركةِ حماس الإرهابيّة في قطاعِ غزّة, و إلى جانبِها على الطّرفِ الآخر من الفضاءِ الأزرق, و كلّ وسائل الإعلام على مختلفِ أنواعِها حربٌ أُخرى, لكنْ مِنْ نوعٍ آخر.
إنّ ما نَراهُ و نسمعُهُ و نقراؤوهُ و نتابعهُ ببالغِ الاهتمام, هو أنّ تسعين بالمائةِ مِن المشاركين العرب و الإسلاميين, يريدون استمرار هذه الحرب, بل يدعون إلى توسيع رقعتِها, بنشر فتيلها إلى مناطق و بلدان أخرى, و قد غابَ عن بالِهم, أنّ ذلك سيكون مُدَمِّرًا لأغلب الدّول العربية و الإسلاميّة, التي قد تنخدع و تنساق إلى هذه الدّعوات الطّائشة, بل أنّ أنظمة حكم عربيّة كثيرة ستنهار و تسقط, و أراضٍ جديدة سوف يتمّ احتلالها و أنّ آلافًا كثيرةً من أبناء هذه البلدان ستتناولها محرقةُ الحربِ الواسعة.
العربُ بطبعهم و طريقة تفكيرهم, ينقادون إلى عواطفهم, التي تقودهم دائمًا إلى الهزيمة و الخيبة و الفشل, الكلّ يعلمُ أنّ أمريكا و بريطانيا و معهما فرنسا و المانيا و معظم دول حلف النّاتو ستدخل على الخطّ, فهل سيكون لإيران أو مصر او العراق أو سورية أو أي بلد عربي آخر إمكانية النّجاة من تبعة هذه الحرب المدمّرة و المُكلِفة؟ أم هل بالشّحن العاطفي و بالصّراخ و التّهويل سيتمّ تدمير هذه الأساطيل التي تعتبر من أقوى أساطيل العالم و أشدّها فتكًا و تدميرًا؟ لقد رأينا بعض الفيديوهات الممسوخة و هي تصوّر كيف أنّ صواريخ و مسيّرات الحوثي قامت بتدمير و إإراق حاملة الطائرات الأمريكية أيزنهاور أو غيرها, إنّهم يخلقون أكاذيب كي يتحقّق حلمهم, و هي أوهام كبيرة تنجلي عن خيبة أملٍ كبيرةٍ و قاسيةٍ, فهل بالبكاء و صرخات الله أكبر و النّصر قريب و إنّ الله سينصر المجاهدين يمكن أن يتمّ تحرير شبر واحد من الأرض؟ أو أن تحصل خطوة واحدة في طريق النّجاح في مشاريع الحياة؟ بالحقيقة أتابع الكثير من هذه التّصريحات و التّحليلات و الآراء و الدّعوات, فأقف مندهشًا, لأنّ أمّة العرب, هي الوحيدة التي لا تستطيع دراسة التّاريخ بشكلٍ صحيحٍ لاستخلاص العبر و استنتاج النّتائج. هي أمّة مازالت تعيشُ على أوهام كبيرةٍ و مع هذه الأوهام, تعيش فكرة و رؤية غير واقعيّتين, و لهذا فهي لا تستطيع التقدّم خطوةً واحدة نحو الأمام.
لنفترض أنّ العرب جميعَهُم, هبّوا لِنصرة حركة حماس, بما فيهم الدّول الإسلاميّة مثل باكستان و إيران و تركيا, فهل ستتمكّن هذه الدّول من تحقيق أيّ نصر عسكري على أمريكا و حلفائها بما فيهم إسرائيل؟ إنّ إسرائيل لوحدها قادرة على مواجهة العالم العربي كلّه مجتمعًا, ألا يَكفي لهؤلاء الغوغائيين أصحاب الأفكار المسمومة و العنفيّة الإرهابية المتشدّدة أن يكفّوا عن هذا الهراء, و يبلعوا ألسنتهم كي لا تتعبهم بكثرةِ النّباح؟ ليس بالكلام يتمّ تحقيق الأفعال, و ما كلُّ ما يتمنّى المرءُ يُدركه, عليكم أن تفهموا يا عرب و يا مسلمون أنّكم لستم في عصر رسولكم, الذي غزا و سبى و احتلّ بلدان الغير بقوّة السيف ليفرض عليهم الدّين الجديد, أنتم تعيشون في عالم من نوع آخر تمامًا, فالعرب هم أفشل أمّة و هم غير قادرين حتّى على توحيد كلمتهم, إنّ مصر و الأردن و الإمارات و البحرين مرتبطة بمعاهدات سلام مع إسرائيل, و السعودية و قطر و تركيا لا تستطيع قول لا لأمريكا, التي وضعتهم تحت عباءة حمايتها لهما, و كلّ ما تسمعونه من تصريحات إعلامية من هذه الدّول فهي فقط من أجل رفع العتب و تبرير مواقفها أمام شعوبها, ليس لها أيّ وزن أو مفعول أو اعتبار عملي. ربّما لن يروق منشوري هذا لبعض الواهمين, الذين يعيشون في قمقم غياهب الجهل و الكراهية و العنصريّة, إلّا أنّ تحليلي هذا هو منطقيّ و سليم سيفهمه و يستوعبه و يحترمه كلّ ذي منطق و فهم و رؤية موضوعيّة لِما يجري في هذه الأيّام.
إسرائيل ماضية في خطّتها, و هي لن تتوقّف إلى أن تحقّق جميع الأهداف الموضوعة لهذه الخطة, و التي كلّفت و تكلّف الأموال و الأرواح الكثيرة. عليكم أيّها العرب استيعاب و فهم كلّ ما يجري, لأنّه خطير للغاية, و نهايته لن تكون سعيدة لكم و خاصّةً للعنصريين الصّلاعمة منكم, الذين مازالوا يحلمون بإعادة الخلافة, و التي كانت في عصرها بلاءً على المجتمعات الإنسانيّة.
شيءٌ مِنَ الموضوعيّة, و قليلٌ مِنَ المنطقِ ما أنتم بحاجةٍ ماسّةٍ إليه أيّها العربان أو الأعراب أو العرب (سمّهم ما شئت), كلّ مَنْ لا يؤمن بحقّ الآخر, و لا يسعى إلى التّآخي و السلام و العيش المشترك مع الغير, ليس جديرًا بالحياة, لأنّ الحياة بناءٌ و ليست هدمًا, و أغلب العرب و المسلمين هم من دُعاةِ الهدم و ليس البناء, يعيشون ضمن قوقعة أفكارهم المحصورة ضمن نطاق و اعتبار الدّين, إنّهم أسرى لدينهم, و هذا ما يعقّد أمورَ حياتهم, لأنّ دعوات دينهم ليست إلى الإيجابيّة على الإطلاق.
[/size][/right]
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:50 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke