Forum of Fouad Zadieke

Forum of Fouad Zadieke (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/index.php)
-   أخبار من العالم (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/forumdisplay.php?f=96)
-   -   لذلك يحقّ لنا القلق تجاه برنامج إيران النووي – بقلم ويليام هيغ (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/showthread.php?t=32298)

fouadzadieke 12-07-2011 09:11 AM

لذلك يحقّ لنا القلق تجاه برنامج إيران النووي – بقلم ويليام هيغ
 
لذلك يحقّ لنا القلق تجاه برنامج إيران النووي – بقلم ويليام هيغ


8Share


أعلن رئيس هيئة الطاقة الذرية في إيران، السيد فريدون عباسي دواني، في 8 حزيران/ يونيو عزم إيران على زيادة قدراتها لإنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 20% إلى ثلاثة أضعاف، وتحويل نشاط التخصيب من مفاعل ناتانز إلى فوردو. داخلياً في إيران، أثار هذا الإعلان، من نظام فقد صدقيته، القليل جداً من التعليقات، وسرعان ما طغت عليه أحداث المسرح السياسي المحلي، المتمثلة بالنزاع الأخير رفيع المستوى بين القائد الأعلى للثورة علي خامنئي والرئيس أحمدي نجاد. لكنّه كان إعلاناً هاماً، لأنّه يوضح جليّاً أنّ برنامج إيران النووي ليس مخصصاً لأغراض سلمية بحتة.
لدى إيران محطة طاقة نووية واحدة مخصصة للأغراض المدنية، وهي تسعى إلى بناء المزيد. وكل هذه المحطات بحاجة إلى يورانيوم مخصب لدرجة 3.5%، وقوداً لها. وبالتالي، فإنّ خطط رفع نسبة التخصيب إلى أعلى من ذلك، تثير تساؤلات مشروعة.
لليورانيوم المخصب بنسبة 20% بعض الاستخدامات المدنية، لكن ليس في محطات الطاقة النووية للاستخدامات المدنية التي تزعم إيران أنّها ترغب بها. بل إنّه مستخدم عموماً وقوداً لمفاعلات الأبحاث التي تنتج نظائر للاستخدامات الطبية، إلى جانب غير ذلك من استخدامات. وهذه مادة عالية الكفاءة: إذ إنّ مفاعل أبحاث واحداً في بلجيكا قادر على إنتاج كل النظائر الطبية التي تحتاج إليها جميع دول أوروبا الغربية تقريباً.
كذلك لدى إيران مفاعل واحد للأبحاث. والخطط التي أعلنها السيد دواني ستوفر أكثر من أربعة أضعاف الاحتياجات السنوية من الوقود. إلا أنّ هذا المفاعل قادر حالياً على إنتاج نظائر مشعة تكفي لإجراء مليون بحث طبي كلّ عام ــــ،ـ ويعادل ذلك احتياجات المملكة المتحدة، ويفوق كثيراً ما تحتاج إليه إيران. وتتطلب الخطة الجديدة تحويل ما لا يقل عن نصف الإنتاج السنوي الحالي لإيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5%، ما يعني بالتالي حرمان محطات الوقود النووي الإيرانية منه. إذا كانت إيران جادة في تطوير طاقة نووية للأغراض المدنية، فما الذي يدعوها إلى تحويل موارد ومواد محدودة عن الاستخدام في برنامج للطاقة المدنية بهذا الشكل، بينما ترفض بازدراء عروضاً من العالم الخارجي ـــــ بما في ذلك من دول المجموعة الأوروبية الثلاثية (+ 3) المؤلفة من المملكة المتحدة والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة ـــــ لتقديم مساعدات تقنية للاستخدام السلمي للطاقة النووية في إيران؟
إلا أنّ هنالك غرضاً واحداً واضحاً لهذا اليورانيوم المخصب. فالتخصيب من اليورانيوم الطبيعي ليصل إلى نسبة 20%، يستغرق الكثير من الوقت، ويعدّ خطوة تستهلك موارد مكثفة تصب في اتجاه إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب اللازم لتطوير سلاح نووي. ولدى تجميع كميات كافية من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% تحت الأرض في قم، يمكن تحويله في غضون مجرد شهرين أو ثلاثة إلى مادة تستخدم في الأسلحة. ستبقى هناك تحديّات تقنية الإنتاج الفعلي لقنبلة نووية، إلا أنّ إيران ستكون قد اتخذت خطوة كبيرة في ذلك الاتجاه.
من المحتمل قيام إيران بتخصيب اليورانيوم عالي الكثافة في موقع سري سابق، مخفي بعمق تحت الجبال. وقولها بأنّها ستسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالمراقبة، لا يعدّ ضماناً في الوقت الراهن. فلدى إيران تاريخ متواصل من التهرب والتعتيم في علاقاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. فقد رفضت السماح للوكالة بالاطلاع على مواقع أو مواد أو وثائق، أو لقاء أشخاص ذوي صلة. كذلك لم تجب عن أسئلة طرحتها عليها الوكالة بشأن شرائها لمواد لها علاقة بالمادة النووية وطبيعة عملها الذي يمكن أن يكون مفيداً فقط في تطوير سلاح نووي ـــــ من قبيل مُفَجّر متعدد النقاط لإطلاق عبوة متفجرة بشكل نصف دائري ـــــ أو باللغة المبسطة: مفجرات للاستخدام في قنبلة نووية. فإيران ناشطة في برنامج تطوير الصواريخ البالستية، بما في ذلك تطوير صواريخ يفوق مداها الألف كيلومتر، وقد أجرت بالفعل تجارب صاروخية عدّة خلال شهر حزيران/ يونيو. وأي مراقب عاقل لا يسعه سوى الربط بين الأمرين.
هذه ليست قضية مجردة أو نظرية: فبرنامج إيران النووي قد يؤدي إلى سباق تسلح في الشرق الأوسط، وهي منطقة متقلبة الأوضاع أصلاً. وسيكون من السذاجة والتنصل من الواجب ـــــ مرة أخرى ـــــ افتراض حسن نية إيران.
لهذا السبب، صدرت حتى الآن ستة قرارات عن مجلس الأمن الدولي، تطلب من إيران تعليق برنامج التخصيب فوراً، لكنّها تجاهلتها كلها. وقد رفضت إيران حتى الآن الدخول في أي مفاوضات بشأن برنامجها النووي، ما لم ترفع المجموعة الأوروبية الثلاثية (+ 3) كل العقوبات، وتعترف فوراً بحق إيران بالتخصيب. لكن ليس هناك منطق لرفع العقوبات، ما لم تدخل إيران في مفاوضات لتبديد مخاوف تستند إلى قرائن بشأن برنامجها النووي. وحتى الآن كان رد فعل إيران عكس ذلك. وهذا الإعلان الأخير يؤكد الأهمية العاجلة لزيادة الضغوط، والمملكة المتحدة على استعداد لاتخاذ إجراءات. فقد وافقت بالفعل في الشهر الماضي على إضافة 100 جهة أخرى لقائمة العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، وأعلنت خلال الأسبوع الماضي فرض المزيد من إجراءات حظر سفر ضد جهات، مساهمتها معروفة في انتشار الأسلحة النووية. ربما تأمل إيران أنّ التغيير غير المسبوق المصاحب للربيع العربي سوف يحوّل أنظار العالم عن برنامجها النووي، لكنّنا عازمون على عدم حصول ذلك.
بقلم ويليام هيغ – وزير الخارجية البريطاني
المصدر: جريدة الاخبار


الساعة الآن 06:49 AM.

Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke