|
يوميات سميرة في الكور بدءا من 10 نيسان 2008
روزنامة اليوم الأول من كور سميرة 10 نيسان 2008 هو اليوم الأول من فترة غياب لحبيبة قلبي سميرة, حيث ستغيب عنّا فترة من الوقت أحس بأنها ستكون صعبة فهي لم تغب سوى 8 ساعات هذا اليوم و قد تلفنت ثلاث مرات و هي مرتاحة في غرفة بمفردها تطل على بلكونة و قد أجريت لها اليوم فحوص كاملة لتقرير ما سيتم القيام به من نشاطات و معالجة مثل مساجات و سباحة و ركوب بسكليت و تدريبات أخرى. تشعر في اليوم الأول ببعض الفراغ لأنها لم تتعرف بعد على أناس هناك لكني أعرف أنها إنسانة اجتماعية و هي ستتمكن من كسب قلوب كثيرين من الذين هم معها. فتحت التلفزيون و أخبرتني أنه توجد اليوم مباريات و سوف تحضرها كما أنها قالت بأن الأكل عندهم كثير و لهم 3 لوائح يختار كل منهم ما يريد من أنواع الأكل. كما قالت بأنها و لدى وصولها لم تتعرف على السيارة التي كان من المقرر أن تأخذها إلى المشفى فتلفنت للمشفى حيث أرسلوا لها سائقا أخذها إلى المشفى و من الطبيعي أن يكون اليوم الأول يوما للتعارف و للتعود على الأجواء العامة. أتمنى أن ترتاح سميرة هناك و أن تستفيد من فترة النقاهة و الاستجمام هذه لتعود لنا معافاة و مرتاحة. |
11 نيسان 2008 اليوم الثاني من كور سميرة أفاقت في الصباح بعد ليلة هادئة لم يأخذ المكان الجديد منها إحساسها بالنوم بعيدا عن عينيها فهي نامت نوما عميقا. كانت نشيطة في هذا الصباح و حين سألتها عن الأشخاص الذين معها قالت بعضهم غير منفتح و هو يتحاشى التعرف على الآخرين. كان موعدها اليوم مع بعض الأشعة بالرونتجن التي أجريت لها ليصار إلى معرفة أسباب هذه الأوجاع التي تشعر بها. كما أنه تم إجراء بعض الفحوصات العامة لها و تم تحديد برنامج سيتم تنفيذه و صار من المؤكد أن كل هذا التشنج في عضلاتها ناجم عن الشغل المتعب الذي تقوم به. الطعام طيب كما قالت لكن الوجبة لا تشبع فهي قليلة نسبيا لكن يمكن أن يحصل الشخص على كفايته. الشرب متوفر و اليوم تم عمل مساجة لجسمها ارتاحت به كثيرا كما تمّ أخذها إلى موضع فيه رمال ساخنة طلب منها أن تملأ راحتي يديها بهذا الرمل الساخن و تقوم بالضغط عليه بين يديها لمدة عشر دقائق. فترة الطعام هي صباحا الساعة السابعة على ما أعتقد و في الظهر من الحادية عشرة و النصف إلى الثانية عشرة ظهرا. تكلمتْ معنا اليوم أيضا بحدود المرتين و هي مرتاحة جدا و تريد ألا نفكر فيها فقلت لها نحن أيضا هنا على أحسن ما يكون فأختي فهيمة الموجودة في قريتنا لديها أورلاوب و هي تأتي مشكورة إلى طرفنا أثناء تواجدنا في العمل و تقوم ببعض الأعمال المنزلية لمساعدة البيت من طبخ و غسيل و غيره. |
12 نيسان2008 اليوم الثالث من كور سميرة أفاقت مرتاحة صباح هذا اليوم بعد نوم هاديء و مريح. موعد الإفطار هو السابعة و النصف صباحا جلست إلى طاولة الفطور مع من يشاركونها الطاولة و يبدو أن الوضع صار أفضل مما كان عليه في اليومين الماضيين فهي بدأت بالتعرف على بعض الناس و منهم شابة و شاباً اسبانيين تقول عنهما أنهما ظريفان للغاية لكنها حزنت عليهما لأن البنت ستغادر الكور (المشفى) يوم الأربعاء القادم و كانت سميرة ارتاحت لها كثيرا و تبادلت معها أطراف الحديث للتعارف و عن مواضيع شتى. كما أنها تعرفت اليوم على أناس جدد و أمضت اليوم بمعظمه في ركوب البسكليت إذ أنهم ساقوا لمسافة 25 كيلومتراً. و قالت أن الطبيعة كانت جميلة و قد تعبنا في الرحلة لكون الطريق كانت مرتفعة و علينا أن نقطعها على البسكليت. وصلت مع المجموعة إلى مقهى صيفي فيه مأكولات و شرب فطلبت كأسا من الكاكاو كان لذيذا بعد هذا التعب. عادوا من رحلتهم إلى المشفى و في فترة ما قبل المساء قامت بالسباحة بعدما تجرأت و صارت تضع حول كتفها مطاطا كي تطفو على سطح الماء و جاءت إليها فتاة عمرها 12 سنة و تحدثت معها قائلة رأيتك و أنت تحاولين تعلّم السباحة فقالت لها نعم. و سألتها فيما إذا كانت تخاف فقالت أنا أيضا في باديء الأمر كنت أخاف إلا أن الوضع صار الآن لدي طبيعياً. قبل قليل تناولت طعام العشاء ثم تكلمت معنا على الهاتف لسماع أصواتنا و التطمن علينا و إخبارنا عما حصل معها اليوم. أخبرتها أن أخي فهمي اتصل اليوم ليسأل عنها فشكرته. كان اليوم حافلا بالنشاط لذا فهي و بمجرد الاستلقاء على الفراش ستغط في نوم عميق. كانت منذ صباح اليوم تشعر بوجع في الرأس لكنها تحاشت أن تتناول حبوبا لوجع الرأس فهي لا تحب التعوّد على تناول الحبوب إلا في حالات الضرورة القصوى. |
13 نيسان2008
اليوم الرابع من كور سميرة كما كل يوم يبدأ نهارها بتناول الفطور بعد الاستيقاظ و من ثم بالقيام ببعض ما هو مقرّر من نشاطات و من تدريبات و فعاليات أخرى. تعرّفت اليوم على امرأة المانية قالت لها أن لها ابنة تسكن في كارلسروي القريبة منا كما أن لها ابنة أخرى تعمل في السينما, و عرضت على سميرة أن تذهب برفقتها هذا المساء إلى السينما. لقد حزنت سميرة لأنها تعرفت على هذه السيدة و هي ستغادر الكور يوم الأربعاء القادم. كانت قبل الظهر قد ذهبت مع هذه السيدة إلى الكونسرت لحضور عزف موسيقي كلاسيك و قد مشيت برفقة سيدتين لمدة عشرين دقيقة إلى أن وصلوا إلى المكان الذي حضروا فيه العزف الموسيقي و قالت أن هذا العزف أعجبها كثيرا. عادت متعبة من المشي و تناولت طعام الغداء ثم اتصلت بنا لكي تطمئن على أخبارنا و تطمئننا عنها, و قالت أن يوم غد سيكون حافلا بالمواعيد و هي تشعر الآن براحة في يديها و كتفيها لكونها لا تعمل لكنها تعاني من آلام بسيطة في الظهر لكون السرير الذي تنام عليه غير مريح أو الدوشك. أخبرتها أن أختها بهيجة اتصلت للتطمن عليها و علينا. و قد أخبرتها بأن جوني يعاني من وجع و آلام في عينيه الإثنتين ربما يكون التهابا و سيذهب غدا إلى الطبيب. |
ألف الحمد لله على سلامة بنت عمي ياأخي وفرحنا جدا بأنها على أتم وأحسن حال ونتمنى لها العودة السريعه وهي معافية لبيتها وعلى رأس أولا دها الرب يكون معكي يابنت عمي سموره الغاليه وترجعين بأقرب وقت وتعملين أكل لأخوي من أيديكي لأنو أكيد كو سوا بيريت أكلكي |
الشكر الكبير لك يا أخي الياس على مرورك الجميل دائما و على هذه المشاعر الرقيقة الرب يحفظ لك فريدة و يخلي الأولاد. |
14 نيسان2008 اليوم الرابع من كور سميرة كان اليوم عاديا لدى سميرة إذ أجرت بعض التدريبات و عمل لها المساجات اللازمة كما ذهبت إلى السينما و هي مرتاحة جدا و تقول أن أوجاع كتفيها و يديها قد خفّ كثيرا و هي تشتاق إلينا و نحن أيضا مشتاقون لعودتها. تكلمت بعد الظهر مع وسيم بعد تناولها طعام الغداء و حين ارادت التكلم معي مساء على الهاتف لم تكن تسمع صوتي جيدا لذا لم تتمكن من الحديث معي. |
15 نيسان2008
اليوم الخامس من كور سميرة اليوم لم تتكلم سميرة معنا لغاية هذا الوقت و هي الساعة العاشرة و النصف مساء. آمل أن يكون السبب هو كثرة التدريبات و كثافة البرامج المعدّة لها و هي ستكون تعبانة بحيث لا تتمكن من الاتصال بنا و قد وصلنا اليوم منها كرت تقول فيه( اشتقتُ لكم كثيرا و بدونكم الحياة ليس لها قيمة. أحبكم من كل قلبي. أنتم روحي و حياتي. بقي لي اسبوعان و يومان و إلى ذلك الوقت سأشتاق لكم و هي تسلم على جميع الأهل و تقول إنها مرتاحة جدا بدون أعمال) و كانت اليوم مارتينا تعاني من آلام في رجليها و قد قادت سيارتها بصعوبة في طريق العودة من العمل إلى البيت. نظمت هذا اليوم شعراً تعبيراً عن شوقنا لسميرة: كلّما حاولنا كتمَ الشّوقِ لم يُفلِحْ و يُجدي شوقُنا الطاغي إليها ازدادَ في كمٍّ و عدِّ أينما حاولنا تحليقاً نراها ما بِبُعْدِ في زوايا البيتِ تبدو كوكباً ما غاب يهدي سعيَنَا حبّاً و طيباً و هو ما يأتي بسعْدِ إنّها فينا كروحٍ هائمٍ في كلّ غَرْدِ تأخذُ الأشواقَ منّا صوبَها كي لا تُعَدّي عنها في مَرٍّ لتبقى قربَها تنأى بِسُهدِ إنّها في كلّ يومٍ بيننا من كلّ بُدِّ تُوصِلُ الأفكارَ و هيَ في حضورٍ مُستَعِدِّ تعلمُ الأحوالَ كيفَ عندنا تمضي بِسَرْدِ إنّها أيّامُ تمضي و هي في مرٍّ و عَدِّ. بعد أن أنهيت كتابة القصيدة هنا تلفنت سميرة و أخبرتنا عن أحوالها كان اليوم لديها 7 مواعيد و هي لم تتمكن من الاتصال بنا لضيق الوقت و قامت بزيارة البلد و اشترت بعض الهدايا التذكارية البسيطة. |
1 مرفق
إنّها في كلّ يومٍ بيننا من كلّ بُدِّ تُوصِلُ الأفكارَ و هيَ في حضورٍ مُستَعِدِّ تعلمُ الأحوالَ كيفَ عندنا تمضي بِسَرْدِ إنّها أيّامُ تمضي و هي في مرٍّ و عَدِّ. كلمات وأحاسيس صادقة تركتني أعيش بين صدقها وإخلاصها لحظات ولحظات وأنا أحلق في عالم غير هذا العالم .. عالم مملوء بالحب والمشاعر الصادقه والأحاسيس المخلصة التي وإن دلت فلا تدل إلا على حبك الكبير لزوجتك وإخلاصك لها الذي لايتواجد إلا في قليل من البشر في عصرنا هذا ... لذا أقول ومن كل قلبي وفقكم الله على ما أنتم عليه من حب وإخلاص وتفاهم ..ليتني كنت نقطة من بحر إخلاصك يالغالي ... نتمنى الشفاء العاجل لصديقة طفولتي وإبنة عمي الغاليه سموره .. سلمت يمناك ياأخي الغالي فؤاد.. تقديري ومحبتي ألياس |
اقتباس:
الغالي دائما بقيمتك و العذب بمرورك و الصادق بمشاعرك أخي الياس أشكر لك توقيعك الجميل و رسمك البديع المعبّر |
اخي فؤاد اشكرك على ما تقوم بكتابته عن صديقتنا سمورة وتضمننا عن احوالها واتمنى من الرب ان ترجع لنا بسلامة وتنور المنتدى برجوعها |
اقتباس:
اقتباس:
|
16 نيسان2008
اليوم السادس من كور سميرة اليوم أيضا كاليومين الماضيين كان حافلا بالمواعيد و تعرفت من جديد فهنا على عائلة أخرى و هي تستغل بعض فرص الفراغ لتذهب إلى المدينة و تقول أن الطقس كان في الأيام الماضية ماطرا. و المدينة جميلة و هي ليست ببعيدة عن المستشفى كثيرا. الطعام جيد جدا و منوّع و بدأت تشعر براحة و بمردود إيجابي للتمارين و المساجات التي تجرى لها. |
17 نيسان2008
اليوم السابع من كور سميرة اليوم كان لديها 7 مواعيد و أخبرتني قبل قليل أنها منهكة من التدريبات و لكنها تشعر بتحسن كبير إلا أن ضغطها كالعادة لا يزال منخفضا و قد أعطيت بعض الحبوب من أجل ذلك. نزلت إلى المدينة اليوم برفقة هذه الأم و ابنتها التي تعرفت عليها و هناك اشترت دفترا و لوازم الرسم حيث يوجد في المشفى مرسم و كانت سميرة رسمت صورتين أهدتهما لهذه المرأة و ابنتها و قالت أنها شاهدت هناك في الدكان أناسا معها في الكور فعادت معهم. و يوم السبت المقبل لديها سواقة بسكليت و تجول في خارج المستشفى برفقة مجموعة كلها تسوق البسكليتات و هي لا تزال تتعلم السباحة. في الأيام القادمة سيصار تعليمهم كورس على كيفية الجلوس أثناء مشاهدة التلفزيون و كذلك أثناء العمل كما أنها مسرورة جدا بالاهتمام الذي تُعطى و غيرها من المشاركين في الكور و قالت أن نساء و رجالا جاؤوا مع بعضهم و تمنت لو كنت أنا أيضا معها في الكور. إنها تعدّ الأيام و قد اشتاقت للبيت كثيرا. إنه الأسبوع الأول و قالت إنها لا تريد أن تمدد إقامتها أكثر من الفترة المقررة فهي تريد العودة إلى البيت. |
18 نيسان 2008 اليوم الثامن من كور سميرة تكلمت اليوم بالتلفون و كنت بيت أمي فطمأنتنا عن وضعها و قالت أنها تشعر بتحسن كبير جدا و هي تسلّم على جميع أعضاء المنتدى و الدردشة و تقول إني اشتقت إليكم. كان لديها اليوم كالعادة الكثير من التدريبات و مواعيد المساجة و غيرها و قد تم فحصها من البروفيسور الآوبر آرتست أي رئيس القسم و قال لها إنها تحتاج إلى فترة أسبوع أخرى إضافية. و هي لم تبد رغبتها في قبول ذلك إلا أن البروفيسور قال لها إنه سيكون من الأفضل لك أن تقبلي إذ لن يحق لك فترة أخرى من الكور إلا بعد انقضاء مدة 4 سنوات, و قالت له إني أشتقت لبيتي فقال افهم هذا لكن وضعك الصحي أهم و أنك ستعودين في يوم ما إلى بيتك و أسرتك, قال لها بعدما لاحظ ترددها إني لا أريد منك جوابا فوريا لكن فكّري جيدا فيما قلته لك. و حين أخبرتني بذلك قلت لها وافقي فورا فهذه فرصتك الذهبية في أن تتعالجي و ترتاحي و ستعودين يوما ما إلى بيتك و عملك كالمعتاد و من المقرر أن نقوم بزيارتها وسيم و أنا نهاية هذا الأسبوع. لا يوجد قنالات عربي عندها و هي تحضر الألماني فقط و قد ضاق خلقها قليلا من هذه الناحية. كانت البارحة قد سألتني على التلفون سؤالا عاديا بريئا هل اشتقت إلي؟ لقد أثّر سؤالها في كثيرا و سالت دموعي لأنها فترة ستكون غير قصيرة و كان أن نظمت من وحي سؤالها هذا اليوم هذه القصيدة: سألتِ بعد تلفون سميرة البارحة و هي في "الكور1" سألتِ عندما تَلْفَنْتِ قلتِ: تعاني الشوقَ أو وقعَ الهُيامِ؟ و يدري القلبُ منكِ كم أعاني منَ الآلامِ في نارِ الغرامِ! بكيتُ إلاّ أنّ الدمعَ جفَّ فحزني حرُّهُ مثلُ الضرامِ و خفتُ أن تَرّي آثارَ حزني فيأتي هاتفٌ فضحَ المُرامِ و شئتُ الخوفَ في غير اشتياقي و قلتُ الخيرُ في صمت الكلامِ. هواكِ اليومَ أقوى صدّقيني و طولُ البعدِ لم يثنِ غرامِي عزائي أنّك في (الكُورِ) أنتِ على حُسنِ انتباهٍ و اهتمامِ. عسى الأيّامُ تمضي في هدوءٍ و يأتي السّعدُ في مَنِّ السّلامِ. أعاني أيْ حبيبي ليس عيبٌ و لكنْ لا انهيارٌ في مقامِي سأبقى واثقاً منكِ و منّي بأنّ الحبَّ يجري في مسامِي و أنّ الروحَ منّي كلّ يومٍ تزورُ (الكورَ) في علمِ احتلامي أصلّي كي تعودي في سلامٍ و حالٌ منكِ في خيرِ انسجامِ تزولُ عنكِ أوجاعٌ و همٌّ و يغدو الجسمُ ممشوقَ القوامِ كما قد كان من أيّامِ حبٍّ و كانَ الحبُّ روحُ الابتسامِ! 1: فترة نقاهه صحية تتم بموافقة لجنة طبية لبعض العاملين الذين يعانون من مشاكل و أعراض بدنية, تكون لفترة محددة في أمكنة صحية تحت رعاية و عناية طبية و صحية من مشافي متخصصة. |
انشالله بالصحة حبيبة قلبي ورح ترجعي لنا بكل خير وسلامة لانو مشتاقين لك كتير كتير ،،بس لو تهدي شوية وتريحي حالك يا حلوة بوسة لاغلى ام نبيل والف شكر لحبيب قلبي ابو نبيل للمعلومات المطمئنة |
اقتباس:
|
19 نيسان 2008 اليوم التاسع من كور سميرة لقد اتصلت قبل قليل و فور عودتها من رحلة التجوّل (فانديرونك) لغاية الساعة الواحدة من بعد الظهر و قالت أردت أن أتكلم معكم قبل موعد فترة طعام الغداء. قالت أن قائد الرحلة الذي كان معهم أراهم معالم المدينة القديمة و الكنائس القديمة و قالت سميرة يبدو للوهلة الأولى أنها مدينة صغيرة إلا أنها كبيرة نسبيا و هي قريبة من حدود الدولتين الفرنسية و السويسرية. و كنا أخبرناها برغبة وسيم الشديدة في زيارتها و سوف نزوها يوم غد الأحد باذن الرب. لكن لم نقرر بعد الوسيلة التي سنستقلها للسفر إلى طرف سميرة. طلبت مني اليوم أن أجلب لها معي من هنا سيخ خرج نمرة 2 لأن وقت فراغها كثير و هي ندمت على عدم أخذ سيخ خرج معها. كما طلبت أن آخذ لها معي كتابا باللغة العربية و قمت بطبع بعض الأشعار و بعض المقالات و المشاركات من منتدياتنا لكي تقرأها فهي دائما تسأل عن صحة الأعضاء و عن أخبار المنتديات. قالت إنها مرتاحة جدا و علينا ألا نفكر فيها أبدا و من هذه الناحية فإن فكري مرتاح من طرفها تماما أعادها الرب إلينا بسلام و بصحة لقد اشتقنا لها كثيراً و خاصة الأولاد الذين يفتقدونها. |
20 نيسان 2008 اليوم العاشر من كور سميرة وصلنا قبل قليل بالسيارة ابني وسيم و أنا من طرف سميرة حيث هي متواجدة في الكور و قد أرتنا سميرة جميع أقسام المشفى الذي تقيم فيه, كما تمشورنا إلى داخل المدينة سيرا على الأقدام و هي منطقة رائعة جدا تتصف بمناخ يشبه هواء و طقس الزوزان في تركيا فهي محيطة بالجبال و يوجد فيها العشرات من المستشفيات و مناطق الكور و الريهابيليتسيون. أمضينا يوما جميلا جدا فرحنا فيه جميعا و قد سرّت سميرة كثيرا بزيارتنا و هي مشتاقة جدا للبيت و الأولاد و الأصدقاء و تشكر جميع الذين أرسلوا إليها بسلامهم كما أنها تبعث بأحر السلامات و التحيات إلى جميع أحبتنا أعضاء المنتديات و الدردشة و تقول إني مشتاقة لكم و أرجو لكم كل الصحة و السلامة و الرب يسوع يحفظكم. إنها تقيم في غرفة بسيطة متوفر فيها كل شيء بما في ذلك التواليت و الدوش. كما أن لها طاولة للقراءة و المطالعة و طاولة أخرى للأكل و المطعم الذين يتناولون فيه الطعام كبير جدا و المسبح داخلي و غير عميق. أمضينا وقتاً طويلا بالمشوار حيث ذهبنا إلى البارك و هناك التقطنا بعض الصور التذكارية للبارك كما التقطنا صور لغرفة سميرة من الداخل و الخارج للذكرى و قد التقينا بكثيرين ممن هم معها في الكور و هم لطفاء, أرسلت معنا إحدى الشناطي مع بعض الحاجيات التي لا تلزمها و كانت مارتينا قد كتبت لها رسالة قصيرة حملناها معنا لها, لعبنا بالورق و تسلينا بالفرجة على التلفزيون في غرفتها. في الطريق كان وسيم يقود السيارة فيما قمت بنظم هذه القصيدة أعطيتها هدية لها: قصدناكِ على حبٍّ و صدقٍ فتنةَ العمرِ تشوّقنا إلى لُقيا و بعض الضمّ من خَصرِ مضتْ أيّامُ في عدٍّ كأنّ اليومَ كالدهرِ ففي لًقيانا أفراحٌ و أنعامٌ منى عمري! أمورُ البيتِ لا فكرٌ على خيرٍ لها تجري قلوبُ الكلِّ تشتاقُ لرؤيا وجهك البدرِ تمنّوا أنْ يوافوكِ و قالوا إنّنا ندري بأنّ الماما تحتاجُ هدوءًا. إنّا في صبرِ ستأتي بعد ما تمضي أسابيعٌ على جمرِ و نلقاها بأحضانٍ و حبٍّ واسعِ الغمرِ سلاماتٌ و أشواقٌ كنفحِ الوردِ و الزهرِ إليكِ اليومَ محمولٌ مع البابا على صدرِ. من البوساتِ أطنانٌ و أحمالٌ من العطرِ نُحسُّ البعدَ يا ماما كأسيافٍ على النحرِ تعوّدنا على رؤياك صرتِ اليومَ في هجرِ دعي أفكاركِ تصفو لكِ بعضٌ من العذرِ. نُصلّي كلّما اشتقنا لكي نقوى على الأمرِ تعالي بعدما تنهين كوراً حرّةَ الأسرِ بجسمٍ منكِ مرتاحٍ و أعصابٍ بلا قهرِ. سلام الحبّ يا ماما (بلاك) العمرُ في ذُعرِ يُحسُّ مثلنا بابا بهذا الحزنِ و القهرِ فيخفي عنّا أحزاناً و يعطي نفحةَ البِشرِ. فمنْ جاء و مَنْ غابَ محبٌّ ليس مِنْ سرِّ فأنتِ مَنْ بها نحيا و فيكِ كلُّ ما يغري من الأطيابِ يا ماما فعيشي الأمنَ في فكرِ. نعاني بُعدَكِ عنّا و لكنْ حبُّكِ يثري فيعطي الصبرَ كي نقوى و منكِ قوّةُ الصبرِ. |
الاخ الغالي الاستاذ انشاء الله ترجع الاخت الغالية سميرة من رحلتها بخير وسلامة واتمنى لها رحلة موفقة |
اقتباس:
|
21 نيسان2008
اليوم الحادي عشر من كور سميرة اتصلت بنا اليوم سميرة في وقت متأخر نسبياً لكونها انهمكت في قراءة الكتاب الذي أخذته معي لها و هو بعنوان (سفر برلك) قالت إنها كلما قرأت صفحة تقول سأكتفي و لم تشعر بنفسها و هي تنغمس في قراءته بشغف فلم تشعر بالوقت يمضي. كالعادة أكملت اليوم تدريباتها المقررة و خاصة الفانكو للظهر و مساجات أخرى و ركب البسكليت الثابت و هي مرتاحة و زاد اشتياقها إلى البيت أكثر بعد زيارتنا لها و من المقرر أن نقوم بزيارتها في نهاية هذا الأسبوع أيضا إذا أراد الرب و وفقنا إلى ذلك و قد اتصل بي فالتر فايندل بالإيميل يخبرني أن يوم الأحد القادم هو آخر جولة من الشطرنج و لدينا مباراة هامة مع متصدر مجموعتنا غير أني اعتذرت عن اللعب بسبب زيارتنا المقررة لسميرة. كانت سميرة قد قرأت لي بعض الخواطر و الأشعار النثرية التي كتبتها فقلت اتركيها إلى أن تعودي و تقومي بنشرها بالتتابع فهي تحمل الكثير من عبارات الشوق و الحنين و التشوق. |
22 نيسان2008 اليوم الثاني عشر من كور سميرة اتصلت سميرة اليوم مبكرا على غير عادتها فقالت إنها أرادت أن تتلفن لنا قبل الذهاب إلى موعد العشاء الذي سيكون بعد قليل و قد سألتني ما إذا كنا قررنا متى سنزوها فقلت لها لم نحدد بعد. قامت اليوم أيضا ككل يوم بالكثير من التدريبات و كان عقد لهم اجتماع في الصالة الكبرى تم إعطاءهم بعض الإيضاحات و التعليمات و حزنت لكون السيدة الألمانية التي تعرفت عليها و كانت تسبح معها و مع ابنتها غادرت الكور عائدة إلى بيتها لإنتهاء المدة المقررة لها. لاتزال تقرأ في الكتاب و هي لا تريد أن تلقيه من يدها فكلما أتيحت لها فرصة أسرعت إلى قراءته. جاء قبل قليل جوني من العمل و قال لوسيم إنه سيأتي معنا يوم الأحد إلى طرف سميرة و كنت و وسيم قررنا السفر بالقطار إليها غير أن جوني قال سنسافر بالسيارة. هي تعدّ الأيام و الأسابيع و أشعر بأنها راغبة كثيرا في العودة إلى البيت لكن صحتها هي الأهم و عليها أن تلتزم بما تم تقريره و قد تلفنت اليوم مع المشفى الذي تعمل فيه و أخبرت رئيستها في العمل بأن البروفيسور قرر تمديد كورها أسبوعاَ آخر و بعد انتهاء الكور سيكون لها إجازة أسبوع من العمل كنا عملنا أورلاوب مع بعض لكن الموعد الآن سيختلف حيث سأعمل قبلها بأسبوع إجازتي و هي بعدي بأسبوع. |
23 نيسان2008 اليوم الثالث عشر من كور سميرة تلفنت سميرة قبل قليل و هي مرتاحة كثيرا و قد طمأنتنا عنها و أخبرتنا عن نشاطات يومها الحافل بالكثير من الحركة و الحيوية و المشاوير و المساجات و التدريبات و هي تريد أن تجري تغييرا كبيرا في نمط حياتنا بعد عودتها من الكور. قالت إنها نسيت موعد العشاء عندما كانت تقوم بمطالعة كتاب (سفر برلك) و حين ذهبت إلى المطعم في حوالي السادسة و النصف مساء كان الخبز قد نقل من المطبخ و من عادة سميرة أنها لا تستطيع أن تأكل بدون خبز فجلبت لها المسؤولة عن المطبخ خبزا و هي تضحك و قد أخبرتها عن سبب تأخرها. قالت سميرة الآن أحضر نفسي للذهاب إلى المسبح من امرأتين تواعدنا أن نسبح سوية و أخبرتها بأننا سنزوها في نهاية الأسبوع جميعا باستثناء مارتينا التي لا تستطيع لأنها ستعمل. و كانت فهيمة عندنا تقوم بتنظيف البيت فتكلمت معها سميرة و سألت عن أخبارها و أخبار أمي. اليوم ثارت فيّ لواعج شوق شديدة فنظمت قصيدة شعرية تحت وقع تأثير الشوق الكبير و آمل أن تكون معبّرة عن الحالة النفسية التي أمرّ بها بصدق تام لأنها ليست نظما من أجل النظم بل هي تعبير صادق عمّا أحسست به طوال هذا اليوم. كانت الأيام الأولى غير قاسية عليّ في وقعها لكن و بعد مرور الأيام و زيارتنا الأخيرة لها تغيّرت أمور كثيرة و انقلبت معايير الشوق فصارت في حدّة و زيادة في وتيرتها و أصلي من أجل أن تعود إلينا و هي أكثر راحة و صحة و هدوءا فقد زال الكثير من الوجع الذي كانت تعاني منه الحمد و الشكر لك يا رب. لم يعدْ عندي اصطبارُ لم يعدْ عندي اصطبارُ في عروقِ القلبِ نارُ في شراييني احتقانٌ هزّني شوقٌ مُثارُ! كنتِ لي أنساً أنيساً صارَ إيناسي المرارُ كلّما استقبلتُ ليلي أو طوى ليلي نهارُ أشعرُ الأحزانَ يشقي منها إحساسي مُدارُ مِنْ كؤوسِ البعدِ عنكِ في هوى وضعي أحارُ! يرتمي ليلٌ ثقيلٌ فوقَ قلبي لا قرارُ لا انفراجٌ منه يأتي مفرحٌ منك المزارُ. أعشبتْ أيّامُ همّي ذلّني منها انكسارُ لو أبحتُ بعضَ سرّي لي بذا البوحِ اعتذارُ كانتِ الأفراحُ فينا - حيثما كنتِ- تُدارُ باغتَ الأطيارَ صمتٌ غادرَ الزّهرَ اخضرارُ هاجتِ الأرجاءُ يبكي بُعدَكِ ناسٌ و دارُ لي عزاءٌ باتّصالٍ منكِ يوميّاً يُصارُ فيهِ إنعاشٌ لروحي منهُ إعتامٌ يُنارُ! |
24نيسان2008 اليوم الرابع عشر من كور سميرة الأيام تمضي و قد أصبحت المدة الزمنية اليوم بين النصفين فقد انقضى القسم الأول و بقي لسميرة اسبوعان. تكلمت اليوم معنا و قالت إنها مرتاحة جسديا بعض الشيء لكنها غير مرتاحة نفسيا و إني أفهم السبب لكونها بعيدة عن البيت و قد أخذت عناوين دكتورتين لتذهب إليهما في الأيام القادمة. قالت إنها أنهت الكتاب الشيّق كما أنهت كل ما كنت طبعته لها من مواضيع و أشعار و نكت من أجل التسلية و تقضية الوقت و قالت إنها ستذهب الآن إلى العشاء و بعد ذلك ستتجول قليلا في المدينة و طلبت منا أن نساعد مارتينا في أعمال البيت. و قد أخبرتها عن وفاة العم حنا اليتوك حداد والد صهرنا رفيق زوج أختي جورجيت و قد تأثرت كثيرا و قالت عزّي الجميع بدلا مني. حاولت اليوم الاتصال بأختي جورجيت بالتلفون لتعزيتها و صهرنا غير أن أحدا لم يكن متواجدا في البيت. كان هذا اليوم عاديا و قد نذهب كما قلت سابقا في نهاية الأسبوع إلى طرف سميرة لزيارتها. |
25نيسان2008
اليوم الخامس عشر من كور سميرة كانت سميرة اليوم متضايقة بعض الشيء لكونها كلما تعرفت على واحدة تغادر الكور بعد فترة أيام و قد غادر امرأتان كانت سميرة تعرفت عليهما. كالعادة أجريت لها بعض التدريبات و المساجة كما أنها نزلت إلى البلد للمشوار و هي تعرف أننا سنذهب إلى طرفها يوم الأحد القادم. اتصلت معي اليوم مرتين و كان اتصالها الثاني أفضل فقد شعرت بأنها تشعر ببعض الراحة على خلاف هاتفها قبل ساعتين من الآن. بقيت لها أيام معدودة و ستعود بإذن الرب. |
26نيسان2008
اليوم السادس عشر من كور سميرة كانت اليوم مرتاحة جدا على الهاتف و قد تعرفت على فتاتين من يوغسلافيا و هي تتحدث معهما كما أمضت الكثير من وقتها اليوم في باحة المشفى مستلقية فوق الكرسي للتشميس و هي كانت تقوم بقراءة فصول من إنجيل يوحنا المقدس. قالت إنها ركبت اليوم البسكليت و قامت بتدريبات بالرمل و قالت أن نتائج الفحص الطبي لها لم تكن على ما يرام حيث تعاني من بعض تآكل في الفقرة العليا من طرف اليمين. كما أنه ثبت أن لها على خلاف بقية الناس ستةفقرات من أسفل العمود الفقري في حال أنه لدى جميع الناس خمسة. عليها فور عودتها أن تراجع الطبيب لاستمرار المعالجة و استكمال ما يلزم من معالجة لها, و قد تفيدها التقارير الطبية في الكور و من الدكتور على أن تحال إلى التقاعد في سن الستين (العمر كله), كما طلبت مني أن أقوم بتـأخير إجازتي المقررة يوم 5 أيار إلى أسبوع بعده أي من يوم الثلاثاء المصادف 13 أيار حيث أن يوم الأثنين هو عطلة لتكون إجازتنا معا سويا في آن واحد. |
27نيسان2008
اليوم السابع عشر من كور سميرة كان اليوم جميل الطقس و الشمس مشرقة و دافئة و حيث من المقرر أن نقوم بزيارة سميرة و فعلا هيأت بعض حاجيات الطعام السريع و انطلقنا في حدود الساعة الثانية عشرة ظهرا و حيث المسافة الزمنية هي ساعة و نصف سفر بالسيارة وصلنا بحدود الواحدة و النصف و قد سرت سميرة بلقاء الأولاد فهي لم ترهم منذ أسبوعين. أخذتنا إلى غرفتها و هناك ارتحنا قليلا و أكلنا و شربنا الشاي و لعبنا بالورق و شاهدنا التلفزيون حيث كان سباق الفورمولا وان و الذي فازت به الفيراري. بعد خفة أشعة الشمس قليلا اتجهنا إلى البارك فكان مملوءاً بالناس و كانت تعزف فيه فرقة موسيقية و على صوت الغناء الشجي كان الرجال و النساء يرقصون في الهواء الطلق تابعنا المسير إلى أن وصلنا المدينة و هناك تناولنا الطعام و أكلنا الأيس و تابعنا التجول في المدينة ثم عدنا أدراجنا إلى الغرفة حيث ارتحنا لبعض الوقت و تبادلنا الآحاديث و حكت لنا سميرة عن التحسن المستمر في صحتها و أنها مرتاحة جدا لكنها مشتاقة إلى البيت. كانت فرحة الآولاد بلقاء سميرة كبيرة جدا و هي كذلك و قد سررت لهذه الفرحة المرتسمة على وجوه الجميع تحدثت لي سميرة عن مطالعاتها و عما يحصل معها في الكور و ذكرت لي تلك الظاهرة التي تندرج تحت مسمى الأعجوبة حيث أنهت القراءة في إنجيل يوحنا و أرادت الدخول إلى الحمام فشاهدت بخورا متصاعدا من الحمام ملأ المكان برائحة منعشة و لم تصدق سميرة ما ترى و ما تشمّ فغادرت الحمام لتتأكد هل هذه حقيقة واقعة و هل حصلت معها في الحمام فقط أم أنها تأتي من الخارج فأطلت من البلكون حيث فتحت الباب فلم ترى و لم تشم شيئا, عادت إلى الحمام فكانت رائحة البخور و الدخان المتصاعد ملأ الحمام فبكت بفرح و شكرت الرب قائلة: يا إلهي أعرف أنك معي و لا تتركني أبدا. شكرا لك يا ربي شكرا لك. حصل هذا معها قبل حوالي عشرة ايام. غادرنا البلدة في حوالي التاسعة و النصف مساء فوصلنا بحدود الحادية عشرة مساء. و كانت سميرة قد أرسلت معنا بعض اللوازم و الملابس التي لم تعد تحتاجها. |
28نيسان2008
اليوم الثامن عشر من كور سميرة اتصلت سميرة قبل قليل لتسأل ماذا نفعل و أخبرتني عن برنامج عملها اليوم فقد كان حافلا بالنشاطات و شكت من أنها تعاني كل هذا اليوم من وجع الرأس و هي لا تريد أن تأخذ حبوبا ضد وجع الراس لأنها لا تحب تناول الحبوب. و قالت أنها نامت كثيرا بعد عودتها إلى غرفتها و بعد قليل ستذهب لتناول طعام العشاء و هي تشعر الآن بجوع شديد ثم تشاهد التلفزيون إلى أن تنام فهي لا تستطيع القراءة اليوم بسبب وجع رأسها القوي. كان من المقرر أن تذهب مارتينا الأحد القادم إلى طرف سميرة لكنها قالت سيبقى لي ثلاثة أيام فقط و لا داعي لأن تأتي كل هذه المسافة و قد أخبرت مارتينا بذلك فوافقت على اقتراح أمها. كلما اقتربت المدة يزداد شوقنا إليها فالبيت من دونها فارغ و نحتاج إليها في جميع أمور حياتنا البيتية. أشكر الرب و أحمده على التحسن الذي طرأ على صحتها و الرب يكون معها و يعيدها إلينا سالمة معافاة. |
29نيسان2008
اليوم التاسع عشر من كور سميرة أخبرتني سميرة بأن وجع الرأس الذي كانت تعاني منه البارحة قد زال و أنها تشعر بتحسن علما أن الطبيب أعطاها 4 حبوب للميغرينة غير أنها لم تأخذ منهم شيئاً. و قالت إن الطقس عندهم اليوم غير جيد فالأمطار لم ينقطع هطولها منذ الصباح الباكر و يخشون الخروج إلى الخارج لأن الرياح شديدة أيضا و قد فضلت البقاء في البيت بعد عودتها مع بعض زميلاتها من السوق و ذلك بعد إنهاء التدريبات اليومية المقررة لها و قد نظمت لها هذه القصيدة من الشعر قبل عودتي من العمل. أناجي طيفكِ أناجي طيفَكِ المطلوبَ يا أحلى أمانيّا أناجي وجهَكِ المحبوبَ مِنْ أحداقِ عينيّا أناجي شَعرَكِ المسكوبَ شلاّلاً هفا حيّا أناجي اسمَكِ المرغوبَ إنشاداً أغانيّا أناجي همسَكِ الموهوبَ كي يبقى مُعزّيّا أناجي عشقَكِ المكتوبَ في سفري معانيّا أناجي بُعدَكِ المندوبَ كي يدري الذي فيّا أناجي ذكرَكِ المصحوبَ من شوقٍ مُناجيّا أعاني الواقعَ المغلوبَ و المولى مقوّيّا على غلبٍ أتى المكروبَ إنّ اللهَ حاميّا أناجي كلّكِ المحسوبَ كي يأتي موانيّا أناجي كوني المصلوبَ لا لستُ أنانيّا! |
30نيسان2008 اليوم العشرون من كور سميرة اتصلت سميرة قبل قليل و أخبرتني بأن يومها كان حافلا بالمواعيد و أن اجتماعا كان عقد لهم في الغرفة المخصصة و هي قاعة كبيرة أعطيت لهم بعض الفوائد و الارشادات و التعليمات. قالت إن الطقس بخلاف ما كان عليه البارحة فهو جميل اليوم و كانت تشعر بنعاس قوي أفاقت قبل قليل لتتصل بنا قبل موعد تناولها العشاء و أخبرتها بأنني أيضا كنت نعسانا و تعبانا البارحة و فور انتهاء مكالمتها ذهبت في نوم عميق لغاية الساعة الحادية عشرة مساء. أخبرتها أنني عرضت على مارتينا ألا تذهب إلى طرفها في نهاية الأسبوع لأنه لم يبق لها سوى القليل. نتمنى أن تنتهي فترة الغياب هذه و تعود إلى بيتها فقد اشتاق الجميع إليها كما هي اشتاقت إلينا. |
01أيار2008
اليوم الحادي و العشرون من كور سميرة اتصلت سميرة صباح اليوم مبكرا لكونها تعلم أنه عطلة و نحن في البيت و قد عيّدتني بعيد الأب الذي هو نفسه عيد العمال العالمي المصادف اليوم. قالت إن الطقس عندهم جميل و قد غادرت امرأتان الكور و تعرفت على عوائل جديدة و كانت لعبت البينكو و تسلت كما لعبت منش إركري ديش نشت و هي لعبة المانية و قد خسرت مرتين. قالت إنها أنهت التدريبات و كانت اليوم كثيرة على الرغم من كونه يوم عطلة و أخبرتها بأن مارتينا لن تأتي إلى طرفها و الكل بخير و حين سألتها لماذا كانت البارحة غير مرتاحة على الهاتف قالت إنها أفاقت من النوم فورا و جاءت و تلفنت. أخبرتها عما يجري عندنا و نحن ننتظر قدومها الذي لم يبق على موعده إلا أسبوع واحد. الرب يعيدها بخير و قد تحسنت صحتها تماما و طلبت من الدكتورة أن تعطيها نسخة من جميع التحاليل و التقارير الطبية لكي تواصل معالجتها بعد الكور و تلاحق وضعها الصحي بالمتابعة. |
02أيار2008
اليوم الثاني و العشرون من كور سميرة كان اليوم جميلا فقد تحدثت سميرة معي مطولا لكونها سبق و أن تلفنت فأخبرها نبيل بأنني أعمل في الحديقة فقالت سأتكلم لاحقاً. كانت مرتاحة جدا و هي تشعر بتحسن كبير و واضح و قد كانت اليوم زيارة الطبيب الأعلى سألته عما بها فأخبرها و قال سنعطيك صورة مفصلة عن جميع التحاليل و الفحوصات. و أعطيت استمارة من أجل ملئها و هي تعطى لمن سيترك الكور قريبا فيها معلومات عامة و مقترحات و آراء المرضى حول العناية و الطعام و غيرها من الأمور و قالت أنها كتبت أن كل شيء هنا جيد. كانت ذهبت اليوم إلى المسبح كالعادة و تعرفت على فتاة من بوسنين جاءت اليوم كما كانت تعرفت على إمرأة تبلغ من العمر 94 عاما كانت تعمل محامية و لها ابنة دكتورة في كارلسروي و إبن آخر هو أيضا دكتور. قالت سميرة إن الحديث مع هذه المرأة شيق جدا فهي قالت لي أنها سافرت إلى دمشق و إلى إسرائيل و لها أطلاعات كثيرة على أخبار و شئون البلدان والشعوب. قالت إن الدكتورة أكدت لها انخفاض نسبة الكوليسترول في الجسم إلى 218 و قد كان قبل الآن 240 و قد تجولت اليوم في البلدة و كان لديها موعد مع المساجة و هي تشكر كثيرا من طريقة المشرف على المساج فقد ارتاحت جدا لكثرة خبرته و مهارته في طريقة التمسيد. و قد نظمت لها اليوم هذه القصيدة: ما لقلبي ما لقلبي عن هواها لا يتوبُ كلّما حاولتُ ألقاهُ يذوبُ هل ترى وحدي أعاني من غرامي أم ترى نابت هوى حبّي حروبُ؟ حسنُها المعشوقُ حكمٌ ليس منه مهربٌ منه خلاصٌ أو هروبُ دعني يا ربّي سعيداً في هواها حتّى لو كانت بما أسعى ذنوبُ! كم صرفتُ من مساعي الفكرِ جهداً لم تنلْ مِنْ عزمِ تفكيري الخطوبُ في هواها اليوم رغم البعدِ أحيا عاشقاً و الوجهُ يعلوهُ الشّحوبُ في هوى عينيها إرضاءٌ لربّي لا انقباضٌ في هواها لا عيوبُ. إنّها أنثى خيالي قد وجدتُ في موانيها أماناً لا يعيبُ مستحيلٌ لو أعيشُ العمر ألفاً منْ سنينٍ قد أرى مِثلاً يطيبُ! قد أنارتْ عالمي فيما أفاضتْ مِن ضياءٍ مؤمنٍ فيه العجيبُ عقلُها الموزونُ يسمو في جلالٍ خُلقُها المحبوبُ تهذيبٌ حبيبُ لم أكنْ أدري بأنّ اللهَ سوفَ يجعلُ الأيامَ منْ عمري تطيبُ في حياةٍ عيشُها حبٌّ و أمنٌ عيشُها فيه وفاءٌ يستجيبُ أشكرُ المولى على ما جاءَ قلبي من هوى عشقٍ لذيذٍ لا يتوبُ! |
أشكرُ المولى على ما جاءَ قلبي من هوى عشقٍ لذيذٍ لا يتوبُ! إلهنا الحنّان .. يا أبا الرأفة والرحمة ، الإله الذي تعتني بشعبك ومحبّيك ، وتسدّد لهم كل احتياج بحسب غناك في المجد .. نصلّي إليك أيها الطبيب الشافي ولا يعسر عليك أمر ، أن تستخدم حكمة الأطباء والأدوية والأدوات في يدك الشافية ويمينك القادرة أن تفعل أكثر ممّا نطلب .. باسم يسوع المسيح نصلّي لشفاء أختنا الغالية سميرة وأن تلمسها بروحك المقدسة وتعيدها إلى بيتها لابسة ً روح المحبّة التي منحتها إياها لتعيد لون البيت كما كان أبيضا ً والبسمة إلى شفاه العائلة والأهل والزوج القدير المصون .. رافعين لك المجد والتسبيح آمين 0 |
اقتباس:
|
1 مرفق
عقلُها الموزونُ يسمو في جلالٍ خُلقُها المحبوبُ تهذيبٌ حبيبُ لم أكنْ أدري بأنّ اللهَ سوفَ يجعلُ الأيامَ منْ عمري تطيبُ ماأجملها من هدية لزوجة غائبة والتي تدل على الحب الكبير والإخلاص والوفاء .. كم فرحت عندما عرفت بأن هذه القصيدة مهداة لزوجة مخلصة ينبع منها الوفاء والإخلاص والذي برهنت من خلالها بأنكما مخلصان لبعضمكا بعض وأتمنى من ربي أن تدوم هذه المحبة وهذا الترابط وهذا الإندماج الفكري بينكما ياأخي وأتمنى لأبنة عمي أن تعود إلى بيتها على رأس أولادها بأسرع وقت ممكن وبصحة وعافيه .. سلمت يمناك يالغالي تقديري ومحبتي ألياس |
اقتباس:
|
03أيار2008 اليوم الثالث و العشرون من كور سميرة كان لدي عمل صباح هذا اليوم و بعد عودتي من العمل و تناول طعام الفطور مع الأولاد كالعادة ذهبت للتسويق لشراء ما يلزم البيت و حين عدت من السوق أخبرني وسيم أن سميرة اتصلت بالتلفون و علمت أنني لست في البيت فقالت له سأذهب الآن للتجوّل (الفانديرونك) و هو السير على الأقدام لمدة 3 ساعات و حين عادت كانت متعبة و قد سهرت على السوبر ستار و كعادتها تنعس أثناء مشاهدة التلفزيون فصار الوقت حوالي الساعة العاشرة و ظنت بأنني نمت فلم تشأ إزعاجنا بالاتصال مرة أخرى فيما كنت أنتظر مكالمة منها لغاية الساعة العاشرة و الربع مساء. كانت في هذا اليوم قد ركبت البسكليت و استحمت في حوض السباحة للتعلم و الرياضة كما وضعت يديها في الرمل و تم عمل بعض المساجات المقررة لها. إنها تشعر بارتياح كبير كما أخبرتني هذا الصباح و قد أخبرتها عن اتصال آمال و السؤال عنها و كذلك عن اتصال بهيجة. و كانت تعرفت على نساء جديدات و دهبت معهن إلى الخارج و تحدثت معهم طويلا و منهم امرأة تسكن في كارلسروي بالقرب منّا. |
04أيار2008 اليوم الرابع و العشرون من كور سميرة اتصلت قبل قليل سميرة بالهاتف مطولا و قد روت لي ما قامت به من نشاطات و من لقاءات تعارف مع الجديدات و قالت إن اليوم لم يكن مكان البسكليتات مفتوحا لذا لم نتمكن من التدريب و سألت عن أحوال البيت و الأسرة فأخبرتها أن كل شيء على ما يرام و الحمد لله, كما سألت عن أخبار المنتديات فأخبرتها بأكثر الأنشطة و هي تسلم على الجميع و أخبرتها أن الأخ وديع و أخي الياس يصليان من أجلها و قد علّقا على مذكراتي اليومية التي أدونها عن يوميات كورك فشكرتهما من القلب و كانت اليوم قد عادت قبل قليل من مشوار مع الفتاة اليوغسلافية التي تعرفت عليها و كانت أفاقت في الساعة السابعة لكنها لم تشأ الاتصال بنا في هذا الوقت المبكر, قالت صار الآن موعد طعام الغداء و سأذهب و سألتها ما إذا كانت سوف تتصل مرة أخرى فقالت لا داعي لقد اطمأنيت عليكم. سألت عن صحة نبيل و بقية الأولاد كما أخبرتها أننا سوف نقوم بتنطيف البيت يوم الأربعاء قبل قدومها فشكرتنا و اليوم عندها الطقس جميل كما أنه كذلك عندنا و الشمس في اليومين الماضيين و هذا اليوم مشرقة و قوية. أخبرتها بأنني أعمل بعض الشيء في الحديقة عندما يكون لي الوقت الكافي و سألتني عن نشاطاتي الكتابية فأخبرتها أنها على ما يرام فقالت سأودعك الآن لتذهب و تكتب فودعتها على أمل أن تتصل غداً. |
05أيار2008
اليوم الخامس و العشرون من كور سميرة بدأ دوران الساعة يسير في الاتجاه النازل إذ لم يبق لسميرة سوى 3 أيام و قد اتصلت اليوم و هي تشعر بسعادة بقرب حلول موعد عودتها فهي مشتاقة للبيت كما أننا جمعا مشتاقون لها. قالت إنها الآن ستذهب إلى تناول طعام العشاء و بعدها ستذهب برفقة المرأة البوسنية الجديدة و التي سرّت بمعرفة سميرة و قد زعلت كثيرا لكون سميرة ستغادر بعد 3 أيام. حضرت اليوم التلفزيون قليلا كما نامت لأخذ قسط من الراحة. لقد نظمت لها اليوم قصيدة شعر تضم قصيدتين في نفس الوقت إذ يمكن قراءتها كما هي و من ثمّ قراءتها صدرا صدرا و هي قصيدة ثم عجزا عجزا و هي قصيدة ثالثة إن صح التعبير. انتظرناكِ انتظرناكِ طويلا يا منى عمري تعالي! نشتهي عذباً عليلا في جميلٍ من وصالِ صبرنا أبدى جميلا و هو بعضٌ من خصالِ أقبلي همساً خليلا مُطلقاً روحَ الجمالِ و انشري حبّاً ظليلا شاعراً في كلّ حالِ أرتضي منك القليلَ فيه إسعادٌ لحالي يدرأ الحملَ الثقيلَ و هو محبوبُ الخِلالِ. و يمكن قراءتها كقصيدة ثانية على هذا النحو: انتظرناكِ انتظرناكِ طويلا نشتهي عذباً عليلا صبرنا أبدى جميلا أقبلي همساً خليلا و انشري حبّاً ظليلا أرتضي منك القليلَ .يدرأُ الحملَ الثقيلَ و أما القصيدة الثالثة من القصيدة الأساسية فيمكن قراءتها على هذا النحو: انتظرناكِ !يا منى عمري تعالي في جميلٍ من وصالِ و هو بعضٌ من خصالِ مُطلقاً روحَ الجمالِ شاعراً في كلّ حالِ فيه إسعادٌ لحالي .و هو محبوبُ الخِلالِ |
| الساعة الآن 05:40 PM. |
Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by
Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke