نَبكي, و لكنْ سوفَ يأتي يومٌ
نُبكي بِهِ أسطورةَ الطغيانِ.
إنّ انتفاضَ الشّعبِ ضدّ الظلمِ
حقٌّ و شَرعُ, ليسَ مِنْ إنسانِ
يقوى على استغفالِ هذا الحقِّ
أو مَنعِهِ, فالحقُّ كالإيمانِ.
مَنحى التزامِ العنفِ و التضليلِ
مِنْ مجرمٍ خالِ مِنَ الوجدانِ
منحىً بعُرفِ الدينِ و الديّانِ
و الشّرعِ و القانونِ و الإنسانِ
منحى اعتداءٍ مجرمٍ, منبوذٌ
إلاّ مِنَ الطاغوتِ و الشّيطانِ.
هذا الذي ما كانَ بال (بشّارِ)
بل كانَ ابنَ البومِ و الغربانِ.
نبكي على ما ماتَ مِنْ أخلاقٍ
في عصرنا المملوءِ بالأحزانِ.
مِنْ واجبِ المسئولِ ألاّ ينحو
منحى التزامِ العنفِ و العدوانِ.
بل واجبٌ يسعى إلى الإصلاحِ,
لا الفتكِ بالإنسانِ و الأوطانِ
لا أن يخوضَ الحربَ ضدّ الشّعبِ
يُلقي بهِ للموتِ و النيرانِ.
مهما استغلّ الحاكمُ المهووسُ
سلطانَهُ الدامي, فما مِنْ شأنِ
فاللعنةُ الكُبرى مِنَ التاريخِ
في إثرِهِ بالحكمِ و الإعلانِ.
لن يهنأ الهاوي لذبحِ الشّعبِ,
و المجرمُ السّاعي إلى الطغيانِ.
يوماَ بكينا, ثمّ يأتي عصرٌ
فيهِ ربيعُ النّصرِ في البستانِ.
بستانُنا وردٌ هوَ الأوطانُ,
و الفرحةُ الكبرى معَ الألحانِ.