Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الأزخيني > ازخ تركيا > أدبيّات أزخينيّة

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-01-2019, 10:43 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,567
افتراضي مِنْ أمثال آزخ 7 بقلم/ فؤاد زاديكى 401 – لِيْحِطّ إيدُو قِدَّا إزنُو. تِيعْرِفْ يِ

مِنْ أمثال آزخ
7
بقلم/ فؤاد زاديكى
401 – لِيْحِطّ إيدُو قِدَّا إزنُو. تِيعْرِفْ يِغَنّي
لِ: إللي. الذي. يحِطّ: يضع. قِدّا: قِدّام. أمام. إزنُو: أذنه. يُضرب المثل للعارف بالأمور, فهذا الشخص يعلم تمامًا ما الذي عليه أنْ يفعله, قبل شروعه بالعمل, فهو على بيّنةٍ تامّة ووضوح كامل بمسعاه وسير خطواته وأجندة خطّته. كالمغنّي الذي يجيد الغناء, فوضعُ اليد على الأذن أثناء الغناء مؤشِّر يدلّ على إحساس المغنّي وتفاعله مع ما يؤدّيه.
402 – لا تِقَفْ قِدّا حايطْ الخرابْ
تِقَفْ: تَقِفْ. قِدّا: أمام. قدّام. بمواجهة. يُضرب لوجوب أخذ الحيطة و الحذر و الانتباه لما يمكن أن يعود علينا بنتائج سلبية, أو أضرار معيّنة. لهذا يتمّ تحذير الشخص من الوقوف إلى جانب الحائط الآيل للسقوط, فقد يسقط في أيّة لحظة ليكونَ لسقوطه هذا عواقب وخيمة ونتائج غير محمودة.
403 - لِكِيْ يا جارَة. اِسْمَعي يا كَنِّهْ
لِكِي: لَكِ. وأحيانًا (إلكِي) يقال هذا المثل عندما يُوجَّه كلامٌ إلى شخص ولكن المقصود شخص آخر يستمع إلى الحديث. فبدل أنْ يتحدّث المتحدث مع الشخص المقصود مباشرةً, يتحدّث مع شخصٍ آخر وينتظر من الشخص المقصود أنْ يفهم أنّ الحديث يخصُّه هو. كأنْ تتحدّث والدة الزوج إلى جارتها ولكنّها تقصد زوجة ابنها في هذا الحديث. وهناك بعض الأمثال الشعبية بهذا الكلام والمضمون لدى جميع البلاد العربيّة تقريبًا, لأنّه مثل مشترك وشائع بين كلّ هذه الشعوب في مختلف بلدانها. منها "الحكي إلك يا كنة اسمعي يا جارة" أو "الحكي إلك يا جارة اسمعي يا كنة" و "إيّاك أعني واسمعي يا جارة" وقائل هذا المثل الشهير هو سهل بن مالك الفزاري عندما كان يبوح لأخت حارثة بن لأم بأنّه قد وقع في نفسه شيء ناحيتها، ويقال هذا المثل عندما يكون الكلام بمعنى ويحمل بداخله معانيًا خفية أو بمعنى أصحّ يريد من وراء هذا الكلام غير مدلوله . والقصة تقول: "كان سهل بن مالك مارًّا بأحد أحياء طيء قاصدًا الملك النعمان بن المنذر ملك الحيرة، وأراد أن يسأل عن رأس القوم في طيء فقيل له أنّه حارثة بن لأم، وعندما توجه إلى بيته لم يكن حارثه هناك فاستقبلته أخته ورحّبت به وأكرمته وأضافته وخرجت من خِبائها فشاهد فيها جمالًا لم يره من قبل وأحسّ بشيء في قلبه نحوها . أخذ سهل بن مالك يفكّر في طريقة يعبّر بها عمّا يشعر، فجلس في الفناء الذي يطل على خبائها وحادثها بأبيات شعرية فقال : يا أخت أهل البدو والحضارة مـاذا تريـن في فتى فـزارة، أصبح يهوى حرّة معطارة إيّاك أعني واسمعي يا جارة .
فلما سمعته أحسّتْ بأنّه يقصدها هي بتلك الأبيات الشعرية، فقالت له بصوتٍ مرفوع : ماذا بقول ذي عقلٍ أريب، ولا رأي مصيب، ولا أنف نجيب ، فأقمْ ما أقمت مكرّمًا ثم ارتحل متى شئت مسلّمًا .
شعر سهل بن مالك بالحرج وقال لها أنّه لم يردْ منها منكرًا كما فهمتْ هي بالخطأ، فشعرتْ هي الأخرى بالخجل من سوء فهمها لنواياه وقالتْ له صدقت، وبعدها ذهب سهل بن مالك إلى الملك النعمان وقد أكرمه، وعاد مرّة أخرى إلى حارثة بن لأم وطلب منه الزواج من أخته وقد تمّ له ما أراد وتزوّجها وعاد بها إلى قومه" وفي هذا يقول المثل اللبناني:"بحكيكي يا جارة... تا تسمعي يا كنه".

404 – لا أكُو مِنْ ظهِرْ أبوي ....!
أكُو: أكون. أبوي: أبي. والقول أو المثل تعبير عن وعد شبيه بالقسم يرميه الشخص على نفسه, كعهد يجب توفيته ويمين لا يجب أن يتم كسره أو الحنث به, بمضمونه يحمل التهديد لشخص آخر فهو حين يقول : لا أكون من ظهر أبي إنْ لم أفعل كذا وكذا, أو الأمر الفلاني. أي أكون بمثابة ابن غير شرعي لوالدي إنْ لم أنفّذ ما أهدّد به, وهو قولٌ خطير. وعيد. تهديد. إنذار. كلّه يستدعي التنفيذ ويُوجبه ويعني: آليتُ على نفسي.. "لا أكُو مِنْ ظهرْ أبوي هَكَا أخَلِّيلِكِي" بمعنى لا أكون من ظهر أبي إنْ أنا لم أحاسبك على فعلتك هذه بما يناسبها من العقاب والجزاء والمحاسبة (لا يمكن أن يمرّ هذا الأمر دون هكذا دون حِساب).
405 – لِزْغِيرْ مِنْ خَرَهو مبَيّنُو
لِزْغِيرْ: الولد الصغير. أو"وَلَدْ لِزْغيرْ مِنْ خَرَهو مبَيّنُو" كمَنْ يقول الكتاب من عنوانه مقروء أو "المكتوب يُقرأ من عنوانه" بمعنى أنّ العنوان هو خلاصة المادة التي يتحدث عنها, فحين تأتيك رسالة من شخص تعرف ما مضمونها, أي حول ماذا ستتحدث, و"المكتوب مبيّن من عنوانه" أو "الجواب مبيّن من عنوانه" بمعنى أنّ فحوى الرسالة يمكن أنْ يُفهم من عنوان مرسلها,هذا بوجه عامّ, و بالطبع فلكلّ أمر أو موقف أو حالة استثناء. و نرى بعض السطحية في نظرتنا للأمور والحكم عليها كشعوب عربيّة, ففي الوقت الذي يقول فيه المثل العربي:" الكتاب باين من عنوانه" يقول المثل الغربي :" لا تحكمْ على الكتاب من غِلافه" ممّا يدلّ على أنّ تقييمنا لبعض الأمور يكون سطحيًّا ومتسرّعًا, لهذا نقع في أخطاء طريقة أحكامنا وتفكيرنا. وهناك مثل ليبي يقول:"الربيع من فم الباب يبان"
406 – لا لِهُو راصْ ولا عَقبْ
راص: رأس: عقب: نهاية. ذنَب. يُضرب المثل للدلالة على أنّ الأمر المقصود طويل جدًّا, مثل قصة لا نهاية لها. كما يُشار إلى الأرض الواسعة الكبيرة المساحة أو أيّة أمور أخرى من المفترض أنْ تكون لها بداية ونهاية, من باب التعبير البلاغي المُبالَغ به كمنْ يقول: أمرٌ لا بداية له و لا نهاية, أي ليس له أوّل و لا آخر. وهناك مثل آخر أزخيني يقول: "لِهو راصْ وما لِهو عقب" أي له بداية و ليس له نهاية.
407 – لا خُزّي فِهاكْ اليوم
خُزّي: عبارة تفيد التمنّي كمن يقول: يا ريت. ليتني أحصل على ما أتمنّاه. وهذه العبارة ترد في حالات كثيرة قد تكون معانيها مختلفة. معنى هذا المثل (ليت ذلك اليوم لا يعود مرّة أخرى ويتكرّر أو لم يكن أصلًا) لكونه لم يكن يومًا جميلًا. سنأتي على ذكر البعض منها: خُزّي كا كِنتُو هَونَكْ: ليتني كنتُ هناك. تمنّيت لو كنتُ هناك. خُزّي كا تِقتو آجي: كنت أتمنى لو استطعت القدوم إلى طرفكم. خُزّي فِروح الولاد (لِوْلادْ) أي الأطفال الصغار: ما أجمل براءة هؤلاء الأطفال. خُزّي أريك أمير. خُزّي كا عِرِفتْ أش كيكو فبالي! (ليتك علمت بماذا أفكرّ) خُزّي لا كا جَا (ليتهلم يأتِ) وقد تحمل الكلمة تمنيات بالخير أو الشرّ. يقول هلازخ: "خُزّي كاسيتْ فِحَديسِي (كلامي), وتِهْ ازيَا (هذه) القَمِيْسِتْ لا كا بَقَتْ عَلَي".
408 – لا تطيلِعْ أيرِك بينْ أراِمِلْ
تطيلِع: تُخرِج. تُظهِر. أرِامِل (بألف الإمالة): أرامل جمع أرملة. إنّ نظرة المجتمع إلى المرأة الأرملة نظرة قاسية, فهي تحكم عليها بالموت البطيء, من خلال المعاملة والكلام الذي فيه الكثير من القسوة وعدم الرحمة, فما ذنب المرأة التي مات زوجها, ليحكم عليها المجتمع حكمه القاسي هذا؟ هناك أمثال كثيرة تدلّ على احتقار المرأة الأرملة في المجتمعات العربية والإسلاميّة وكذلك غير العربيّة, شأنُها شأن المرأة المطلّقة, والسبب في ذلك هو الموروث الفكري والثقافي القديم والمريض, الذي لا يتطوّر مع ما جرى من تطوّرات في حياة المجتمعات والمفاهيم الجديدة, التي أفرزها هذا التطوّر. منها: "اللي ربنا متمم لها سعادتها يطلع جوزها بجنازتها" يقول حكيم الهند طاغور: "مَنْ تَمُتْ قبل زوجها فسيوفّر هذا لها باقة زهور على قبرها، وإنْ ماتتْ بعده فقد تحوّلت إلى خرقةٍ بالية" أما المثل الإفريقي فيصفها بـ "سقطتْ الشجرة.. الآن يبدأ التسلّق عليها"
"وفي كتابها (إياك والزواج من كبيرة القدمين)، تعلق" مينيكة شبر" الباحثة الهولندية بالتراث الشعبي قائلة: إنّ الأمثال الشعبيّة عن الأرملة تعكس معرفة شعب بحقيقة ثقافته، وترجّح أن تكون أغلب هذه الأمثال وضعها نساء لا رجال، فهن يعلمنَ أنّ مَنْ يموت زوجها تصبح عرضةً لعقاب اجتماعي، في حين أنّه في حالة موت الزوجة يبادر الجميع بالتعاطف مع الزوج، ودفعه لبدء حياة جديدة، أما هي فتعاني وحيدة ألم الماضي ومخاوف المستقبل، بعد أن فقدت سندها المادي والوجداني، وانسدت أمامها منافذ الأمل لوجود حياة أخرى سعيدة, حيث يعيقها إحساس داخلي بالوفاء والمسئولية تجاه الأولاد والرهبة من الخروج إلى المجتمع ومواجهته". ويوجّه المثل الأمريكي لكلّ أرملة اتهاما بالقتل، ولهذا تكون النصيحة "لا تتزوج الأرملة إلّا إذا كان زوجها قد شنق". بينما يقول المثل الأسكتلندي "الرجل الذي يتزّوج أرملة لها ابنتان له ثلاثة أبواب خلفية" والمثل الدانيماركي يقول: ثلاثة لصوص بدل ثلاثة أبواب.ويقول الإسبان: "البغل الذي روّضه شخص آخر سوف يحتفظ ببواقي هذا الترويض" أما الإنجليز فيقولون: "من يتزّوج أرملةً غالبًا ما سيجد رأس رجلِ ميّت مُلقىً في طبقه" وجاءت كلمات البولنديين مباشرةً لتقول: "لا تتزوّج أبدًا من أرملة.. فكلّ مرّة تتشاجران فيها ستذكّرك بزوجها الميّت"
ويقول الحكيم الهندي باشتا: "الأرملة وحدها تحلم حلمًا مزدوجا" أمّا العرب فقالوا في نُصح رجلهم كي لا يتزوّج من أرملة: "ما تأخد الهجالة "الأرملة" ولو كان خدودها مشموم "ورد".. تخدمها خدمة الرجالة وتقول يرحم المرحوم". ومن الأمثال الأخرى يقول المثل الصيني للتنفير منها: "المرأة بالطبع لديها خبز جاهز، ولكنه عفن"، ويقول الأفارقة: "من الخطورة أن تركب جوادًا بعد فارس شجاع، وأنْ تتزوّج أرملةً بعد رجل قويّ"، ويقول أهالي رومانيا: "الأرملة كفطيرة الكبد لا تعرف أبدًا ماذا وضع فيها"ويقولالألمان: "قلوب الأرامل الصغيرات كالأواني الصغيرة تبرد بسرعة" ويقول الفرنسيون: "الأرملة التي تتنهد ترغب في الزواج"، و"الأرملة المسرعة تمرّ بالرجل الوسيم" كما رآها الأيرلنديون.
409 – لا صارْ ولا بَلّطْ
يُضرب في نفي حدوث الأمر, موضوع الكلام والقصد, بتأكيد عدم وقوعه. كمن يقول: "ما صار ولا شي من اللي عم تحكيو" أو تحكي عنو.
410 – لِيستحِي مِنْ بنتْ عَمّو. ميجيب أولادْ
لِيْستحي: الذي يخجل. مِيجيب: لن يحصل على. لن يأتي له. معنى المثل: أنّ الذي يتزوّج من بنت عمّه, فيخجل مِنْ أنْ يُجامعها, فهو لنْ يحصل منها على ولد. وهو مثل قديم ذكره الميداني بلفظ : (من استحيا من بنت عمّه لم يُولد له ولد ) في أمثال المولدين وذكره الراغب الأصبهاني من علماء القرن الخامس الهجري بهذا اللفظ في أمثال العامة في زمنه
وكانت العامّة في الأندلس في القرن الثامن تستعمله بلفظ (من استحى من ابنة عم, اش تنفس له ولد) يضرب في ذم الحياء الذي يمنع من تحصيل المطلوب. "الي يستحي من بنت عمه ما تجيب ولد" أو "اللي يستحي من بنت عمه ما يجيب منها عيال "أو "بو يخجل من بنت عمه ما يجيب ولاد".
411 – لا تخَلّي كِينِكْ ينام معِكْ إلى الصّباحْ
تخَلّي: تدع. تترك. كينك: كراهيتك. غضبك من شخص. حقدك. زعلك. يُضرب لوجوب مسامح الشخص الذي أساء لك, و عدم حمل الضغينة و الكراهية في النفس لوقت طويل, حتّى أنّك لا تتركها لغاية المساء, فاذهبْ إلى الشخص, الذي اختلفت معه لأيّ سبب كان, و حاولْ أن تسامحه إنْ كان مخطئًا بحقّك, و تطلب منه المسامحة إنْ كنتَ المخطئ معه, ففكرة أن يظلّ هذا الحقد بداخلك طويلًا, أمرٌ غير جميل وغير مقبول. وإليكم بعض الأمثال عن المسامحة "إنّ الذات السلبية في الإنسان هي التي تغضب وتأخذ بالثأر وتعاقب بينما الطبيعة الحقيقية للإنسان هي النقاء وسماحة النفس والصفاء والتسامح مع الآخرين" و "التسامح جزءٌ من العدالة" و "أعقلُ الناس أعذرُهم للناس" و "أفضلُ نتيجة من التربية هو التسامح" و "التسامح زينة الفضائل" و "النفوس الكبيرة وحدها تعرف كيف تسامح" و "في العفو لذة لا نجدها في الانتقام" ويقول سامح الغلاييني:
سامحْ صديقك إنْ زلّتْ بهِ قدمٌ ... فليسَ يسلمُ إنسانٌ مِنَ الزّللِ
و المثل" الاحترام المتبادل هو الذي يؤكد أنّ الأخطاء قابلة للتسامح مهما كانت .. بدون الاحترام لا يمكن التسامح". حين سأل بُطْرُسُ يسوعَ وَقَالَ: "يَا رَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟"
قَالَ لَهُ يَسُوعُ: "لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ". ممّا يدلّ على أهميّة التسامح في حياة البشر وعدم حمل الضغينة والحقد في النفس لمدة طويلة.
412 – لا تنام بينْ لِقبورْ ولا تِرِي نَوامات
تِري: تُشاهد. نوامات: أحلام. منامات. ونضيف للمثل أحيانًا كلمة (مِزْعِجِهْ) "لا تِري نَوامات مِزْعِجِهْ" المعنى يُراد منه القول: لا تضعْ نفسك بموقف ما وتشتكي بعد ذلك من النتيجة وإذا لقيت نفسك عالقًا فحاولْ أنْ تُغيّر الموقف دون التركيز على تغيير النتيجة. وقد ورد هذا المثل كثيرًا بين مختلف الشعوب العربية بصيغ مختلفة منه" لا تنام بين القبور ولا تشوف منامات وحشة" و "لا تعيش قلقان ولا تنام بين القبور" و "ولا تقعد بين القبور ولا تبصر منامات" و " ما تعمل شي ما تخاف شي." و " لا بنام بين القبور ولا بشوف منامات".
413 – لِيْكُولِّكْ أَبَدْ فِكِرْ مِنْ ...
لَيكُو: لا يكون. لَيْكُولِّكْ: لا يكن لك. أَبَدْ: نهائي. قَطعي. نهائيًا. قطعيًّا. لا تجعل لك تفكيرًا بالأمر أو من الطرف المقصود. لا تهتمّ أو تحمل غمًّا. يُضرب لتأكيد على عدم ضرورة الخوف أو القلق أو الشكّ بأنّ ما أعدك به أو ما نتحدّث عنه ستكون له نتائج سلبية. اطمئن فإنّ كلّ شيء سيكون على خير ما يُرام, وهو تحت السيطرة.
414 – لا تزَحِّكْ العالَم عَلَيْنا
تزَحِّك: تُضحِك. تجعلنا مسخرة أمام الغير. يعني المثل: لا تتصرّفْ تصرّفًا أحمقًا وطائشًا, غير لائق أو تقلْ قولًا في غير محلّه بحيث نُصبِح مُحرَجين أمام الآخرين فيشمتون بنا ويسخرون مِنّا. فليكن كلامك موزونًا وسلوكك مقبولًا كي لا تجعلنا "عِلكِهْ فِسِمّ النّاسْ" يتحدّثون عنّا في كلّ مكان ومناسبة بالسوء والسخرية, بحيث نصبح وقودًا لألسنتهم اللاذعة نقدًا وشماتةً وهُزءًا. ففي المجتمعات العربية مَن يسقط لا يرحمه الناس.
415 – لا تشِيلْ إسمِي!
تشِيلْ: تذكر. المثل يوجّه كطلب آمر لشخص يذكر اسم شخص آخر يعتزّ باسمه ولقبه, فكأنّه يقول: عندما تذكر اسمي عليك أن تحتفظ بالصفة أو باللقب الذي أُعرَف به, فلا تذكر اسمي هكذا دون وصله بما يناسب من صفة ملائمة و لقب يُشير إليّ وأنا معروفٌ به بين الناس وفي مجتمعي. ذكر لي المرحوم والدي قصة عن هذا المثل وهي أنّ جدّي من أبي الياس حنّا زاديكى, كان من رجال آزخ المعدودين لأسباب غناه من جهة و من جهة أخرى لأنّه كان حفيد بيت كبرو توما, فأمّه كانت مارتو المعروفة بزاديكى, كان والدها زعيم العشيرة الحبيبكيّة في وقت من الأوقات, و حين حاول ناصر باشا (ناصِرِهْ) أخذ المَخترة من شمعون غزو بالقوة و التمرّد أنّ جدّي وقف إلى صفّه داعمًا موقفه, و كانت عشيرة آل حبيب (الحبيبكيّة) في تلك الأيام انقسمت إلى حزبين أحدهما يناصر مختار العشيرة آنذاك شمعون غزو المعروف بحكمته وصبره وحنكته, وبين ناصر باشا المعروف بتسرّعه وطيشه, فكان أنْ قال له جدي الياس يا ناصر: لا يجب أن تتمرّد على شمعون غزو بهذه الطريقة, فاحتدّ ناصر عندما سمع جدي الياس يناديه باسمه حافّ دون أن يلصق به لقبه الذي كان نشره باسمه وهو (باشا) فصرخ في وجه جدّي قائلًا: لا تشِيلْ إسمي! أي لا تنطق اسمي خاليًا من اللقب المعروف به. كما نقول اليوم عبارة "مع حِفظ الألقاب". عندما رأى جدي الياس هذا السلوك الأرعن من ناصر شتم كلّ مَنْ يقف في مجلسه ويؤيّده بما يقوم به, فخرج من مجلسه ممتعضًا من عنجهيّة و نزق وطيش ناصر الأحمق, ولهذا قصة سنأتي على ذكرها في مكانها, حين نشب خلاف على زعامة عشيرة آل حبيب بين ناصر باشا وشمعون غزو.
416 – لا تفَكِّرْ. ألله مِيحَيِّرْ عَبدو
معنى المثل فيه دعوة لبني آدم, كي يدرك مدى محبّة الله له, فالله لا يتخلّى عن عباده في أوقاتهم الصعبة, وظروفهم المعقّدة, لذا لا يجب أن يضعف إيماننا برحمة الله الواسعة, وأنْ نشكّ بأنّه سوف ينسانا في أيّ وقتٍ من الأوقات. إنّنا عندما نقعُ في حيرةٍ, سيوجِد لنا مخرجًا, وحين نمرّ بمشقّة أو صعوبة, فهو سوف يُيَسِّر لنا أمور حياتنا, لأنّه أبٌ رحيم وحنون. يقول مصطفى لطفي المنفلوطي في كتاب (العبرات) :" لا يظلم الله عبداً من عباده ، ولا يريد بأحدٍ من الناس في شأنٍ من الشؤون شرّاً ولا ضيراً، ولكنّ الناس يأبون إلّا أنْ يقفوا على حافة الهوةَّ الضعيفة فتزلُّ بهم أقدامُهم، ويمشوا تحت الصخرة البارزة المشرفة فتسقط على رؤوسهم" والحيرة هي عدم استطاعة الإنسان اختيار طريق يقوده إلى الراحة أو الصواب, خاصّة عندما تشتدّ به الأزمات وتعصف بفكره رياحُ الأهوال. ولحظة الحيرة من اللحظات الصعبة والشاقّة علي قلب كلّ انسان وعلى عقله فهي عبارة عن تخبّط بين البدائل المتاحة في الاختيارات التي أمامه، فيخاف أنْ يأخذ قرارًا لا يكون في مصلحته, وهذا المثل يشدّ من أزر الإنسان في ضرورة عدم فقدان ثقته بربّه, الذي سيمدّ له يدّ العون, لِيُخرجه من تلك الحيرة دون أضرار.

418 – لا تجِيبْ بَحسْ ألله!
لا تجيبْ بَحسْ: لا تذكر. والمعنى من هذا المثل هو نوع من الردع والتحذير للشخص, الذي يحاول أن يكفر بالله, كأنْ يشتم الله, أو ينكر حقيقة وجوده, أو يعيبُ عليه عدم استجابته الفوريّة لطلبات البشر. كما يأتي هذا القول في مَعرض الردّ على الشخص, الذي يتّهم الله ويعتبرهُ سببًا في مصائبه أو مصائب الآخرين.
419 – لا تقُولّي. ولا أقُولِّكْ
وأحيانًا نقول: "لا تقُولّي ولا كِنْ قِلتولِكْ" بمعنى (دَعني منك, لا تقلْ لي أيّ شيء) التعبير فيه إشارة واضحة إلى حالة غضب ونفور مسيطرة على القائل, وكأنّه يريد بهذا التعبير أو القول للشخص الموجّه له, إنّني في حالة زعل منك, فلا تقل لي شيئًا ولا تبرّر موقفك هذا, فالقائل يسعى لقطع الكلام دون الاسترسال فيه, أو في ما يمكن أن يحصل من خلاله كنقاشات أو تفسيرات أو تعليلات لما حصل, وهو حدّ قاطعٌ فاصل للأمر دون أن يترك مجالًا لأي حوار ممكن.
420 – لا تلَبِّسْني قَميسْ بَلا زيق
تلَبِّسني: تُلْبِسُني. قَميس: قميص. زِيق القميص: ما يُحاط منه بالعنق. الحقّ والباطل وجهان متناقضان في الحياة, عندما يتجنّى أحدٌ على غيره باتّهامه بباطل ليس فيه, فإنّ الأمر يكون مؤلمًا, فما أصعب أنْ يتمّ اتّهام البريء بذنبٍ لم يقترفه. إنّ الحق يقوم على أساسٍ أمّا الباطل فلا أساس له, وهذا القول هو إشارة إلى حالة اتهام يقوم بها شخص بحق شخص آخر وعلى الأغلب يكون هذا الاتهام باطلًا, لأنّه غير صحيح. وحين نتّهم شخصًا فإنّنا نوجّه إليه قولاً أو فعلاً من غير تيقّن وتثبّت، واتّهمه ظلماً وعدواناً, أي من غير وجه حقّ.
هنا بعض الأمثال والأقوال عن الباطل والاتهام بالزور. "الباطل يكرر ادعاءاته بأشكال مختلفة ولكن ليس فيه مضمون جديد" و " الحق مزعج للذين اعتادوا ترويج الباطل حتى صدقوه" و "الصدق عزّ والباطل ذلّ" و "شاهد الزور يهلك" و"شَاهِدُ الزُّورِ لاَ يَتَبَرَّأُ، وَالْمُتَكَلِّمُ بِالأَكَاذِيبِ لاَ يَنْجُو".
421 – لا تِري الشّيطانْ. ولا تِنْعَلُو
تِرِي: تُشاهد. تلتقي ب. تِنْعَلْ: تلعن. يقابل "ابعدْ عن الشرّ وغنّيله" ويقصد بالشرّ المشاكل أو الأشياء الخَطِرة, وهنا ما تعنيه كلمة الشيطان لأنّه مصدر الشرّ, والذي يتسبّب بالمشاكل.هذا المثل هو من أكثر الأمثال المنتشرة بين الناس ولكنّ الناس صاروا يستخدمونه في مواضع غير ملائمة أو مناسبة وقد تكون بعيدة بمعناها عن دعوة هذا المثل, فمثلًا قد يمرّ الانسان بحالات تستفزّه كثيرًا ويهضم بها حقُّه لدرجةٍ كبيرة, فيُقال له: "ابعُدْ عن الشّرّ و غنّيلهْ" أي تراجعْ عن حقّك فإنّك بمطالبتك له, والسعي إلى استعادته قد يُعرّضك لمتاعب أو لخطورة لست قادرًا على تجنّبها أو احتوائها. والإنسان الكريم لا يرضى بأنْ تُهان كرامته, فهو سيبقى يطالب بحقّه إلى أن يحصل عليه. يقابله المثل العربي "إذا قامَ بكَ الشرُّ, فاقعُدْ" "تجنّب الشرّ والوقوعَ فيه" و يقول المثل السعودي: "قريب من الخير, بعيد عن الشرّ" والمثل الفلسطيني "ابعدْ عن الشر وغنّيلو وهات فاس وقنّيلو" و المثل القائل "قد لا يتمّ وجود الخير الكثير إلّا بوجود شر يسير".
422 – لا اتَّرِّسْ بوشْ!
ترّس: داس على. زاد في تماديه. بوش: كثيرًا. القول فيه تحذير وتنبيه بعدم التمادي والتعدّي سواءً بالقول أو بالفعل. عدم تجاوز الحدود المسموح بها.
423 – لا أَعْرِفُو. ولا أسْتَعْرِفو
أستعرفه: أحاول التعرّف عليه. يُراد من هذا القول: إنّ الشخص الذي تتكلّم عنه, لا أعرفه معرفةً شخصيّة, وبالوقت نفسه فإنّي لا أريد التعرّف عليه, باعتبار أنّه شخص غير موثوق به, وغير محترم, وغير صادق على ما يبدو, فهو يجمع كلّ الصفات السيئة, و التي لا تشجّعني كي أتعرّف عليه و أتقرّب منه, بل إنّ الابتعاد عنه يكون أمرًا سليمًا, إنّه إنسانٌ لا يُشَرّف أيّ شخص التعرّف به والتقرّب منه باتّخاذه كصديق. بالمختصر المفيد هو إنسانٌ سيئ.
424 – لا تسيرْ بَلا عقِلْ
تسير: تصبح. تغدو. هذا القول فيه نصح وإرشاد للشخص بأنْ لا يصدّق كلّ ما يسمع, وأنْ لا يثق بكلّ شخص, بل عليه أن يُكَبّر عقله, ويُحسن التصرّف مع المواقف والأشخاص بوعي ودراية كي لا يُصاب بالندم و الخيبة والشعور بمرارة الإحباط. فالشخص الذي لا يتصرّف بحكمة وتعقّل لما هو فيه وما يدور حوله, سيكونُ إنسانًا فاشلًا, يُمكن أنْ يتمّ الضحك عليه بسهولة واستغلاله بشكل قبيح.
425 – لا تطيلِعْ مَقاموكاتْ مِنْ قِدّا روحِكْ
تطيلِعْ: تُخرِج. تختلق. مقاموكات: مفردها مقاموكِه وهي اختراع قصة مختلقة أو وضع سيناريو لحالة وهمية غير موجودة. قِدّا: قدّام. أمام. وهنا يعني تأتي بها من نفسك دون أن تكون موجودة أصلًا. يُضرب لاختلاق حالة غير واقعية وغير موجودة, يحاول الشخص إيهام الآخرين بأنّها واقعيّة. يؤلّف قصصًا خياليّة مُختلَقة. يختلق أخبارًا وهميّة ويفبركها وفق مزاجه ومصلحته وأهوائه.
يُتبع...
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:47 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke