Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-05-2013, 04:15 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,567
افتراضي ما الذي يجري اليوم في سورية؟ بقلم: فؤاد زاديكه

ما الذي يجري اليوم في سورية؟



بقلم: فؤاد زاديكه


لم نعد نفهم شيئاً مما يجري على الساحة السورية حيثُ اختلط الحابل بالنابل فعلى ما يبدو و ما يتكشّف يوميّا من اشتداد حدّة المعارك و توسّع رقعتها بين النظام و المعارضة, أن هذا النظام لن يستسلم بسهولة فهو سيحاول خلط الأمور و توزيع الأدوار على أذنابه و عملائه في لبنان و تركيا و العراق و غيرها و ما وقع في سيناء من جهة خطف الجنود المصريين السبعة ليس بعيدا عن يد هذا النظام من خلال التنظيم الإرهابي عميل إيران حماس في قطاع غزة. إن اللعب بكل ما لديه من أوراق سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي مستمرّ و هولا يزال يتلقى الدعم المادي و البشري من أصدقائه و حلفائه بشكل مكثّف و عاجل, و خاصة ما يجري في القصير من معارك شرسة و طاحنة بين الثوار و بين جيش النظام و عملائه من الإيرانيين و حزب الله بما فيهم رجال النخبة التي زجّ بهم الحزب مؤخراً في العمليات العسكرية. و إن تم تسليح الثوار بأسلحة نوعية أو إيصال دعم عسكري من قبل الكتائب الثورية المقاتلة, فإن الأمرقد يختلف لأن معارك القصير ستكون حاسمة إنْ من جهة المفاوضات التي ستجري بين أطراف النظام و بين المعارضة أو من جهة وقوع التقسيم و مستقبل هذا التقسيم في سورية لإعلان الدولة العلوية في الساحل إلى حدود لبنان, أو منعه في حال انتصار الثورة في معارك القصير و سيكون بهذا النصر تحقيق عزل حزب الله عن المنطقة و تحجيم دوره العسكري الميداني بعدما تحطّمت صورة هذا الحزب العميل من الناحية الأخلاقية و المنطقية و الإنسانية.

إن مؤتمر جنيف يصنعهُ الكبار و يقوم به الكبار و يخطط له الكبار و يتفق عليه الكبار وفق ما تمليه عليهم مصالحهم الشخصية كدول كبرى و الصغار ليس لهم سوى الموافقة على ما يبدو. و كلّ مؤتمرات أصدقاء سورية هنا و هناك ليست صناعة سورية بل هي رتوش سورية باهتة توضع رغم أنف المعارضة السورية كتوقيع في ذيل الصفحة الأخيرة من البروتوكول.

النظام الطائفي العنصري البغيض أراد لهذه الثورة أن تكون طائفية و قد استطاع بحنكة أن يجر سنّة سورية إلى هذا الفخّ فأجج حقدهم و انتقامهم مما جعلهم يصرخون بأعلى أصواتهم بأنها حرب طائفية, يصرخون بهذا و هم يتفاخرون. لقد تم تشويه مفهوم الثورة و بذلك حقّق النظام هنا أيضا نجاحا على حساب الثورة التي كانت سلمية من يومها الأول. استطاع أن يحرف وجهتها و أن يمسخ صورتها و أن يتلاعب بها بخبرته الخبيثة التي اكتسبها مع مرور أزمان القهر و الغصب و التعدي و كبت حريات الشعب السوري. في بداية الثورة كان كل شي تمام و واضح و صريح و صحيح لكن البعض حرف هذا المسار إلى ما يشتهي بشار و يريد. طبعا كانت الثورة سلمية و لمدة ستة شهور و النظام يقتل المتظاهرين من اليوم الأول, لقد استمر في أعمال القتل كي يجرّ الثورة إلى موقف الدفاع عن النفس و استطاع هو أن يفسر هذا بأنها عصابات مسلحة و إلى غير ذلك من نفاق و كذب هذا النظام و ما أسهل ما تنطلي حيلٌ كهذه على الغرب و أمريكا حين يتم العزف على أوتار بعبع الإرهاب.

كانت هناك وعود كثيرة بتقديم العون و المساعدة للثورة و الثوار من قبل بعض الدول العربية و غير العربية, و لم يكن هناك تطبيق و لا تحقيق لأي شيء من هذه الوعود لأن لعبة المصالح هي الغالبة. فالسعودية هذه الدولة ذات الثقل الديني و الإقتصادي و السياسي كانت في البداية مفتوحة الشهيّة على تقديم الدعم المالي و المعنوي و قد فعلت ذلك لأجل معيّن و لكنها تراجعت بسبب الصراع بينها و بين قطر على مراكز القوى فصارت الغلبة للقطريين مما جعل الدور السعودي ينحسر بعض الشيء. أما تركيا فهي تعطي تصريحات طنانة و رنانة و تخشى من التدخل المباشر في الشأن السوري خشية من تنظيم البه كا كا الكردي و علويي تركيا الذين يدعمون و يساندون النظام في سورية و خشية من التحدي الإيراني المباشر لها على حدودها معه. لقد تم قصف مواقع داخل الحدود التركية و لم تفعل تركيا شيئا إنها تنفذ أوامر أمريكية و إسرائيلية هي الأخرى ليست حرة باتخاذ قرارها.

أمريكا كأية دولة عظمى ما يهمها بالدرجة ألاولى مصالحها الاستراتيجية و منها أمن إسرائيل فهو الخط الأحمر بل و الشديد الاحمرار لا يستطيع اي أحد تجاوزه و هي لا تهتم بما يحصل للشعب السوري و كل ما تقوله ليس إلا من قبيل رفع العتب و التظاهر بأنها تدافع عن الشعب السوري. و علينا أن نشعل قنديل أمل في أن يكون التصريح الأخير لقائد القوات الجوية الإسرائيلية و لوزير الدفاع الإسرائيلي و غيره من الشخصيات العسكرية حين أبدوا مخاوفهم من استمرار بقاء الأسد, علينا أن نعلم بأن الضوء الأخضر لإنهاء دور الأسد لن يصدر إلا من تل أبيب. إسرائيل تريد أن يستمر القتال لمدة أطول في سورية بين الطرفين كي لا يبقى لأية حكومة قادمة قوة عسكرية يمكن أن تهدد أمن إسرائيل, و من جهة أخرى كي تستنزف قوات حزب الله و قواه و تقضي على سمعته الأدبية و الأخلاقية و تعريه و كذلك كي تنحر اللفنوذ الإيراني تدريجياً في سورية. لكن بإمكان إسرائيل أن تستغني في أي يوم عن الأسد حين ترى أن وجوده لم يعد ضرورياً.

إنّ الشعب السوري (على العموم ) شعبٌ واعٍ, لكنه بشر من لحم و دم و ما تم ارتكابه من مجازر بحق السوريين ستبقى صوره ماثلة للعيان و مغروسة في القلب و العقل و الضمير لا يمكن نسيانه و هذه المشاعر قد تقود إلى شيء من الحقد و الرغبة بالانتقام إنْ لم نقل الكثير من ذلك, و هذا ما ستكون له عواقب خطيرة على سلامة و أمن الوطن حتى بعد رحيل الأسد. و على الرغم من جميع المحاولات التي تقوم بها جهات و أطراف و دول فإنّ الثورة السورية لن تفشل و لن تنتهي لكن يمكن أن يطول عمر النظام من خلال مثل هذه الاتفاقيات و المؤامرات و الدسائس, فأكثر من نصف الشعب السوري عانى و يعاني فكيف يمكن إقناعه بأي حل كان؟ هذا أمر صعب! الشعب السوري يريد الخلاص من مجرم انتهك حرماته و دمّر مقدساته و اعتدى على أعراضه و شرّد الكثير من أبنائه في الشتات ليعاني ما يعانيه من أعتى التحديات و الصعوبات.

أما عن مقولة أنّ الثوار إرهابيين فهذا محض افتراءٍ ليس إلاّ للنيل من سمعة الثورة, نعم هناك عصابات مسلحة داخل صفوف الثورة قد تضرّ بمصالح البلد فالكل لا يوافق عليها و هذا يعني أن كل الثوار ليسوا إرهابيين, فمنهم من هم إرهابيون على الرغم من محاربتهم النظام و هؤلاء يجب أن يتم كبح جماحهم لكن السؤال هل قبل سقوط النظام أم يجب تأجيله لغاية سقوط النظام؟ نعم الإرهابيون داخل صفوف الثوار هم أخطر من النظام على مستقبل سورية و هذا أمر لا يختلف عليه إثنان.

هناك شائعاتٌ مفادها بأن حكومة في المنفى سيتمّ تشكيلها برئاسة المجرم مناف طلاس بمباركة دولية و تأييد قطري و تركي و مباركة فرنسية من خلال جهود و مساعي عبد الحليم خدام و مصطفى طلاس و دخول ابن رفعت الأسد على الخط مما يشير إلى العودة ببشار مرة أخرى و بطريقة أخرى, أي بقاء النظام بشكل آخر و إعادة إحيائه على أنقاض النظام الحالي, ممّا سيجعل المجرمين يفلتون من العقاب لاحقاً.

إنّ ما يسمى بالمعارضة السورية هي مائة لون و لون فهي لم تحزم أمرها لغاية اليوم و بعد مرور أكثر من عامين على المجازر المستمرة فهي تتنافس على المقاعد و على الواجهة ناسية الدم و الهجرة و النزف و اغتصاب البنات و النساء أمام أبنائهم و أوزواجهم و صارت الفتيات السوريات في تركيا و لبنان و الأردن يمارسن الدعارة بدافع الحاجة هذا ما أكده لنا كثيرون فهل ماتت النخوة و صار اللحم السوري رخيصا إلى هذه الدرجة؟ إنها مأساة كبيرة. و المعارضة تختلف و تتناحر و تتقاتل على منصب أو جزء من الكعكة.

الشعب السوري ذكي و معطاء و فيه من العقول الكبيرة ذات الحس الوطني الصادق و من الخبرات الرفيعة المستوى على مختلف الأصعدة و في جميع الميادين كذلك هناك أصحاب فكر و رؤية سياسية و حنكة و خبرة في كل مجال من مجالات الحياة, لكن الكبار لا يتركون مجالا لهؤلاء, فهم يحاولون إقصائهم كي تبقى الأمور على ما يريدونها, فتكتمل الخطّة كما أرادوا لها و ينتهي الأمر إلى ما خطّطوا له بل تآمروا عليه. و سلام يا معارضة.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:01 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke