![]() |
ظاهرةُ العُنفِ، إثارُها و طَرُقُ مُعالجتِهَا بقلم: فؤاد زاديكى
ظاهرةُ العُنفِ، إثارُها و طَرُقُ مُعالجتِهَا بقلم: فؤاد زاديكى العُنْفُ هُوَ سُلُوكٌ قَاسٍ وَ عُدْوَانِيٌّ، بَعِيدٌ عَنِ الرَّأفَةِ و الرَّحْمَةِ، يَسْتَخْدِمُ فِيهِ الْفَرْدُ الْقُوَّةَ الْجَسَدِيَّةَ أَوِ اللَّفْظِيَّةَ لِإِلْحَاقِ الْأَذَى بِالْآخَرِينَ. يُمْكِنُ أَنْ يَتَجَلَّى الْعُنْفُ فِي عِدَّةِ صُوَرٍ، مِنْهَا الْعُنْفُ الْجَسَدِيُّ وَ اللَّفْظِيُّ وَ النَّفْسِيُّ، وَ يَشْمَلُ أَيْضًا الْعُنْفَ الْأُسَرِيَّ وَ الِاجْتِمَاعِيَّ. يُعْتَبَرُ الْعُنْفُ مُشْكِلَةً خَطِيرَةً تُوَاجِهُ الْمُجْتَمَعَاتِ حَوْلَ الْعَالَمِ، وَ يُؤَدِّي إِلَى الْعَدِيدِ مِنَ الْإِنْعِكَاسَاتِ السَّلْبِيَّةِ عَلَى الْأَفْرَادِ وَ الْمُجْتَمَعَاتِ، خَاصّةً عندما يَتمّ ربْطُهُ بِالدِّينِ، كَفِكرٍ إيدُولُوجِي. عَلَى الصَّعِيدِ الشَّخْصِيِّ، يُؤَدِّي الْعُنْفُ إِلَى أَضْرَارٍ جَسَدِيَّةٍ وَ نَفْسِيَّةٍ عَلَى الضَّحَايَا، حَيْثُ يُمْكِنُ أَنْ يُسَبِّبَ إِصَابَاتٍ جَسَدِيَّةً و عَاهَاتٍ دَائِمَةً، و رُبَّمَا يُؤَدِّي إلَى الْمَوْتَ فِي الْحَالَاتِ الْقُصْوَى. كَمَا يُؤَثِّرُ عَلَى الصِّحَّةِ النَّفْسِيَّةِ لِلضَّحَايَا، مِمَّا سَيُؤَدِّي في المُسْتَقْبَلِ إِلَى اضْطِرَابَاتٍ نَفْسِيَّةٍ مِثْلَ الِاكْتِئَابِ وَ الْقَلَقِ وَ اضْطِرَابِ مَا بَعْدَ الصَّدْمَةِ. هَذِهِ الْآثَارُ النَّفْسِيَّةُ و غَيرُهَا، يُمْكِنُ أَنْ تَسْتَمِرَّ لِفَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ، مِمَّا يُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى حَيَاةِ الْفَرْدِ وَ عَلَاقَاتِهِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ. أَمَّا عَلَى مُسْتَوَى الْمُجْتَمَعِ، فَإِنَّ انْتِشَارَ الْعُنْفِ يُؤَدِّي إِلَى زَعْزَعَةِ الْأَمْنِ وَ الِاسْتِقْرَارِ، حَيْثُ يَتَسَبَّبُ فِي خَلْقِ بِيئَةٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ عَدَمِ الثِّقَةِ بَيْنَ أَفْرَادِ الْمُجْتَمَعِ. كَمَا يُعَزِّزُ مِنْ تَفَكُّكِ الرَّوَابِطِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ، وَ يُضْعِفُ مِنَ النَّسِيجِ الِاجْتِمَاعِيِّ، مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى تَدَهْوُرِ الْقِيَمِ وَ الْمَبَادِئِ الْإِنْسَانِيَّةِ. عِلَاوَةً عَلَى ذَلِكَ، يَزِيدُ الْعُنْفُ مِنَ الْأَعْبَاءِ الْاِقْتِصَادِيَّةِ عَلَى الْمُجْتَمَعِ، حَيْثُ يَتَطَلَّبُ تَوْفِيرَ خَدَمَاتٍ طِبِّيَّةٍ وَ نَفْسِيَّةٍ لِلضَّحَايَا، بِالْإِضَافَةِ إِلَى تَكَالِيفِ الْقَضَاءِ وَ الشُّرْطَةِ. لِمُعَالَجَةِ ظَاهِرَةِ الْعُنْفِ، يَجِبُ الْبَدْءُ بِالتَّوْعِيَةِ وَ التَّثْقِيفِ حَوْلَ أَخْطَارِهِ وَ عَوَاقِبِهِ السَّلْبِيَّةِ، خَاصَّةً بَيْنَ فِئَاتِ الشَّبَابِ وَ الْمُرَاهِقِينَ. كَمَا يَجِبُ تَعْزِيزُ قِيَمِ الْحِوَارِ وَ حَلِّ النِّزَاعَاتِ بِطُرُقٍ سِلْمِيَّةٍ، وَ تَشْجِيعُ التَّفَاهُمِ وَ التَّسَامُحِ بَيْنَ الْأَفْرَادِ. كَذَلِكَ، يُعْتَبَرُ تَطْبِيقُ الْقَوَانِينِ بِحَزْمٍ ضَرُورِيًّا لِلرَّدْعِ وَ الْحَدِّ مِنَ الْعُنْفِ، مَعَ تَوْفِيرِ دَعْمٍ نَفْسِيٍّ وَ اجْتِمَاعِيٍّ لِلضَّحَايَا لِتَخْفِيفِ الْآثَارِ، الَّتِي يُخَلِّفُهَا الْعُنْفُ عَلَيْهِمْ. إِضَافَةً إِلَى ذَلِكَ، يُمْكِنُ تَشْجِيعُ النَّاشِطِينَ وَ الْمُنَظَّمَاتِ الْمَدَنِيَّةِ عَلَى تَنْظِيمِ حَمَلَاتٍ وَ مُبَادَرَاتٍ لِلْحَدِّ مِنْ الْعُنْفِ وَ بِنَاءِ مُجْتَمَعٍ أَكْثَرَ أَمْنًا وَ تَضَامُنًا. المانيا في ٢٨ آب ٢٤ |
هيام الملوحي شكرًا لكم من كل قلبي استاذة هيام الملوحي و نبض القلم للشعر و الأدب لتوثيق نصي ظاهرة العنف https://hiamnewbloaddress.blogspot.c...mUy6QR8R7afF6Q |
1 مرفق
د.سوسن ابراهيم اشكركم اخلص الشكر دكتورة سوسن ابراهيم و منتدى البيان للشعر و النثر و الأدب العربي لمنح نصي ظاهرة العنف تكريم أجمل نصّ يومي دمتم ودام عطاؤكم الكريم الراقي |
الساعة الآن 08:21 AM. |
Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by
Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke