ثم يكمل بولس: «نجوع ونعطش ونَعْرَى ونُلكم وليس لنا إقامة». لقد كان على استعداد أن يتنازل، في سبيل خدمته، عن أبسط حقوقه، بل أبسط مقومات الحياة الطبيعية: الأكل، والشرب، والملبَس، ومحل الإقامة. ويا له من امتحان!! هل نحن على استعداد أن نضحي، ولو بجزء فقط، من احتياجاتنا الضرورية لأجل عمل الرب؟ هل نقبل احتمال، لا أقول العطش، بل ظروف إقامة صعبة مثلاً في مكان الخدمة؟ هل يمكن أن يتم فينا القول: «لم تتيسَّر لهم فرصة للأكل»، حتى نوفر الوقت لخدمة السيد؟ هل نحن على استعداد، لا أن نعْرَى، بل أن نعطي الثوب الثاني من أجل مجد الله ( لو 3: 11 )؟ وهل نتخلى عن ”دائرة الراحة“ ونتعب عاملين بالمحبة؟!
التعب من أجل الراحة، و التضحية من أجل الخلاص. علينا أن نتعلّم هذا و نعلمه و نعمله في ذات الوقت، لكي يتحقق لنا المرجو و المطلوب و هو ضروري لحياتنا الثانية، حيث مجد الرب. شكرا غالينا المحب و المبارك زكا على جميل و مفيد ما تقدمه لنا من نتاج المعرفة الروحية الثرّ. دمت بأمان الرب و رعايته.