سلوكُ الحكمة
أعِرْني النطقَ إنّ الصّمتَ جارَ
و دَعْ إبداعَ أشعاري بحارا
أطلّ الخوفُ مِنْ ليلٍ مُقِضٍّ
هدوءَ الصّبرِ, لم أُدرِكْ نهارا.
أعِرني. لم يَعُدْ عندي احتمالٌ
كرِهتُ الصّبرَ فرْضاً و اصطبارا.
أقِمْ لي مأدباً فالشّكرُ آتٍ
على إيقاعِ أنغامي جهارا.
أنا لم أنتسبْ للجهلِ يوماً
و لمْ أترِكْ لأهواءٍ مدارا
نشرتُ الصّدقَ مرفوعاً لواءًا
بمسعىً أطلقَ المعنى انتشارا
و ذا مِنْ واجبِ الإنسانِ يبدو
و حقٌّ عزّهُ الباري وقارا.
أعِرْني لحظةً منه انطلاقاً
و عاينْ كيفَ أختارُ القرارَ.
جموحُ الشّعرِ لا يرضى انغلاقاً
و مَدُّ الشّعرِ لا يأتي انحسارا
ظلالُ الخوفِ لن تبقى طويلاً
متى حطّمتُها, جئتُ انتصارا
أداري شأنَها مِنْ دونِ جرحٍ
بفكرٍ ثاقبٍ أعطى اقتدارا.
أعِرْني لا تفارقْ قبلَ فوزٍ
و مِنْ أفكارنا نسمو كِبارا
لأنّ الحكمةَ استهوتْ سلوكاً
ينمّي في خلايانا ابتكارا.
أعِرْني, و انتظِرْ أحوالَ صمتي
ستلقى الصّمتَ قد أعطى انفجارا
مُعيداً للسّانِ الحرِّ نُطقاً
و عَزْفاً قد أعادَ الاعتبارَ.