عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-08-2014, 08:19 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,010
افتراضي مصادر القرآن بالدليل والبرهان 1

بالدليل والبرهان

الخميس، 17 أبريل، 2008
مصادر القرآن
الواقع أن هذا الموضوع هو من أخطر المواضيع التي أخذت مني جهدا ووقتا كثيرا، وهو يتعلق بمصادر القرآن، من أين كتب؟ ومن أين استمد شعائره؟ هل المسلمون الآن يعلمون أن الإسلام استمداد لعبادة الأوثان؟

إن مناقشاتنا هذه ما هي إلا من باب البحث العلمي النزيه، بفكر مستنير، ومنطق سليم. وقد صدق الدكتور طه حسين في (كتابه: الشعر الجاهلي ص 11و12) حينما قال: "القاعدة الأساسية لمنهج البحث العلمي هي أن يتجرد الباحث من كل شيء كان يَعْلَمَه من قبل، وأن يستقبل موضوع بحثه خالي الذهن مما قيل فيه خلوا تاما.. والناس جميعا يعلمون أن هذا المنهج الذي سخط عليه أنصار القديم في الدين والفلسفة يوم ظهر، قد كان من أخصب المناهج وأقومها وأحسنها أثرا.. وأنه الطابع الذي يمتاز به هذا العصر الحديث.. فيجب ألا نتقيد بشيء ولا نذعن لشيء إلا مناهج البحث العلمي الصحيح"

ونحن بكل صراحة نفتقد لهذا المنهج، والموضوع كله تحيزات. ولا أريد أن يصدم أحد بسبب أسئلتي عن المصادر التي استقى منها محمد قرآنه. فإنني أتساءل بمحبة خالصة ونزاهة صادقة، لنصل إلى الحقيقة المنشودة. وبالطبع الأمر مطروح للمناقشة، ويستطيع علماء المسلمين أن يوضحوا وجهات نظرهم في هذه المناقشات بكل حرية، والإتيان بالأدلة الموثقة، والالتزام بالمنطق السليم.

المصدر الأول: الأساطير

قد تتساءل: ماذا تقصد بالمصادر التي استقى منها محمد قرآنه. ألا يؤمن جميع المسلمين أن للقرآن مصدر واحد وهو الوحي؟

~ طبعا هذا ما تؤمن به، لذلك لي بعض الأسئلة من واقع آيات قرآنية كثيرة لا يمكن تجاهلها، تحتاج إلى إيضاح منها:

* في سورة الفرقان 4-6: "وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك قد افتراه، وأعانه عليه قوم آخرون، فقد جاءوا ظلما وزورا. وقالوا أساطير الأولين اكتتبها، فهي تُمْلَى عليه، بكرة وأصيلا، قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض إنه كان غفورا رحيما"

* وفي سورة النحل 103: "ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلِّمه بشر، لسان الذي يلحدون إليه أعجمي، وهذا لسان عربي مبين"

~ من هذه الآيات يتضح لنا أمران:

ـ الأمر الأول: أن النبي قد أكد أن القرآن هو وحي من عند الله، في (سورة الفرقان 6: "قد أنزله الذي يعلم السر..").

ـ الأمر الثاني: الذي يتضح أيضا من هذه الآيات هو أن المعاصرين للنبي كان لهم رأي آخر، توجزه هذه الآيات فيما يلي:

1- أن ما أتى به النبي هو كذب (سورة الفرقان 4 " وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك")

2- أن النبي [قد افتراه] مدعيا أن هذا وحي (سورة الفرقان 4 " إن هذا إلا إفك قد افتراه ")

3- قد أعانه على ذلك آخرون (سورة الفرقان 4 " وأعانه عليه قوم آخرون ")

4- أن هؤلاء قد أملوه عليه (سورة الفرقان 5 " فهي تملى عليه")

5- أن هناك بشراً علموه هذا الكلام (سورة النحل 103 " إنما يعلِّمه بشر" )

6- وأن ما أتى به هو عبارة عن قصص كانت موجودة في كتب الأقدمين (سورة الفرقان 5) " "وقالوا أساطير الأولين اكتتبها"

~ آراء فقهاء المفسرين

* تفسير الإمام النسفي (ج 3 ص 233و 234):

ـ قوله: "إن هذا إلا إفك، قد افتراه": أي كذب اختلقه من عند نفسه.

ـ قوله: "وأعانه عليه قوم آخرون": أي اليهود وعدّاس غلام عتبه، ويسّار، وأبو فكيهة الرومي،

ـ قوله: "وقالوا أساطير الأولين اكتتبها": أي أحاديث المتقدمين كتبها لنفسه.

* تفسير النيسابوري (غرائب القرآن ج 7 ص 99) تعليقا على: "إنما يعلِّمه بشر" (سورة النحل 103) تساءل الإمام النيسابوري قائلا: "من هو ذلك البشر؟ وأجاب قائلا:

ـ قيل كان غلاما لـ "حويطب بن عبد العزّى" واسمه "عائش ويعيش"، وكان صاحبَ كتب من التوراة.

ـ وقيل هو "جَبْر غلام رومي" كان لعامر بن الحضرمي. (نصراني)

ـ وقيل عبدان هما: "جبر، ويسّار" كانا يصنعان السيوف بمكة ويقرآن التوراة والإنجيل، وكان رسول الله صلعم إذا مر وقف عليهما يسمع ما يقرآن.

ـ وقيل هو "سلمان الفارسي" كان غلاما لـ "لفاكه بن المغيرة، واسمه "جبر"، وكان نصرانيا

ـ وقيل قين (يعني حداد) بمكة اسمه "بلعام".

* والشيخ خليل عبد الكريم (في كتابه فترة التكوين في حياة الصادق الأمين ص 335) يذكر "مجموعة أخرى من الأسماء التي كان لها تأثير كبير على ثقافة النبي الدينية مما أفضى إلى هذا القرآن". وتضم هذه القائمة القسوس والرهبان النصارى الآتية أسماؤهم:
ـ القس ورقة بن نوفل.
ـ الراهب بحيرى.
ـ الراهب سرجيوس.
ـ الراهب عدّاس.

~ هذه بعض آراء المفسرين والعلماء وعلينا ألا نتجاهل ذلك، بل عملا بمنطق القرن الحادي والعشرين العلمي لنبحث في هذه الأمور لنرى إن كانت صدقا أم كذبا. أما أن نرميها وراء ظهورنا بلا فحص فإني أعتبر ذلك جريمة بحق العقل البشري. فالله أعطانا العقل لنفحص أسس إيماننا لنعرف إن كنا نسير في الطريق السليم أم لا.

~ هذه الآراء كلها اتهامات ولا تقطع بنتيجة محددة. ولكنها مقدمات ضرورية لابد أن توضع في الاعتبار ونحن نفكر بعقولنا الحرة، فليس هناك دخان بلا نيران. فإن كان هذا الكم من الكلام وتسمية أشخاص معينين كانوا معروفين في ذلك الحين، إذن فالموضوع يستحق الدراسة.

~ والتساؤل الخطير للغاية هو: ما هو الرأي الصحيح؟ هل كان القرآن وحيا من عند الله كما قال النبي ؟ أم كان فعلا من إملاء هؤلاء الناس كما قال هؤلاء المعاصرون لمحمد؟

~ إني أعتقد أن الفيصل في الحكم في هذا الأمر هو ما قاله النبي نفسه في (سورة النساء 82) "لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " إذن فمن منطلق هذه الآية الخطيرة نرى أنه: إن كان القرآن فعلا من عند الله فإننا لن نجد بين آياته أي اختلاف. ولكن إن وجد فيه اختلافات، فيصدق فيه نصُّ الآية، بأنه ليس من عند الله، أي أنه كتب بإملاء من هؤلاء البشر كما قال معاصرو النبي. فدعونا نرى الحقيقة.

ـ بالرجوع إلى كتب الفقهاء المتخصصين في علوم الناسخ والمنسوخ أمثال: الشيخ أبو جعفر النحاس في كتابه (الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم)، والشيخ هبة الله بن سلامة البغدادي في كتابه (الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم) أيضا، والمظفر بن الحسن بن خزيمة في كتابه (الموجز في الناسخ والمنسوخ)، وتفسير الجلالين مع أسباب النزول إعداد وتنسيق الشيخ محمد أمين الضناوي، وكثيرين غيرَهم، يتضح لنا أن بالقرآن آيات متناقضة، تمثل (%28,62) منه والتي لم يستطع أي عالم أو فقيه من القدامى أو المحدثين أن يجد لها حلا منطقيا.

~ إذن بناء على هذه الحيثيات المنطقية، نسأل أحباءنا المسلمين، ما رأيكم؟ ألم يكن لمعاصري الرسول حق في أن يقولوا ما قالوه عن مصادر أخرى لهذا القرآن، بحسب ما ذكرت التفاسير السابق ذكرها ؟ أم ماذا؟ نريد ردا أحبائنا الأفاضل شيوخ الإسلام فنحن نطرح التساؤلات وننتظر الإجابات.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس