Forum of Fouad Zadieke

Forum of Fouad Zadieke (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/index.php)
-   أغاني (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/forumdisplay.php?f=261)
-   -   الأغنية العربية المعاصرة.. استهلاكية وتفتقد للخصوصية المحلية (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/showthread.php?t=33281)

kestantin Chamoun 29-08-2011 12:29 PM

الأغنية العربية المعاصرة.. استهلاكية وتفتقد للخصوصية المحلية
 
1 مرفق
أم كلثوم
الأغنية العربية المعاصرة.. استهلاكية وتفتقد للخصوصية المحلية




اللاذقية- رنا رفعت: تمثل الأغنية العربية المعاصرة إشكالية ثقافية وفكرية وإبداعية تتغاير حولها الآراء والأفكار التي تجمع في معظمها على حضور فني مترد إلى حد بعيد بالنسبة للنتاج الغنائي الراهن نظرا لما يجتاح الساحة الفنية من موجة واسعة من الضياع والفوضى التي تلحق حاليا بهوية الأغنية العربية وتتهدد التاريخ الموسيقي العربي الذي صاغت مفرزاته الفنية على امتداد قرون سفرا إبداعيا أغنى الحضارة الانسانية قاطبة.

ووفقا للنقاد فإن عدد ممتهني الغناء يتزايد حاليا بشكل مرعب ليندر وجود المطربين والمطربات ممن يمثلون قيما إبداعية عالية كما تكثر المحطات الاذاعية والتلفزيونية التي ساهمت في تحول قوانين الاصغاء والذوق السليم لدى المستمعين والمشاهدين وبالتالي فرض شكل من التلوث السمعي يسببه إصدار عشرات الالبومات الغنائية عربيا كل عام بمعدل عشر أغنيات في كل منها.

في هذا الإطار يذكر الباحث الموسيقي أمين خياط أن سوق الإنتاج الحالية تغرق اليوم بكم هائل من الأغاني التي لا تتجاوز فيها الأعمال المبدعة أصابع اليد الواحدة وخاصة في غياب الألحان الجدية من تلك التي تعمر طويلا في ذاكرة المتلقين دون إغفال السباقات الاعلانية والاعلامية التي تسود الوسط الفني ومعها الكثير من المنافسة غير الشريفة على مستوى الملحنين والمغنين والمنتجين.

ويتساءل خياط حول جدوى التخلي عن الثقافة العربية الموسيقية لمصلحة الفن الغربي بحجة العولمة بعدما اصبح الايقاع الغربي السريع والصاخب هو السائد على الساحة العربية فغابت الخصوصية الموسيقية للأغنية المحلية في استنساخها الأعمى للنمط الغربي ليفقد الطرب العربي سحره بدعوى الحداثة التي أطلقت فنا هجينا أفسد الذوق العام محولا إياه إلى تجارة محضة ساعدت بعض المحطات وشركات الإنتاج الخاصة على ترويجها.

وقد وصلت النزعة الاستهلاكية اليوم إلى مختلف الجوانب الفنية كما يوضح خياط فصارت الأغنيات التجارية أشبه بوجبات جاهزة تتشابه في سوق الاستهلاك السريعة ومعها انبهرت عين المشاهد بالكليبات الاستعراضية التي باتت مقياسا خاطئا لنجاح وانتشار الأغنية مؤكدا ضرورة اعتماد خطة مدروسة من قبل المحطات الاذاعية والتلفزيونية الرسمية للنهوض بالذائقة الفنية وتصويب الواقع المأساوي الذي يحيط بها إلى جانب نفي ما يشاع من أن الأغنية الحديثة تمثل نقلة نوعية في مسيرة الموسيقا العربية.

ويعتبر الملحن في أستوديو الموسيقا ضمن الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ان أبرز الأسباب وراء طغيان هذه الصورة المتردية يتلخص في غياب الألوان التقليدية الأصيلة شعرا ولحنا وأداء في اغلبية الاغاني المعاصرة لا سيما القصائد الغنائية واللجوء إلى الوسائل التقنية الحديثة لتصحيح الأصوات الناشزة والضعيفة ومحدودة القدرات ودمج اصوات الالات والايقاعات للخروج بموسيقا هجينة لا تحمل أية هوية ليتحول الفن بهذا إلى تجارة رابحة في تفضيله للكم على النوع والانتصار لشكل المغني وعوامل الإبهار في أدائه.

من ناحيته يؤكد الباحث الموسيقي زياد عجان في ما يتصل بمسألة التأليف الموسيقي أن العديد من القوالب الموسيقية الأصيلة قد قاربت اليوم على الاختفاء تماما ومنها بكل أسف الدور والموشح والموال والإنشاد وسواها لتحل مكانها الأنساق الغنائية الغربية تحت ذريعة المعاصرة والحداثة.

وهذا ما يؤكد كما يرى عجان أن أهل التلحين قد تخلوا عن التراث وقوالبه دون تحقيق البديل المناسب فالأغنية الهزيلة المتداولة حاليا تحت اسم الحداثة لم تستطع بحال من الأحوال محاكاة الأغنية الاصيلة التي تتسم بقدرتها على هز الوجدان والمشاعر في حال أتيح لها الظهور من خلال ما تحققه من توازن بين الكلمة واللحن والأداء.

وأضاف حول تلحين القصائد والنصوص المكتوبة باللغة الفصحى والذي يتخذ اليوم شكلا مسيئا للغاية فيقول.. إن العمل على القصيدة الغنائية يتطلب مقدرة وخبرة من الملحن لتحقيق الجرس الموسيقي المتعلق بتشكيل الكلمات والتأكيد على المعنى والإحساس والصورة الشعرية في حين يسعى الملحنون اليوم في هذا الجانب إلى السيطرة على الإيقاع وتنغيم البحر الشعري وتغليفه بالإيقاع لا أكثر.

أما الغناء قديما كما يقول عجان فاعتمد على الصوت القوي واسع المساحة لتتبعه الكلمة واللحن في المراتب التالية على خلاف ما يسود اليوم من موازين مقلوبة تزخرف الصوت الواهن بالإيقاعات الصاخبة المصطنعة تحت اسم الأغنية الشبابية وهو الأمر الذي يتبدى سريعا في حال استعراض عدد من الشواهد الموسيقية لحقب مختلفة بدءا من الثلاثينات وحتى الستينات من القرن الماضي ومقارنة ما قدمه عبد الوهاب وأم كلثوم وأسمهان على سبيل المثال لا الحصر بمجموعة من الأغاني المعاصرة.

ويلخص الناقد الموسيقي أحمد قشقارة الحال الراهنة بمجموعة من الأسئلة الكبيرة حول ماهية العلاقة بين تحديث الأغنية العربية وتأصيل الموسيقا المرتبطة بها إضافة إلى قدرة النتاج الحديث على تقديم ما هو مبدع ومعاصر في الوقت نفسه لافتاً إلى أن كثرا من عمالقة الزمن الجميل قد عملوا على ترسيخ نهج حقيقي في حيز تجديد الأغنية العربية وكانت النتيجة تكريس كافة أنماط الأغنية الطربية والشعبية والإيقاعية.

وأكد قشقارة ضرورة إيجاد السبل المناسبة للارتقاء بالأغنية المعاصرة السورية منها خاصة والتي تنطوي تحت سبعة أنماط لكل منها خصوصيته المتفردة كالساحلية والحلبية والجزراوية والدمشقية والتدمرية والحورانية إضافة إلى النهوض بعملية إنتاجية نشطة وتفعيل قانون الحماية الفكرية مذكرا بضرورة العمل الحثيث من قبل الوسائل الإعلامية لدعم الأغنية المحلية وإيجاد آليات تساعد على ترويجها وتسويقها وهو ما لم يحدث حتى الآن. –سانا-


الساعة الآن 01:06 PM.

Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke