عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-12-2009, 11:24 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي يتنامى الشَّوقُ إلى مرافئ الأمومة 36


يتنامى الشَّوقُ إلى مرافئ الأمومة




36



.... ... .. .... .. .....
ترتعشُ الكلمات تحتَ أصابِعِهَا
المعطّرة برحيقِ الحشيشِ

تلتحمُ مع دمعةِ ابنها
فتنهضُ أمُّها
بين موجاتِ الذَّاكرة

تقدّمُ لها رغيفاً طازجاً
يسيلُ لعابها
تهفو إلى خبزِ التَّنورِ ..
خبزٌ مقمَّرٌ
ببخورِ المحبّة

تخثَّرَ الحنانُ
على جبهةِ الغربةِ

أسئلةٌ كحبّاتِ الحنطة
تنهمرُ على هلالاتِ الشَّوقِ
إلى نجومِهَا المعلّقة
في وهادِ جموحِ الخيال

تعبقُ يوميّاً
في ظلالِ صباحاتها
نكهةُ الكرومِ

تشمخُ أزقَّتُها الطينيّة أمامَهَا
تتوارى أمواجُ البحار

تعبرُ رعونةَ المسافات
تنقشُ فوقَ برزخِ العمرِ نجمةً

تتبرعمُ قامات الأحبّة
فوقَ أرصفةِ الرُّوحِ
فيتنامى الشُّوقُ
في ضلوعِ الحنينِ
إلى مرافئِ الأمومةِ

تتلاطمُ الغربات في داخلِهَا
وتغمرُها تساؤلات منبثعة
من منحدراتِ الطفولة

تشتعلُ شوقاً إلى الداليات
إلى سلالِ عِنَبِ "الْبَحْدُوْ"

دمعةٌ موجعة تتلألأُ
على خدِّهَا الأيسرِ
ترافقُهَا ابتسامة متطايرة
من خيوطِ الصَّباحِ
مرسومة على وجهِهَا المعفّر
بغربةٍ متصالبة معَ خصوبةِ الأرضِ!
.... .. ... .. ... يتبع!


صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com
رد مع اقتباس