Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-07-2019, 09:42 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,566
افتراضي همسة تفاهم بقلم/ فؤاد زاديكى

همسة تفاهم






بقلم/ فؤاد زاديكى







درجتِ العادة أن نخرج زوجي و أنا بعض الأحيان في مشوار قصير سيراً على الأقدام بعيداً عن روتين ركوب السيارة المملّ في كل قصيرة وطويلة، وتكاد تكون الغاية (على الأغلب) من هذه المشاوير تعدو حدود كونها للفرجة والتسلية أو لشمّ الهواء النقيّ المنعش لتنشيط الدورة الدموية إذ هي ترقى إلى مستوى النقاش الجادّ لما يجري من أمور وما يعترض من صعوبات أو يتهدد من مشاكل فيما يخصّ الساحة الأسرية، وتكون هذه الخلوة البرّية هادئة يتخللها التمتّع بمناظر الطبيعة وجمال الأشياء إضافة إلى خزن الرئتين بما يلزم من نقاوة الهواء الذي يساعد في الكثير من الأوقات على تنقية النفس وتصفية الذهن بعيداً عن عجقة المدينة وضوضائها غير المستحبّة والتفكير الهادئ. ولكي يتمّ الحوار وتبادل الآراء في أجواء بعيدة عن سمع الأولاد، وهم بلغوا من العمر ما يجعلهم يتلمّسون كلّ صغيرة وكبيرة ويتحسسون الأمر وخاصة عندما تكون هنالك وجهات نظر متباينة بين طرفين أو أكثر وبهروبنا من مجموع هذه المؤثرات وتحسباً لما يمكن أن يحصل من مشاكل ومواقف تعقّد الأمر بدل من أن تساعد على حلّه، فيصعب اتخاذ القرار

الصحيح، وبعدما يتمّ الاتفاق بيني وبين زوجي على خطوات عملية وإجراءات يلزم القيام بها واتخاذها لحل المشكل أو لتجنّب محذور أو لإقرار رأي نعود بهدوء إلى الدار ثم نقوم بعقد جلسة عامة لجميع أفراد الأسرة الصغيرة ونعرض المشكل أو القضية المراد مناقشتها ويدار الحوار بروح ديمقراطية قد تتخلله أحياناً بعض التشنجات من هذا أو ذاك لكن في النهاية يتمّ تطويق ما يخشى من استفحاله ويصار إلى الاتفاق على الخطوات القادمة ولا أخفي أنه عندما يحصل تباين في وجهات النظر بيني وبين زوجي ليصل إلى درجة الخلاف أسعى إلى الهروب إلى صفاء الطبيعة وهدوئها الجميل وهوائها المنعش أتأمل جمال صنع الله الحسن وأملأ نفسي وروحي بشحنات من هذا الهدوء الذي أراه يخفف ما لدي من احتقان ويحوّل هياجي وضيق نفسي إلى استرخاء يشمل العصب والتفكير والنظر، وقد يطول سرحاني وقد يقصر إلى أن تلد لديّ قناعة زوال مرحلة الخطر وبدء مرحلة السلام مع الذات أولا ومن ثمّ مع الطرف الآخر، أعود بعدها بأدراجي إلى البيت وأنا أسعى إلى حل المشكل بأقل ما يمكن من الخسائر.




كنت فيما سبق وعندما نختلف زوجي وأنا معاً أنهض مسرعاً إلى غرفتي وأستلقي في فراشي لبعض الوقت مختلياً بنفسي وأفكاري، في محاولة تقييم في ساعة صفاء ذهني ونفسي لأن احتدام الموقف وتجاذب أطراف الحديث في تبادل اتهامات أو توجيه كلمات نابية قد تخرج عن الحشمة الأدبية سيكون لها مردودٌ سيء للغاية وبدل أن يساهم في الحل فسوف يعقّده أكثر والمواجهة متى استطاع المرء أن يجعلها تحت السيطرة دون أن تخرج عن نطاقها المحدود فتسيء لكلّ شيء أمر جميل لكن قلّما يستطيع الكثير من الناس فعل مثل هذا، ومن أهم ما يمكن أن يساعد على الحل ويقضي على أسباب المشكل هو محاولة الابتعاد قدر الإمكان عن المساس بكرامة الشخص الآخر سواء بكلمة نابية أو حتى عابرة يُساء فهمُها في ساعة غضبٍ لا عقاربَ لها ومن خلال تجربتي وخبرتي الشخصيّة المتواضعة

لمست أنّ اتّباع مثل هذا الأسلوب في معالجة الأزمات قد يخفّف منها ويساعد على حلّها أفضل لأنّ الإنسان يحتاج في مثل هذه المواقف الصعبة إلى رباطة الجأش وقوة التحمّل وقد رأيتُ في الهروب إلى الطبيعة علاجًا ناجعًا لاشكّ.


__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:11 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke