عاتِبيني
عاتِبيني بما يُجيزُ العتابُ
دونَ جرحٍ ففي الجراحِ العِقابُ
عاتِبيني في صفاءِ الرّوحِ حتّى
ينقضي وهمي فلا يبقى سرابُ
عاتِبيني و انصفي حالي و فِعلي
ربّما فيها منَ الحبِّ الشرابُ
و انظري ضعفي إذا ما الضعفُ كانَ
منهُ إيقاعٌ بدا فيه اغترابُ
عاتِبيني فالعتابُ الحلوُ فيهِ
ما يُقوّيني و ما فيهِ انتصابُ
حاوِلي لا تغلقي الأبوابَ دوني
في أحاسيسي و ألطافي عِذابُ
كلّما حاولتِ جرحي في اعتداءٍ
يقسو منك القلبُ يزدادُ العذابُ
عاتِبيني كلّما أخطأتُ حبّاً
فيّ إحساسٌ رقيقٌ و اضطرابُ
عاوِني خيراً بأنفاسي و روحي
لا تزيدي الهمَّ فالهمُّ انتحابُ
انشري ما طابَ مِنْ لينِ الكلامِ
غُربتي ليلٌ و أحزاني حِرابُ
تقطعُ الأحلامَ لا تُبقي عليها
عاتِبيني و ليكنْ منكِ اقترابُ
كلّما قرّبتِ من نفسي تَرَيني
واضحاً لا يفصلُ المرأى حِجابُ
في عتابِ الصدقِ إنقاذٌ لخلٍّ
قد يُعاني ناقصاً منهُ النّصابُ.