Forum of Fouad Zadieke

Forum of Fouad Zadieke (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/index.php)
-   خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/forumdisplay.php?f=277)
-   -   كَيفَ تُصْبِحُ شَاعِرًا؟ بقلم: فؤاد زاديكى (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/showthread.php?t=50878)

fouadzadieke 06-05-2025 09:44 PM

كَيفَ تُصْبِحُ شَاعِرًا؟ بقلم: فؤاد زاديكى
 
كَيفَ تُصْبِحُ شَاعِرًا؟


بقلم: فؤاد زاديكى

إِنَّ الشِّعْرَ هُوَ نَبْضُ الرُّوحِ وَ صَوْتُ الْقَلْبِ، وَ فِي طَيَّاتِهِ تَكْمُنُ الْمَشَاعِرُ وَ الْأَفْكَارُ، يَنْسُجُهَا الشَّاعِرُ بِلُغَةٍ خَاصَّةٍ، لِيُجَسِّدَ مَا يَخْتَلِجُ فِي نَفْسِهِ مِنْ أَلَمٍ أَوْ أَمَلٍ، فَرَحٍ أَوْ حُزْنٍ، حُبٍّ أَوْ كُرْهٍ. وَ الشَّاعِرُ هُوَ مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحَوِّلَ الْكَلِمَاتِ الْعَادِيَّةَ إِلَى لَحْنٍ يُطْرِبُ الْقَلْبَ وَ يُهَذِّبُ الْوِجْدَانَ.

وَ لِكَيْ تُصْبِحَ شَاعِرًا حَقِيقِيًّا، لَيْسَ كَافِيًا أَنْ تَكْتُبَ أَبْيَاتًا تَحْمِلُ قَافِيَةً وَ وَزْنًا، بَلْ يَجِبُ أَنْ تَمْتَلِكَ مَجْمُوعَةً مِنَ الأَدَوَاتِ، الَّتِي تُسَاعِدُكَ فِي التَّعْبِيرِ عَنْ نَفْسِكَ بِصِدْقٍ وَ قُدْرَةٍ. وَ مِنْ أَهَمِّ هَذِهِ الأَدَوَاتِ: إِتْقَانُ لُغَتِكَ، فَالشِّعْرُ لُغَةٌ، وَ اللُّغَةُ مِفْتَاحُ الْقَلْبِ وَ الْعَقْلِ كما اتقانُ الإبحَارِ في علمِ العَروضِ و القوافِي و النّهلُ من جدولِهما الصّافِي.

كَذَلِكَ، عَلَيْكَ أَنْ تُغْنِيَ مَصَادِرَ ثَقَافَتِكَ، فَالشَّاعِرُ ابْنُ الْحَيَاةِ، وَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَكُونَ قَارِئًا نَهِمًا، مُطَّلِعًا عَلَى أَشْكَالِ الأَدَبِ كَافَّةً، وَ عَلَى تَجَارِبِ الشُّعَرَاءِ، لِيَسْتَفِيدَ مِنْهُمْ وَ يُطَوِّرَ أَسْلُوبَهُ.

وَ مِنْ أَهَمِّ مَا يَحْتَاجُهُ الشَّاعِرُ: الْقُدْرَةُ عَلَى التَّأَثُّرِ وَ التَّأْثِيرِ. يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَشْعُرَ بِآلاَمِ النَّاسِ وَ أَحْلَامِهِمْ، وَ أَنْ يُتَرْجِمَ ذَلِكَ فِي صُوَرٍ شِعْرِيَّةٍ بَيِّنَةٍ، تَبْلُغُ قُلُوبَ الْقُرَّاءِ وَ تَسْكُنُ فِيهَا. كَمَا عَلَيْهِ أَنْ يُقَدِّمَ أَفْكَارَهُ بِطَرِيقَةٍ بَسِيطَةٍ، سَلِسَةٍ، يَسْتَسِيغُهَا النَّاسُ وَ يَفْهَمُونَهَا.

وَ لَا نَنْسَى أَنَّ الشَّاعِرَ يَحْتَاجُ إِلَى شَجَاعَةٍ فِي التَّعْبِيرِ، فَالشِّعْرُ هُوَ كَشْفٌ لِلنَّفْسِ، وَ تَعْرِيَةٌ لِلْوَجْدَانِ. عَلَيْكَ أَنْ تَكْتُبَ بِصِدْقٍ، وَ لَا تَخَفْ مِنَ الْحُكْمِ، فَكُلَّمَا كَانَ شِعْرُكَ صَادِقًا، كَانَ أَقْدَرَ عَلَى التَّأْثِيرِ.

وَ فِي الْخِتَامِ، فَإِنَّ الطَّرِيقَ إِلَى الشِّعْرِ طَوِيلٌ، يَحْتَاجُ إِلَى صَبْرٍ وَ مُثَابَرَةٍ، وَ تَجْرِبَةٍ وَ تَعَلُّمٍ مُسْتَمِرٍّ. لَا تَتَوَقَّفْ عَنْ الْكِتَابَةِ، وَ لَا تَتَوَقَّفْ عَنْ الْقِرَاءَةِ، وَدَعْ قَلْبَكَ يَكُونُ دَلِيلَكَ. فَإِذَا جَمَعْتَ بَيْنَ الْمَعْرِفَةِ وَ الْمَشَاعِرِ، وَ الْخِبْرَةِ وَ الْخَيَالِ، فَأَنْتَ عَلَى طَرِيقِ الشِّعْرِ، وَ قَدْ تُصْبِحُ شَاعِرًا يَخْلُدُ ذِكْرُهُ فِي أَسْمَاءِ الْمُبْدِعِينَ.


الساعة الآن 06:27 PM.

Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke