وسيرفضُ الظّلامْ ..!! شعر وديع القس

[وديع القس]

أرادوهُ ذليلا ً
خانع ِ..
ليسحبوهُ إلى جزيرةِ
العذاباتِ ومنها إلى الإنتسابِ
لجماعة الخدّامِ
والخانعينَ
كذيلٍ تابع ِ ..
فحوّطوهُ من الجهاتِ
الأربعِ..
الثّعالبُ والذّئابُ
والتماسيحُ
والضّباعِ ..
وغطّوا سماءهُ بقوافل ٍ
من الجّرادِ والذّبابِ
وجبالهُ بالعقاربِ والخنافسِ
والأفاعي..
وأمسكوهُ من الكتفِ
الموجعِ..
ثمَّ جرّوهُ بعنفٍ تحتَ
أنفاقِ القلاعِ ..
وأجلسوهُ على كرسيِّ الإعترافِ
مداناً بتهمةِ الخروجِ
عن القانونِ البشريّ
بالرقيِّ
والسموِّ والإبداعِ..
فحاكموهُ بلطفٍ من بقايا
حبٍّ خادعِ ..
وقبّلوهُ بعض القبلاتِ
من حنينِ الأفاعي و العقربِ
الّلاسع ِ..
ثمَّ أسقوهُ برفقٍ
من مياهٍ آسنٍ
بالمنقعِ ..
وخلّوهُ وحيدا ً في صحبةِ الّليلِ
يناديْ صفيرَ الرّيحِ
وقرقعةِ التّنكِ المصدّى
من هياج ِ الزّوبع ِ..
وصاروا يعانقونهُ ويغازلونهُ
بودٍّ وحنينٍ بالحِرابِ
القاطعِ..
حرقوا ساحاتهُ والديارا
واستأجروا قوافلَ الجرادِ
لحصدِ المواسمِ
والمراعي..
داسوا ياسمينهُ الأصيل
وجميع الورودِ والزهور
وقطّعوا أشجارهُ
وسرقوا الأغنامَ والخواريف
واسكتوا صوت الحنينِ
يتيما ً من شبّابةِ
الرّاعي..
جعلوهُ حقلاً للتجاربِ
لكنَّ ترابهُ
يأبى نظرةَ المتكبّرينَ والجهلاء
ويتذكّر أصالتهُ
الأولى فيبقى واقفاً
يقاومُ بعينيهِ
ورائحتهِ العتيقة الطيّبة
توزّعُ الحبَّ
بشموخٍ ولكنْ دونَ
انصياعِ..
ودونَ اتّباع ِ..
وسيرفضُ الظّلامْ
ويبقى في
الأمامْ
ويمقتُ الجهلَ والأصنامْ
يقاومُ الأوجاع
ويبقى في ارتفاعِ..
ويبقى في
ارتفاعِ..!!!

وديع القس ـ 19. 3. 2014-

[fouadzadieke]

هذا ما يفعله اسياد العالم العربي و حكامه و زبانيته بحق كلمة الحق و نداء الحرية و المطالب الإنسانية. لن يدوم الظلم يا صديقي و ستبحر سفينة الحرية و ستصل غلى مرافئ الأمن و السلام و هي ترفع لواء العدالة الاجتماعية و الحق المسلوب. شكرا لإبداعك الجميل

[وديع القس]

شكرا يا غالي
الرب يحفظك
وشكرا لتعقيبك الرائع وبوحك الذي تعودنا على روعته
وابداعه .