عزيزي الدكتور جبرا
أشكر لك هذا الطرح الجريء لكني أحب أن أقول لك إن كنيستنا لا تفتح مجالا لحرية الفكر و الإبداع, متى ظهرت طاقات خلاقة و كوادر واعية نيّرة العقل فإنها تطمر متى لا تكون مدعومة من هذا أو ذاك من رجال الإكليروس. هذه هي الحقيقة. إن السبب الرئيس في حصول مثل هذا الحالة في كنيستنا هو انعدام التوعية الدينية فلا توجد هناك دورات تدريبية للتوعية و التثقيف و التواصل مع الحياة على ضوء ما جرى و يجري من تطورات هائلة في الكون و الجتمعات. أنظر إلى الكنيسة القبطية كيف تقوم بجانب الإرشاد و التوعية و التحضير لمراحل الحياة المختلفة لدى الشباب من تعارف و خطوبة و زواج فهي تعد دورات تأهيلية للمخطوبين مثلا تعلمهم كيف يجب أن يتعامل الخطيبان مع بعضهما على أسس قوية تزيد من ارتباطهم بكنيستهم و كذلك للذين هم على أبواب الزواج و في ظروف و حالات أخرى كثيرة تهم المؤمن. نعم علينا نحن أيضا واجب, لكن اليد الواحدة لا يمكن أن تصفق و على الكنيسة أن تفتح المجال للعقول المفكرة و النيرة لكي تفيد الكنيسة و الشبيبة و المؤمنين بما لديهم من أفكار و مقترحات لا أن تعمل على قمعها و تهميشها و تكفيرها. أتمنى أن ننظر بعين الصواب و الدقة فالسكوت عن الخطأ لن يلغيه بل سيعمق مخاطره. كنيستنا تحتاج إلى الكثير و الكثير جدا من جوانب التوعية و الإرشاد و الإعداد و التثقيف الكنسي و الإجتماعي و الحياتي. الكنيسة تعيش في واد بعيدا عن جاعة المؤمنين بكل أسف و هذا له آثار سلبية كثيرة على التربية و على مدى الارتباط بالكنيسة و دعمها و تطويرها. كنيستنا تعيش في الماضي و كأن الحاضر و المستقبل لا يهمانها. قمت بتثبيت الموضوع لأهميته راجيا أن تكون هناك مشاركات تغني الموضوع و تضيف مفيدا يمكن العمل به.
__________________
fouad.hanna@online.de
|