الموضوع: بطل من بلادي
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 29-12-2009, 06:28 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,010
افتراضي

بارخمور أبونا الفاضل عيسى غريب و شكرا لعزيزنا موسى غريب على هذا النص الملحمي عن البطل إيشوع حنا كبره. إيشوع كان قائداً جريئا و شجاعاً و ناجحاً و ممتلئاً غيرة و حماسة و همّة, لم يكن للخوف موضع في قلبه, قاد المفرزات التي قامت بالهجوم المعاكس على القرى الكردية بعد فشل الحصار العشائري الكردي الطويل لآزخ و كذلك الهجومات المتكررة التي قامت بها تلك العشائر بدافع الحقد الديني الأعمى. قامت مفرزات آزخ بقيادة هذا البطل الأزخيني الهمام بالهجوم المعاكس, لكون فاقة كبيرة ألمت بآزخ و حاجة ماسة للمواد الغذائية كانت بوادرها ظهرت في الأفق, فالعشائر أتلفت المحاصيل الزراعية و الكروم و سرقت المواشي و الحيوانات و كل ما تمكنت من أجل تجويع أهل آزخ و إرغامهم على الاستسلام, لكن إرادة الصمود القوية و المحبة التي كانت سائدة بين الشعب و التلاحم و اللحمة و الإيمان ساهمت جميع هذه الأمور في فشل الحصار و الهجومات التي استهدفت إبادة آزخ و بقيت آزخ راسخة و ثابتة و قادرة على العودة إلى الحياة الطبيعية من جديد.
لكن و الحق يقال أن لي مأخذاً على بطلنا إيشوع حنا كبرة فعلى الرغم من جميع صفات الرجولة و البسالة وربأطة الجأش التي كان يتمتع بها, إلا أنه كان يتخذ أحيانا قرارات فردية, و لم يكن يأخذ بمشورة العقلاء و الحكماء من بلدته آزخ. لقد قال المثلث الرحمات المطران بهنام عقراوي لإيشوع, عندما أراد الهجوم على بارما. قال له بالحرف الواضح و الكلام القاطع: لا. لا يجب أن نهجم على بارما فأهل بارما وقفوا إلى جانبنا في الفترة العسيرة الماضية, حيث قدموا لنا الملح و البارود و المواد الغذائية و كل الدعم اللوجستي اللازم و الذي لولاه لكانت نهاية آزخ حتمية. إلا أن إيشوع خرج عن طوع المطران و لم يقتنع بكلامه و قرر الهجوم على قرية بارما الصديقة لآزخ.
باءت محاولات اختراق قرية بارما و السيطرة عليها ثلاث مرات في ثلاثة هجومات و كانت النتيجة قاسية و صعبة على أهل آزخ فبالإضافة إلى فشل الهجومات فإن القائد إيشوع حنا كبره أصيب إصابة بالغة لم يتمكن المرحوم كبرو الحكيم من مساعدته على الرغم من كل المحاولات التي قام بها و الدواء الذي صنعه من أجل معالجة جرحه.
مات البطل القائد و ظلّ اسمه مقرونا بالشرف و الفخر و بالعزة. لإيشوع حنا كبره فضل كبير على آزخ و هو ابنها البار الذي عمل من أجل الحفاظ على أمنها و سلامتها ضد الغزاة الحاقدين. لقد سطّر التاريخ الشعبي لآزخ سجلا حافلا بالكرامة و التقدير و الاحترام لهذا البطل الذي أضيف إسمه إلى أسماء أخرى كثيرة من مثل الشماس اسطيفو و أندراوس إيليا و رشكو حلدة و القس كورية و صليبا كته و شاهين و سيسو إيليا و البطل القنّاص شمعون عيسكو و يونو جمعة و أفريم شاهينو و أبلحدوك و حنا إيليا و ابراهيم عمنو و لحدو برهي و ببّو اسطيفو و يوسف القس جبرائيل و القس جبرائيل جمعة و ملكي كوركيس و آخرون. إن سجل آزخ حافل بالأبطال إن على صعيد الشجاعة أو على صعيد الفكر.
لقد استمتعت بالنص, فهو جعل مشاعري تتأجج مرة أخرى لأتجه في كتاباتي إلى آزخ و رجالاتها الأبطال.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس