![]() |
الخرابُ قادِمٌ بقلم: فُؤاد زادِيكِي
الخرابُ قادِمٌ بقلم: فُؤاد زادِيكِي إنّ الذي خَرَّبَ المُجتَمَعاتِ العَرَبِيَّة، بمَا فِيهَا بَلَدِي سُورِيَّة، هُوَ ظَاهِرَةُ الفِكْرِ الظَّلامِيِّ، الَّذِي تَتَّسِعُ رُقْعَةُ انْتِشَارِهِ عَلَى امتِدَادِ سَاحَةِ الوَطَنِ العَرَبِيِّ وَ مُعْظَمِ الدُّوَلِ الإِسْلَامِيَّةِ. فَالفِكْرُ الظَّلامِيُّ يُمَثِّلُ تَهْدِيدًا مُبَاشِرًا لِلثَّقَافَةِ وَ الحَضَارَةِ، إِذْ يَسْعَى إِلَى طَمْسِ مَعَالِمِ التَّقَدُّمِ وَ التَّنْوِيرِ، وَ يَحْرِمُ المُجتَمَعاتِ مِنِ النُّمُوِّ وَ الاِزْدِهَارِ. فِي سُورِيَّةَ، كَمَا فِي غَيْرِهَا مِن دُوَلِ الوَطَنِ العَرَبِيِّ، اسْتَغَلَّتِ الجَمَاعَاتُ المُتَطَرِّفَةُ الوَاقِعَ السِّيَاسِيَّ وَ الاِقْتِصَادِيَّ المُتَرَدِّيَ لِنَشْرِ أَفْكَارِهَا الظَّلامِيَّةِ بَينَ الشَّبَابِ، هَذِهِ الأَفْكَارُ الَّتِي تَسْتَنِدُ إِلَى تَأْوِيلٍ خَاطِئٍ لِلدِّينِ تُؤَجِّجُ الكَرَاهِيَةَ وَ العُنْفَ، فَتُؤَدِّي إِلَى تَفْكِيكِ النَّسِيجِ الاِجْتِمَاعِيِّ وَ تَدْمِيرِ الهُوِيَّةِ الوَطَنِيَّةِ. لَمْ يَتَوَقَّفْ خَطَرُ هَذَا الفِكْرِ الظَّلامِيِّ عِنْدَ حُدُودِ دُوَلِنَا، بَلِ انْتَشَرَتْ شَظَايَا نَتَائِجِهِ إِلَى أَمْرِيكَا وَ الدُّوَلِ الغَرْبِيَّةِ، حَيْثُ بَدَأَتِ المُجتَمَعاتُ هُنَاكَ تُعَانِي مِن ظُهُورِ حَرَكَاتٍ مُتَطَرِّفَةٍ تَدْعُو لِلْعُنْفِ وَ التَّطَرُّفِ، وَ تُنْذِرُ بِخَرَابٍ قَادِمٍ. إِنَّ التَّصَدِّي لِهَذَا الفِكْرِ يَتَطَلَّبُ وِعْيًا شَامِلًا، وَ تَعَاوُنًا بَينَ جَمِيعِ أَطْيَافِ المُجتَمَعِ لِتَعْزِيزِ مَبَادِئِ التَّسَامُحِ وَ الحِوَارِ، وَ تَشْجِيعِ التَّفْكِيرِ النَّقْدِيِّ وَ التَّعْلِيمِ الحُرِّ الَّذِي يَحْتَرِمُ الاِخْتِلَافَ وَ يُؤَسِّسُ لِلإِبْدَاعِ. و الأهَمّ مِنْ كُلِّ هذَا وُجُوبُ التَّخَلِّي عن أفكَارِ المَورُوثِ البَالِي، و الّذِي هُوَ السَّبَبُ الأسَاسُ في كُلِّ مَا جَرَى و يَجرِي مُنْذُ أرْبَعَة عَشَرَ قَرْنًا مِنَ الزَّمَانِ. المانيا في ١٩ اوكتوبر ٢٤ |
Samir T. Yaghi شكري و امتناني الكثيران و العميقان لشخصكم الكريم استاذ سمير ياغي لتوثيق نصي الخراب قادم
https://dhifafgolob.blogspot.com/202...bn94JXO4ulGWmg |
الساعة الآن 06:39 PM. |
Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by
Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke