Forum of Fouad Zadieke

Forum of Fouad Zadieke (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/index.php)
-   زاوية قاموسية (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/forumdisplay.php?f=53)
-   -   مِيْسْوَا ظَفْرِكْ لِتْحَلِّقُو (قراءة في مثل) بقلم/ فؤاد زاديكى (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/showthread.php?t=47848)

fouadzadieke 16-10-2021 09:09 AM

مِيْسْوَا ظَفْرِكْ لِتْحَلِّقُو (قراءة في مثل) بقلم/ فؤاد زاديكى
 
مِيْسْوَا ظَفْرِكْ لِتْحَلِّقُو

(قراءة في مثل)

بقلم/ فؤاد زاديكى




لكلِّ مَثَلٍ شعبيّ قِصّةٌ وحِكايَةْ, وسَبَبٌ لولادتِهِ وغايَةْ, فالمثلُ عِظَةٌ وحِكْمَةْ, في معانيهِ متعةُ نَغْمَةْ ومراميهِ صَفْوَةُ نِعْمَةْ, ومَثَلُ اليوم كما تَرَون سيحتاجُ تفسيرُهُ لِمساعدةْ وتوضيحُهُ لِمُجاهَدةْ, فلكلِّ كلمةٍ معْنًى مُؤكَّدٌ و مَبْنًى. سنأتي بالشّرحِ و التّوضيحْ وبالتّعبير الصّريحْ دونَما تَلمِيحْ, راجينَ العونَ مِنَ السّيِّدِ المسيحْ, فهوَ واهِبُ النِّعَمْ ومُزيلُ الألَمْ.
دَعُونا أحبّائي الكرامْ نبدأ بالشّرحِ الوافي لبلوغِ المرامْ وإكمالِ التّمام فعليكم جميعًا مِن القلبِ السّلامْ.
مِيْسْوَا: هي من جزأين: الأوّل (مِي) وهي عبارة عن أداة نفي بمعنى (لا) والجزء الثّاني هو الفعل (يِسْوَا) بمعنى يُساوي. يُقابل. يعادل. بقيمة وبهذا يكون معنى هذا التّركيب: لا يُساوي وطبعًا لن يكتمل المعنى إلّا إذا أكملنا بقيّة المثل فالجزء الأول مرتبط بما سيليه وهي هنا كلمة (ظَفْرِكْ) و بالعامّيّة (ضفرك), إذْ من المعلوم أنّ ظفر الإنسان يطول ممّا يضطرّه إلى قصّهِ ورميه, فهو غير ذات قيمة والظّفر ينمو بسرعة.
لِتْحَلِّقُو: هذا التعبير مكوّن من ثلاثة أجزاء: الأوّل (لِ) وهي مختصر (الذي) أو كما يُقال بالعامّي (اِللي) والجزء الثاني هو: تْحَلِّق بمعنى تَرمِي وهي في صيغة الحاضر والماضي حلّق: رَمى. ألقى به بعيدًا, لأنّه لا تعود له قيمة بعد قَصّه فرميهُ ضرورة للتخلّص منه. أمّا الجزء الثّالث فهو: الحرف (و) وهو اِشارة إلى الضمير الغائب المتّصل (ه) ويكون بهذا صار المعنى (الذي ترميه).
أمّا المعنى العامّ من المثل و ما يُضرَب به من أجله فهو لبيان حالة تباين و عدم تَساوي في القيمة بين شيئين أو أمرين أو حالتين و هما هنا: حالة الشّخص المقصود به القول و حالة الظّفر, ومن الطّبيعي أو تُعطى الأولويّة في ذلك للشّخص مقابل الظّفر.
قد ينعكس المعنى في حالة قولنا: (مو تِسْوَا ظَفر لِيْحَلِّقُو) بمعنى: أنّ الظّفر الذي يرميه هو أفضل منك, وهنا أيضًا حالة مقارنة بين أمرين لكنْ أُعطيت الأفضليّة هنا للظّفر على الشّخص بعكس المثل الذي نحن بصدد شرحه و توضيحه.
هناك تعبير آخر نقول فيه: ظَفِرْ (فلان) يِسْوَا راص (فلان) وأبوه.
تعبير آخر: (عندي ضَفِر (ظَفِرْ) بناتي بيِسْوَاالدنيا كِلا) وتعبير آخر لحالة مشابهة كأن تقول امرأة بأنّ زوجها طلّقها فتقول لها إحدى الحاضرات ومن قبيل التعزية والمجاملة: (اتركيهْ ما بيسوا ظفر رِجْلِكْ) أي لا تزعلي فهو لا يستحقّك. بالمناسبة يوجد مثل آخر لكن ليس في سياق معنى المثل الذي نقوم بدراسته يقول: "الظَّفِرْ مِيْطْلَعْ مِنْ اللّحِمْ" أي أنّه لا يمكنُ قَبْعُ الظّفرِ من اللحم فهما متلازمان والمعنى المقصود من هذا المثل هو: ضرورة التأكيد على رابطة الدّم ولُحمة القُربى بالمحافظة عليها مهما كانت الظروف و المواقف, فهي ضروريّة وهامّة في حياة البشر لا يمكن أن يتمّ الاستغناء عنها على قول الشّاعر:
بلادي وإنْ جارَتْ عليَّ عزيزةٌ ... وأهلي وإنْ ضَنُّوا عليَّ كِرامُ


الساعة الآن 11:57 AM.

Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke