Forum of Fouad Zadieke

Forum of Fouad Zadieke (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/index.php)
-   موضوعات دينية (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/forumdisplay.php?f=11)
-   -   المعمدان ابن الصحراء (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/showthread.php?t=17145)

الاخ زكا 08-05-2008 09:42 AM

المعمدان ابن الصحراء
 
'أما يوحنا فلما سمع في السجن بأعمال المسيح، أرسل اثنين من تلاميذه، وقال له: أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟ ( مت 11: 2 ، 3)
http://www.taam.net/taam/images/table_aya_bottom.gifأ يمكن أن يكون هذا هو الذي منذ بضعة شهور وقف في منبره المنحوت في الصخر، ممتلئة نفسه بكل يقينية الإيمان؟! لقد كان نور الشمس الساطع على شخصه وقتها إذ وقف مستقيمًا وسط الجماهير الغفيرة، رمزًا للنور الذي ملأ نفسه. لم يكن في صدره أي أثر للريبة أو الشك. لقد أشار إلى المسيح بكل يقين وثقة قائلاً: «هذا هو» .. «هذا هو حَمَل الله». لكن يا للفارق العظيم بين هذا، وبين تلك الرسالة الأليمة: «أنت هو؟»!

لم يتردد الكتاب المقدس عن أن يحدثنا عن سقطات أنبل شخصياته، عن إبراهيم الذي توهم أن المصريين قد يقتلونه، عن إيليا الذي ارتمى تحت رتمة طالبًا الموت لنفسه، ومن هذا نتعلم أن المادة التي خلق الله منها أعظم القديسين كانت لحمًا ودمًا مثلنا، وأنهم لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا بالنعمة الإلهية التي ظهرت فيهم بكل وضوح.

نعم، لقد تزعزع إيمان المعمدان قليلاً، وبدا وكأنه سوف يهوي إلى هاوية لا قرار لها. لقد أرسل تلميذاه إلى الرب يسوع قائلاً: «أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟».

لقد كان المعمدان ابن صحراء، كان طليقًا يتمتع بالحرية. إذا ما نام بالليل أو عمل في النهار، امتدت السماء فوقه ببساطتها، ومساحاتها اللانهائية. وعندما وجد نفسه مُكبلاً بالأغلال، محبوسًا في غرفة مظلمة، سادته الكآبة والحزن وانقباض النفس. تعطش إلى الحرية تعطش العصفور البري المحبوس، وتاقت نفسه إلى أن يتحرك دون أن يسمع صليل القيود، وأن يشرب من مياه الأردن الصافية، وأن يستنشق نسيم الصباح، وأن يتطلع إلى فضاء الطبيعة اللانهائي. وهل نجد صعوبة في أن نفهم كيف كان لقيوده رد فعل على حالته النفسية؟ وكيف كان لوهنه هذا تأثير على نفسه؟

إن تركيبنا الجسماني مُتناهِ في الدقة، ويا لها من تعزية لا حد لها أن نعرف أن الله يدرك كيف تضطرب طبيعتنا بسهولة! إنه يعزو شكوكنا ومخاوفنا إلى مصادرها الحقيقية. إنه يعرف أن القوس قد انثنى إلى درجة قريبة من الانكسار، وأن الحبل قد شُدَّ إلى أقصى درجات الاحتمال. إنه لا يوبخ خدامه عندما يرتمون تحت رتمة، طالبين لأنفسهم الموت، بل يرسل إليهم طعامًا ويمتعهم بنومٍ عميق، وعندما يرسلون من سجونهم متسائلين: «أنت هو؟»، لا تسمع كلمة توبيخ، بل كلمات تشجيع رقيقة وتعليم.

ف.ب. ماير

fouadzadieke 08-05-2008 12:55 PM

اقتباس:

إن تركيبنا الجسماني مُتناهِ في الدقة، ويا لها من تعزية لا حد لها أن نعرف أن الله يدرك كيف تضطرب طبيعتنا بسهولة! إنه يعزو شكوكنا ومخاوفنا إلى مصادرها الحقيقية.
تحليل للفكرة فيه كثير من صواب المنطق و سلامة الربط بين ماقاله المعمدان في لحظتين مختلفتين إحداهما نطقت بالثقة و الصدق و الايمان و الثانية بالشك الذي يظهر الضعف البشري و تعثره. كل الشكر لك يا محبنا الغالي زكا

الاخ زكا 08-05-2008 01:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fouadzadieke


تحليل للفكرة فيه كثير من صواب المنطق و سلامة الربط بين ماقاله المعمدان في لحظتين مختلفتين إحداهما نطقت بالثقة و الصدق و الايمان و الثانية بالشك الذي يظهر الضعف البشري و تعثره. كل الشكر لك يا محبنا الغالي زكا

اشكر الرب من اجلك اخي فؤاد وانا امام هده الكلمات التي تكشف الانسان على حقيقته انه ضعيف ويتأثر بلضروف وكثير من الاحيان يسيطر عليه الخوف نرى كم نحن بحاجة لنلتصق بمصدر الامان والقوة والسلام ربنا يسوع المسيح وكلما اختبرنا هدا المصدر نتعلم ان ليس هناك سواه له المجد والكرامة الى الابد


الساعة الآن 09:20 PM.

Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke